وصف وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري قرارات مجلس الأمن حول الصحراء بأنها «تتسم بالوجاهة»، وأوضح بعد محادثات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك أول من أمس: «تطرقنا إلى قضية الصحراء وتوقفنا عند أهمية ووجاهة القرار الأخير لمجلس الأمن الرقم 1920»، مؤكداً أن القرار «قوي» لجهة تأكيد «المكتسبات» التي قال إنها تتمثل في «أسبقية الاقتراح المغربي» الرامي إلى منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً، وكذلك الدعوة إلى استئناف المفاوضات «مع أخذ الاقتراح المغربي في الاعتبار» وكذلك «انخراط كل من الجزائر وبوليساريو في إطار الوفاق والواقعية». وعرضت المحادثات، وهي الأولى من نوعها بعد صدور قرار مجلس الأمن الذي مدد ولاية بعثة «المينورسو» سنة جديدة، إلى المراحل المقبلة في مسلسل عملية حل نزاع الصحراء، في إشارة إلى مساعي عقد جولة مفاوضات ثالثة غير رسمية بين المغرب و «بوليساريو» تسبق الدعوة إلى المفاوضات الرسمية، على رغم التباعد الحاصل في المواقف، بخاصة في ضوء تهديد «بوليساريو» بمعاودة حمل السلاح وانتقادها قرار مجلس الأمن ومواقف بعض الدول المتنفذة مثل فرنسا. إلى ذلك، أجرى رئيس الديبلوماسية المغربية محادثات مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ركزت على الوضع الإقليمي في منطقة شمال أفريقيا وأزمة الشرق الأوسط ودور المغرب في هذا المجال. وقال المسؤول الأميركي إن المغرب والولايات المتحدة الأميركية «صديقان قديمان، يعملان في شكل وثيق في قضايا مختلفة». وأضاف: «عندما تسمح الفرصة نتبادل رؤيتنا في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك ثنائياً ودولياً»، مشيراً الى أن المحادثات مع الوزير الفاسي عرضت الى التحديات الكبرى التي تواجهها المجموعة الدولية «كقضية الإرهاب» إضافة إلى موضوعات أخرى ذات بعد إقليمي مثل قضية الصحراء. وكان نواب في مجلس الشيوخ الأميركي تمنوا على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعم خيار المفاوضات «انطلاقاً من مبادرة في الحكم الذاتي». في غضون ذلك، تواصل القوات المغربية المشاركة في مناورات دولية برعاية القوات الأميركية في بوركينا فاسو، الى جانب دول أوروبية وبلدان تجمع الساحل والصحراء. وتستمر المناورات بالتزامن مع تدريبات عسكرية أخرى تنظم في طانطان على مشارف الصحراء بمشاركة قوات أميركية. على صعيد آخر، لفتت مصادر في الرباط إلى تزايد أعداد العائدين المنشقين عن جبهة «بوليساريو» في الآونة الأخيرة، بعد التحاق أكثر من أربعين شخصاً. وبذلك يزيد عدد المنشقين خلال بضعة أسابيع على ثلاثمئة منشق. وقالت منظمة مغربية غير حكومية إنها تنظّم في نهاية الأسبوع الجاري تظاهرة ثقافية في مدينة الداخلة على الساحل الأطلسي جنوب الصحراء، تشمل تقديم أكبر علم يسجل في قائمة «غينيس» القياسية. ووصف العلم الذي يحمل شعار المملكة المغربية بأنه يزيد على 5 آلاف متر مربع أُنجز على مدة بضعة أسابيع، وسيوضع في مكان بارز ليصبح أحد معالم المدينة الساحرة. على صعيد آخر، بدأت اللجنة المغربية - الأوروبية في بروكسيل أعمالها للبحث في تطوير مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وصرح رئيس مجلس النواب المغربي عبدالواحد الراضي بأن اللجنة التي تشكلت في ضوء قرار منح المغرب «وضعاً متقدماً» في علاقاته مع أوروبا، ستبحث في سبل تفعيل هذا الوضع، سياسياً واقتصادياً.