جددت الصين تأييدها للولايات المتحدة في حربها المرتقبة ضد الارهاب، وان كانت تختلف معها في تحديده. وفي حين فعّلت استراليا بنود تحالف عسكري قديم عمره 50 عاماً لمشاركة واشنطن تحركها العسكري، أعلنت الهند استعدادها تقديم مساعدات لوجستية وعملانية للقوات الاميركية في حال أرادت مهاجمة افغانستان. نيودلهي، بكين، كانبيرا، واشنطن، باريس - أ ف ب، رويترز، أ ب - كشفت صحيفة "تايمز اوف انديا" أمس ان الهند ستسمح للقوات الاميركية باستخدام منشآتها ومواردها اذا شنت ضربات عسكرية على افغانستان انتقاماً من الهجمات الارهابية في نيويوركوواشنطن. وقال وزير الدفاع والخارجية جاسوانت سينغ للصحيفة ان الهند ستوافق على تقديم مساعدات في مجالات النقل والامداد والتموين، او توفير أرض تنطلق منها عملية عسكرية أميركية. وقال سينغ: "جرت اتصالات على كل المستويات السياسية والتنفيذية ومستوى العمليات في هذا الشأن". وأضاف انه لا يمكنه ذكر تفاصيل عن "الموضوع البالغ الحساسية". وآسيوياً ايضاً، أكد نائب رئيس الوزراء الصيني شيان كيشين أمس لوزير الخارجية الاميركي كولن باول تعاون بكين في محاربة الارهاب. وذكرت "وكالة انباء الصين الجديدة" شينخوا ان شيان وهو أكبر مسؤول عن صنع السياسة الخارجية في بكين تعهد "تعزيز التعاون" مع واشنطن لكنه لم يعط اشارات عن نوعية معونة الصين التي تختلف مع الولاياتالمتحدة حول تعريف الارهاب. ونقلت "شينخوا" عن شيان قوله لباول: "نعارض دوماً أي نوع من الارهاب ونعتقد ان الحرب ضد الارهاب تحتاج الى تعاون المجتمع الدولي"، واضاف: "تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع قراراً يدين الارهاب، ونحن مستعدون لتعزيز التعاون في هذا المجال مع الجانب الاميركي". وقال محللون إن بكينوواشنطن لا تزالان مختلفتين بشدة في شأن تعريف الارهاب والتدخل العسكري في الخارج والعلاقات مع دول تصفها الولاياتالمتحدة بأنها "راعية للارهاب". لكن المحللين قالوا ان واشنطن قد تثير تساؤلات حول علاقات الصين مع نظام "طالبان" الافغاني. وفي مصادفة من المحتمل ان تكون محرجة، ذكرت صحيفة باكستانية الثلثاء الماضي يوم وقوع الهجمات، ان وفداً صينياً وقع مذكرة تفاهم حول التعاون الاقتصادي والفني مع طالبان. ونفت وزارة الخارجية الصينية أي علم لها بالاتفاق. وطبقت استراليا بنداً نادراً في معاهدة عسكرية مع الولاياتالمتحدة أمس يقضي بتأييد المشاركة في أي عمل عسكري اميركي ضد الارهاب. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد ان الحكومة قررت بالاجماع تفعيل بنود تحالف عسكري قديم عمره 50 عاماً يضم الولاياتالمتحدةواستراليا ونيوزيلندا، ويطلق عليه تحالف "الانزوس". وأعلن هاوارد في مؤتمر صحافي: "تقف استراليا مستعدة للتعاون في اطار قدراتها في ما يتعلق بأي رد تعتبره الولاياتالمتحدة ضرورياً". واضاف: "الاميركيون في هذه المرحلة لم يقدموا أي طلبات محددة للدعم لكننا سنأخذ في الاعتبار أي طلبات تقدم". وازاء هذا التأييد المتزايد للولايات المتحدة قال الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ان الرئيس جورج بوش يجد تأييداً أوسع مما حظي به رؤساء الولاياتالمتحدة السابقين للانتقام من الجماعات الارهابية نظراً لضخامة الهجمات التي شنت على نيويوركوواشنطن. وأظهرت استطلاعات للرأي نشرت نتائجها أمس ان الاميركيين يؤيدون بغالبيتهم الكبرى تصرف جورج بوش حيال الاعتداءات. أوروبياً، ووسط الأحاديث المستمرة عن المساعي الاميركية لتشكيل ائتلاف دولي لمعاقبة مرتكبي التفجيرات، اكد رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان مجدداً تضامن فرنسا "الانساني والسياسي والعملي" مع الولاياتالمتحدة. لكنه أوضح مجدداً ان هذا التضامن "لا ينبغي ان يحرمنا من تقديرنا الحر ومن سيادتنا". وكرر جوسبان القول بأنه "علينا القيام بمواجهة لا هوادة فيها وعلى المدى الطويل ضد الارهاب"، مؤكداً "اننا لسنا في حرب ضد الاسلام والعالم العربي والمسلم". وكان جوسبان ادلى بتصريح مماثل اول من امس كما ان وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار اكد ان الهدف من اي عمل عسكري ضد الارهاب "هو تحسين الأمن وليس تعقيده". وتعكس هذه التصريحات الفرنسية بما فيها تصريح شيراك الى شبكة "سي ان ان"، حيث اكد ان بلاده تقف الى جانب الولاياتالمتحدة لمعاقبة المسؤولين عن التفجيرات، بعد تحديدهم بدقة ووضوح، حرصاً فرنسياً على عدم الانجرار في اي عمل انتقامي اميركي، ما لم يكن هدفه محدداً بعناية ومستنداً الى براهين. وقال وزير الخارجية هوبير فيدرين انه حتى هذه اللحظة لم تتقدم الولاياتالمتحدة بأي طلب ولم تتخذ اي قرار وأن موقف فرنسا سيكون "رهناً بما سيقرر الاميركيون القيام به"، وأن "السلطات الفرنسية عازمة على مواجهة هذه الازمة بروح تضامن وانسجام وبإبداء برودة الاعصاب ووضوح الرؤية"