سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن لديها فكرة عن مكان ابن لادن ... وحددت 23 هدفاً للغارات . فرنسا تفتح أجواءها للأميركيين وتعاونهم بحراً وبلير يزور روسيا وباكستان وعمان لتعزيز الحملة
} اندفعت أوروبا بقوة أمس خلف الولاياتالمتحدة في حملتها على الارهاب. ويقوم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي أعلن الحرب على "طالبان" بجولة تشمل روسياوباكستان وسلطنة عمان لتعزيز التحالف ضد اسامة بن لادن، في حين أعلنت فرنسا انها ستلبي طلبات الأميركيين العسكرية بحراً وجواً. وذكرت تقارير اعلامية ان الجيش الاميركي حدد 23 معسكراً ل"طالبان" بمثابة اهداف للقصف الجوي، فيما أكد وزير الدفاع دونالد رامسفلد ان بلاده لديهامعلومات عن مكان اقامة ابن لادن. واشنطن، باريس، لندن "الحياة"، أ ف ب، أ ب، رويترز - كشفت رئاسة الجمهورية الفرنسية أمس ان باريس أعطت "موافقتها المبدئية" للولايات المتحدة على تحليق طائرات حربية أميركية فوق أراضيها، وأعطت رداً ايجابياً على "طلب تعاون بحري في المحيط الهندي". وقالت الناطقة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا، في ختام الجلسة الاسبوعية للحكومة برئاسة الرئيس جاك شيراك، ان "هذا الرد الايجابي الذي أعطته فرنسا للمطالب التي قدمتها الولاياتالمتحدة" يعود الى أيام عدة. وأعلنت كولونا ان المعلومات التي كشفتها الولاياتالمتحدة لشركائها في حلف شمال الاطلسي تتوافق مع تلك التي تملكها فرنسا "ولا تترك اي مجال للشك حول هوية منفذي الهجمات" في 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية جان فرانسوا بيرو، ان فرنسا ستشارك في عملية "التعاون البحري" بقطعتين بحريتين من أصل أربع قطع فرنسية موجودة في المنطقة، موضحا ان القطعتين هما الفرقاطة "لو كوربيه" المزودة وسائل دفاعية جوية وسفينة التموين "لوفار"، التي ستستخدم سفينة قيادة للقوة الفرنسية. وتنقل الفرقاطة "لو كوربيه" 150 عنصراً، في حين ان سفينة التموين "لوفار" تنقل 170 عنصراً. وأكد بيرو انه باستثناء هذا لم يجر اتخاذ اي اجراء في الأسلحة الاخرى للجيش الفرنسي. وكرر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس استعداد فرنسا لتلبية المطالب المحتملة التي قد توجهها اليها الولاياتالمتحدة "بروحية منفتحة وبناءة". جوسبان واعلن رئيس الوزراء ليونيل جوسبان، امام البرلمان، ان فرنسا طلبت من الولاياتالمتحدة ان "تشارك بشكل كامل في تحديد الاهداف السياسية وتخطيط التحركات" في حال طلب منها مشاركة عسكرية في مكافحة الارهاب. ودعا رئيس الى انشاء "آلية دائمة مناسبة" على المستوى الاوروبي مكلفة "تنسيق" الاعمال لمكافحة الارهاب، مشيرا الى ان هذه الالية قد توضع تحت سلطة مجلس وزراء الخارجية. وفي مجال التعاون البحري في اطار الحملة على الارهاب، اعلن جوسبان ان "سفنا فرنسية منتشرة في المحيط الهندي تتعاون مع البحرية الاميركية وخصوصا لتقديم الدعم اللوجستي لسلاح الجو في البحرية المنتشرة في بحر العرب". واضاف ان القوات الفرنسية المتمركزة خارج الاراضي الفرنسية يمكن "تعزيزها في اي لحظة بقوات خاصة". ورأى جوسبان ان "مكافحة الارهاب ضرورة مشتركة للديموقراطيات"، وشدد على "تضامن" فرنسا مع الولاياتالمتحدة، اذ "ان وباء يتخطى الحدود الدولية يستدعي ردا دوليا". جولة بلير في موازة ذلك، يبدأ اليوم رئيس الحكومة البريطانية توني بلير جولة في مسوكو تقوده الى باكستان وسلطنة