صنعاء - رويترز - قال محللون امس ان ملاحقة اشخاص يشتبه في انهم مؤيدون لاسامة بن لادن في اليمن هي، على ما يبدو، اقوى محاولة من جانب هذا البلد لابعاد الشبهات عنه كملاذ للمتشددين الاسلاميين. لكنهم نفوا فكرة ان تكون الحملة التي قتل فيها 22 شخصا على الاقل محاولة لاجهاض ضربة اميركية فيما أكدت واشنطن لليمن انه ليس هدفا في حربها على الارهاب. وقال عبد الملك المخلفي رئيس الحزب الوحدوي الناصري ان الحكومة حريصة على اظهار انها ملتزمة محاربة الارهاب وانها على مستوى المسؤولية لتجنب ضغوط اميركية قوية. لكنه اضاف ان الخسائر مرتفعة لعملية استهدفت ملاحقة اثنين أو ثلاثة قالت الحكومة انهم مشتبه بعلاقتهم بتنظيم "القاعدة". وقال مسؤول امني ان 18 جنديا واربعة من رجال القبائل قتلوا في اشتباكات الثلثاء، عندما هاجمت طائرات هليكوبتر حربية ودبابات مخبأ يستخدمه مؤيدو بن لادن في محافظة مأرب التي تبعد 140 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء. وقال المسؤول لوكالة "رويترز" ان ملاحقة المشتبه بهم ستستمر رغم الخسائر الفادحة في صفوف القوات الحكومية، مضيفا ان مزيدا من القوات توجهت الى محافظة شبوة المجاورة. وتعرض كثير من الاجانب للخطف في المحافظتين. وتحسنت العلاقات بين الولاياتالمتحدة واليمن كثيرا منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي بعد زيارة قام بها الرئيس اليمني على عبد الله صالح لواشنطن في الشهر الماضي وتعهد خلالها دعم الحملة الاميركية ضد الارهاب. وقال ديبلوماسيون غربيون ان خبراء اميركيين في مكافحة الارهاب وصلوا الى صنعاء في الشهرين الماضيين وانهم يعملون من السفارة الاميركية فيها. واوضح احد هؤلاء "انهم الخبراء اساسا من مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الاستخبارات المركزية". وافاد مسؤول حكومي ان علي صالح وافق على طلب اميركي لاعتقال ثلاثة من زعماء القبائل تشتبه واشنطن في انهم قاموا بدور في "تخطيط وتنفيذ اعمال ارهابية، بينها الهجوم على المدمرة الاميركية كول" في ميناء عدن العام الماضي مما ادى الى مقتل 17 بحارا اميركيا على المدمرة اثناء توقفها لتزود الوقود. وشكا مسؤولون اميركيون من عدم تعاون السلطات اليمنية في التحقيقات في الهجوم على المدمرة. وقال بعضهم ان صنعاء الحريصة على اغلاق الملف بسرعة رفضت تتبع خيوط معلومات محرجة يمكن ان تقود الى توريط مسؤولين حكوميين. لكن منذ هجمات ايلول وضع اليمن نفسه، مع السودان والصومال، بين دول لديها استعداد كبير للتغلب على تاريخ بأنها تؤوي متشددين اسلاميين من خلال عرض تقديم مساعدة في الجهود الاميركية. وتحتل الدول الثلاث قمة قائمة يعتقد مسؤولون اميركيون بانها تضم خلايا لتنظيم "القاعدة" قد توفر ملاذا للفارين من افغانستان. ويعتقد محللون بان اليمن الذي مازال يعالج اثار الحرب الاهلية في العام 1994 يحاول تجنب استدراجه الى صراع اشمل على نمط افغانستان. وقالت مصادر امنية في تصريحات خاصة غير رسمية ان اعضاء في "القاعدة" موجودون في اليمن، خصوصا في المناطق الجبلية مثل مأرب وشبوة حيث تحدى رجال القبائل المسلحون على مدى سنوات عديدة سلطة الحكومة المركزية. ونقلت "رويترز" عن احد هذه المصادر: "لا يعرف أحد على وجه التأكيد عددهم، لكني أعتقد بانه يقدر بالعشرات، وليس بالمئات كما تشير توقعات وسائل الاعلام الغربية". ويقول بعض المحللين ان اليمن، من خلال توجيه اول ضربة عسكرية ضد مؤيدي بن لادن خارج افغانستان، يتوقع مكافأة ما من واشنطن. وقال حسن العديني رئيس تحرير صحيفة "الاسبوع" انه بدون شك سترحب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بمثل هذه الخطوات لان مستقبل اليمن مرتبط باستقراره. واضاف ان اليمن حريص على ان يكون عضوا مقبولا في المجتمع الدولي. وكانت واشنطن سارعت الى الاشادة بجهود علي صالح لملاحقة زعماء القبائل ومتشددين اخرين. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية: "من الواضح انه الرئيس اليمني ينوي ملاحقة الارهاب. ونحن نرحب بذلك. وقد عرضنا التعاون. وسنواصل العمل معهم في المعركة الشاملة".