دان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مجدداً امس "ما تعرضت له الولاياتالمتحدة من هجمات ارهابية طاولت كثيرين من الابرياء" كما دان "العدوان والحروب الظالمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ايدي القوات الاسرائيلية وما يمارسه ارييل شارون من ارهاب". واعلن وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي ان بلاده تلقت رسالة من الادارة الاميركية عبر سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء تطلب تعاوناً واضحاً وصريحاً من الحكومة اليمنية، في التحقيقات الجارية في شأن الهجمات الارهابية في نيويورك وواشنطن الثلثاء الماضي. ورفض القربي في مؤتمر صحافي عقده امس، في مقر نقابة الصحافيين في صنعاء، كشف فحوى قائمة المطالب الاميركية التي تضمنتها الرسالة الموجّهة الى الحكومة اليمنية، والمتعلقة باعلان تحالف دولي لخوض "الحرب على الارهاب". وذكر القربي رداً على سؤال ان اليمن دعا قبل فترة الى تحالف دولي لمواجهة الارهاب معتبراً ان ذلك "مسؤولية جماعية وتكاملية للمجتمع الدولي وليس مسؤولية دولة واحدة. ان الدعوة الاميركية اليوم تأتي في سياق ما يريده اليمن، ويجب ان يكون في اطار مجلس الامن والامم المتحدة". وتابع ان الرسالة تضمنت طلب تعاون صنعاء في التحقيقات الجارية في الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن وان يكون "تعاوناً واضحاً وصريحاً". ورداً على سؤال آخر استبعد الوزير ان يكون لتلك الهجمات اي آثار سلبية على التحقيقات في الهجوم الانتحاري الذي استهدف المدمّرة الاميركية "كول" في عدن العام الماضي، مؤكداً استمرار التعاون بين البلدين في مجال التحقيق. وزاد ان "الادارة الاميركية لا يمكن ان تقوم بأي عمل باتجاه اليمن يتنافى مع امنه او يخلّ بالقانون والدستور اليمني"، مشيراً الى ان بلاده لم تتلق طلباً رسمياً بالانضمام الى تحالف دولي لمحاربة الارهاب. واكد حرص اليمن على "ان تكون الدعوة الى محاربة الارهاب عبر الشرعية الدولية، لأنها مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي" نافياً ان تكون الادارة ادرجت اليمن ضمن الدول التي تعتبر انها تؤوي الارهاب، ومعتبراً ان "مثل هذه الاخبار مجرد تسريبات في وسائل الاعلام"، واستبعد ان توجه الادارة الاميركية اي اتهام الى اليمن لأنها "خاضت تجربة ناجحة من التعاون بين البلدين في التحقيقات الجارية حول حادث كول وملاحقة المتهمين، كما ان التحقيقات الاميركية لم تتوصل بعد الى هوية المجموعة الارهابية التي نفّذت عمليات الثلثاء الماضي". وذكر القربي ان زيارة الرئيس علي عبدالله صالح لواشنطن، المتوقعة قبل نهاية السنة، قد تؤجل بسبب الاحداث الاخيرة. وانتقد الوزير بشدة "الهجمة الاعلامية المعادية للعرب والمسلمين في الغرب والولاياتالمتحدة" على خلفية الهجمات في 11 ايلول سبتمبر الجاري، معتبراً ان "الاعلام الغربي يبحث عن كبش محرقة من بين العرب والمسلمين، على رغم انهم يدينون تلك الاعمال الارهابية ادانة كاملة". وشدد على انهم "يريدون من الولاياتالمتحدة مواقف عادلة ينبغي ان تتخذها ازاء القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعمال ارهابية وهجمات وحشية على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي". وقال ل"الحياة" مصدر حكومي يمني امس ان السلطات اليمنية تأكدت من عدم وجود اي مواطن يمني ضمن قائمة اميركية للمشتبه بتورطهم في خطف الطائرات الاميركية الثلثاء الماضي. ولفت المصدر الى ان الرسالة التي تلقتها صنعاء من ادارة الرئيس جورج بوش لا تتضمن اي مطالب تتعلق بجماعات متشددة في اليمن، مشدداً على عدم وجود "اي جماعات مشبوهة" في بلاده. وعن استئناف فريق المحققين الاميركيين مهمتهم في اليمن المتعلقة باستكمال التحقيق في تفجير المدمرة "كول" قال المصدر ان الفريق "كان على وشك الوصول الى اليمن لكن هجمات الثلثاء دفعت السلطات الاميركية الى طلب فريق فني كان وصل الى صنعاء قبل فترة في مهمة لاستطلاع الاوضاع تمهيداً لعودة المحققين".