عمان. ولم تذكر مصادر الخارجية الباكستانية المدة التي سيمكثها بلير في اسلام اباد، لكنها قالت انه من المتوقع ان يناقش الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة لملاحقة ابن لادن. وكانت صحيفة "دايلي تليغراف" أعلنت أمس ان بلير سيزور سلطنة عمان نهاية الاسبوع الحالي، ليلقي خطاباً في آلاف العسكريين البريطانيين المنتشرين فيها، ضمن مناورات "السيف السريع - 2" في الخليج التي يشارك فيها 23 ألف جندي بريطاني. ويعد هذا أوسع انتشار للقوات البريطانية منذ حرب المالوين الأرجنتين. وتنتشر في عمان ونواحيها قطع للاسطول الملكي البريطاني بينها حاملة الطائرات "ألوستروس" والغواصتان النوويتان "ترافلغار" و"ترايومف". وبحسب "دايلي تليغراف" فان 18 مقاتلة من نوع "تورنادو" تنتشر في المنطقة، اضافة الى ثلاث طائرات رادار أميركية من طراز "أواكس". وأعربت بريطانيا أمس عن أملها في امكان كشف الادلة التي تثبت تورط ابن لادن في هجمات الشهر الماضي على الولاياتالمتحدة. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه يدرك أن دولاً كثيرة تسأل عن الادلة، لكنه رفض تلميحاً بضرورة تسليم "طالبان" المعلومات التي جمعتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها وتدين المشتبه فيه. وقال: "نعلم أن طالبان تعلم مسؤولية ابن لادن وتنظيم القاعدة وهم يعلمون أننا نعلم. لذا فلن ندخل في ألاعيب معهم". أهداف أميركية وأعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد أمس وهو في طريقه الى الشرق الاوسط، ان الولاياتالمتحدة لديها "فكرة صغيرة، لكن ليس العنوان الكامل" لموقع اسامة بن لادن. وقال رامسفلد للصحافيين على متن الطائرة التي كانت تقله الى السعودية، المحطة الاولى من جولة ستقوده الى عمان ومصر واوزبكستان، ان أحد أهداف زيارته تكمن في الحصول على تعاون أكبر في مجال الاستخبارات مع الدول التي سيزورها لتضييق الخناق على ابن لادن. وقال: "أعتقد فعلاً بانه في النهاية لن يكون الصاروخ البعيد المدى العنصر الحاسم" في مكافحة الارهاب، موضحاً ان الولاياتالمتحدة تراهن اولا على مجموعة معلومات من شأنها في نهاية المطاف "القضاء على هذه الشبكة ووضع حد لها". ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" أمس عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن اسمهم، ان أجهزة الاستخبارات الاميركية حددت 23 "معسكراً لتدريب الارهابيين" في افغانستان ستشكل أهدافاً لعملية عسكرية. وأضاف المصدر ان القوات المسلحة الاميركية التي تتجمع في المنطقة، أعلمت ايضاً باهداف اخرى، هي عدد صغير من الطائرات والدبابات والمضادات الارضية التابعة لطالبان. وتقع المعسكرات شمال شرقي أفغانستان قرب مناطق نشاط تحالف الشمال المعارض لطالبان، وفي الشرق والجنوب قرب العاصمة كابول ومدينتي جلال اباد وخوست. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول من جهته، لصحيفة "نيويورك تايمز"، ان الولاياتالمتحدة حصلت على "قدر كبير من الدلائل" على انه كان يجرى التخطيط لهجمات ضدها، لكن جهود أجهزة الاستخبارات فشلت في الحصول على معلومات كافية لمنع هجمات الطائرات المختطفة في 11 ايلول سبتمبر الماضي. وأعرب باول عن احباطه من عدم كفاية المعلومات للتعرف على الاهداف المحددة التي جرت مهاجمتها، على رغم الكثير من التحذيرات خلال الصيف، من تنفيذ أعمال محتملة ضد مواقع مدنية وعسكرية أميركية في أنحاء العالم.