قالت مصادر مغربية ل"الحياة" أمس إن "الأحداث المؤلمة" التي شهدتها الولاياتالمتحدة الأسبوع الجاري قد تكون سبباً لإلغاء تظاهرة ترويجية للتعريف بفرص الاستثمار في المملكة كانت ستنظم على هامش الاجتماع السنوي للبنك الدولي في واشنطن، وأخرى على هامش الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة حول الطفولة في نيويورك تريد عقدها مجموعات من القطاع الخاص ومنظمات غير حكومية نهاية الشهر الجاري، للتعريف بواقع الطفولة في القارة الافريقية والعالم العربي. وذكرت المصادر أن قراراً رسمياً في هذا الشأن لم يتخذ بعد، إلا أن الاتجاه يسير نحو إلغاء هذه التظاهرات أو تأجيلها بسبب الظروف "غير المناسبة" وتوقف حركة الطيران فوق المحيط الأطلسي. وينتظر المغرب رداً رسمياً من الأممالمتحدة والبنك الدولي في شأن استمرار أو تأجيل مواعيد تلك الاجتماعات أو ما إذا كان سيتم نقلها إلى مكان آخر. وكانت اتصالات جرت في وقت سابق مع البنك الدولي لتنظيم حملات ترويجية عن فرص الاستثمار في المغرب "موروكو شو" على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي في واشنطن في 30 الشهر الجاري. وحشد المغرب أيضاً تأييداً عربياً وافريقياً واسعاً لموضوع الطفولة الذي كان من المقرر اطلاقه نهاية الأسبوع المقبل في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة منظمات غير حكومية ورعاية الأميرة المغربية لالة مريم ودعم شخصي من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وحسب المصادر، فإن الضرر الذي لحق بمنطقة مانهاتن القريبة من مقر الاجتماع في نيويورك، وظروف الحزن والحداد التي يعيشها الشعب الأميركي قد تحول دون عقد الاجتماع في الوقت والمكان المتفق عليهما سابقاً. وقد استقبل الملك محمد السادس أول من أمس في طنجة السفيرة الأميركية في الرباط مارغريت تاتويلر، وأعرب لها عن تعاطف الشعب المغربي مع الشعب الأميركي في "محنته" ووقوفه إلى جانب الحكومة الأميركية في هذه اللحظات المأسوية. وأكد ملك المغرب "أن الرد الحقيقي على الارهاب الأعمى هو قدرة العالم الحر والديموقراطي على عدم الاستسلام لرعشات الخوف ومواجهة دعاة الهمجية والجريمة بقوة الحياة والاحترام المتناهي لقيم الروح والفلسفة التي تشكل الأساس الوحيد لحضارتنا". وأوضح الملك أن المغرب مصمم على الحفاظ "من دون تغيير أو ضعف" على كل الأنشطة والتظاهرات الوطنية والدولية المسجلة في جدول الأعمال، مشيراً إلى أن كل موقف مخالف "لن يستفيد منه سوى الذين يريدون عن طريق سفك الدماء والوحشية فرض قانونهم على بقية العالم". وأكدت مصادر مغربية أن الرباط تمسكت باستضافة مؤتمر عالمي آخر عن البيئة سيعقد في مراكش في نهاية تشرين الأول اكتوبر المقبل بمشاركة نحو 182 دولة وثمانية آلاف من المسؤولين والخبراء في مجال دراسة أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض وتأثيرها على القطاعات الزراعية ومنسوب المياه والأمن الغذائي والصحي في الدول النامية. وحسب المصادر، فإن الولاياتالمتحدة وافقت رسمياً على المشاركة في المؤتمر على رغم تحفظاتها على اتفاق كيوتو حول الانحباس الحراري. من جهة أخرى، أعلنت "الخطوط المغربية" أول من أمس توقف كل رحلاتها المتجهة إلى الولاياتالمتحدة وكندا إلى أن يتم الحصول على اذن بذلك من هيئة الطيران الفيديرالية الأميركية. وتؤمن الشركة المغربية ست رحلات أسبوعية إلى نيويورك ومونتريال، وهي الشركة الوحيدة في شمال غربي افريقيا التي لها رحلات منتظمة إلى شمال القارة الأميركية.