لندن - "الحياة" - سمحت السلطات البريطانية منذ منتصف ليلة الجمعة السبت باستئناف الرحلات على علو منخفض يقل عن ستة آلاف قدم فوق العاصمة البريطانية، بعدما كانت اتخذت اجراءات وتدابير احترازية منذ مساء الثلثاء خوفاً من تكرار الحوادث الارهابية التي وقعت في الولاياتالمتحدة، واستخدمت فيها الطائرات سلاحاً ضد الأهداف المدنية. وأعلن وزير النقل البريطاني ستيفن بايرز نهار الجمعة أن الحكومة تنوي وضع رجال أمن على متن الطائرات البريطانية، من أجل حماية المسافرين من وقوع عمليات إرهابية ممكنة. وتسعى الدول الأوروبية إلى معاودة النظر في اجراءاتها الأمنية داخل المطارات، وعلى متن شركاتها الجوية الوطنية. ولم يتم السماح باقلاع رحلات الناقلات الأوروبية باتجاه الولاياتالمتحدة وكندا، خلال الأيام الماضية، إلا بعد استيفاء مجموعة من الشروط والقيود الاحترازية التي طالبت "هيئة الطيران الفيديرالية الأميركية" بتطبيقها، لمماشاة التغييرات الأمنية التي استحدثت في نحو 451 مطاراً دولياً في الولاياتالمتحدة و31 مطاراً دولياً كندياً. ويقول العاملون في قطاع النقل الجوي إن الشركات الأوروبية قد تسعى إلى اقتباس خبرات شركة "العال" الاسرائيلية في ضمان حماية الركاب. وتملك "العال" سجلاً جيداً في مجال حماية طائراتها، وكذلك أيضاً إثارة امتعاض الركاب الذين تضايقهم الاجراءات الأمنية الفظة أحياناً كثيرة، وبينها تفتيش أحذية المسافرين واستخدام كلاب مدربة لشمهم قبل الصعود الى الطائرة. واعتمدت الناقلة الاسرائيلية التي أصيبت بخسائر مالية متواصلة منذ العام الماضي بسبب الانتفاضة، وسائل عدة لحماية طائراتها. ومن هذه الوسائل إبقاء قمرة قيادة الطائرة المصفحة مغلقة طوال الرحلة، وإخضاع المسافرين إلى اجراءات تفتيش متكررة قبل الصعود الى الطائرة، علماً أن موظفي "العال" يتم اخضاعهم جميعاً لدورات تأهيلية للتعامل مع المخاطر الأمنية، وكيفية مراقبة سلوك المسافرين لتبيان ما إذا كان فيه ما يبعث على الشبهة. ويعمل رجال الأمن الاسرائيليون على ممارسة نوع من التمييز العنصري والديني والجنسي بحق الركاب داخل طائرات "العال" من خلال توزيعهم وفق فئات عدة تراعي جنسياتهم وأصولهم ومعتقداتهم الدينية، فالاسرائيليون واليهود الذين يتحدثون العبرية يعتبرون من فئة المخاطر المتدنية. أما الاجانب فهم من فئة المخاطر المتوسطة، بينما العرب والنساء اللواتي يسافرن بمفردهن والكهنة والرهبان، وأي شخص يقدم على شراء تذكرة في اللحظة الأخيرة، فهم جميعاً يصنّفون ضمن فئة المخاطر المرتفعة. ويتم أيضاً إدخال حاويات الشحن الجوي، قبيل اصعادها الى الطائرة، إلى غرف ذات ضغط جوي منخفض، مشابه للضغط الجوي في الارتفاعات العالية، وذلك للتحقق من خلوها من أي أجهزة تفجير تعمل على ارتفاعات عالية. ومن المتوقع أن تؤثر هذه الاجراءات على المسافرين العرب، لا سيما في حال اعتمد موظفو الشركات الغربية نمط تفكير مدربيهم الاسرائيليين، إذ أن هؤلاء سيعملون على شحنهم بمفاهيم عدائية بحق العرب والمسلمين في محاولة لتصويرهم، استناداً إلى احصاءات وبيانات لن يجد الاسرائيليون صعوبة في تلفيقها، على أنهم الخطر الأول على سلامة الطيران الدولي.