بعد نحو أربع سنوات على دخول بي أم دبليو قطاع السيارات المدمجة، قدمت الشركة الالمانية الجيل الثاني من سيارتها. الفئة 3 التي كبرت قلباً وقالباً. وهذه السيارة الجديدة التي ستشكل منافساً جدياً لأعرق سيارات فئتها والمتوافرة بفئتي 318 آي، كان ل"الحياة" معها لقاء في ميونيخ تأكدت من خلاله انها دخلت فعلياً في مرحلة النضوج التام. خلال السبعينات راجت موضة السيارات العائلية الصغيرة المدمجة التي لاقت اقبالاً كبيراً في شتى الأسواق وبالأخص الأوروبية منها. وقد عرفت هذه الفئة نجاحات كبيرة أدت الى قرار اتخذه معظم صانعي السيارات بوجوب توفير سيارة من هذه الفئة في مجموعاتهم المنتجة تجارياً. ومع مرور الأيام، بدأت شركات صناعة السيارات بتوفير نسخ كثيرة من هذه السيارة تنوعت بين الاقتصادية والرباعية الأبواب والكوبية... وصولاً الى الرياضية التي أصبحت في ما بعد تعرف لدى الالمان بتسمية جي تي آي. اما شركة بي أم دبليو التي كانت تعتبر ان سيارتها. فئة 3 مصنفة في فئة سيارات الكومباكت الكبيرة، فقد قررت دخول هذا الميدان خلال العقد الماضي وتحديداً خلال العام 1998 حين قدمت جيلاً جديداً من سيارتها المذكورة هذه أطلقت عليها تسمية الفئة 3. وقد تميزت هذه السيارة عن منافساتها بكونها بقيت وفية لتقاليد بي أم دبليو من حيث اندفاعها بالعجلتين الخلفيتين، اضافة الى توافرها بهيكل السيدان والكوبيه والستايشن واغن والمكشوف مع مجموعة من المحركات تراوحت بين الاقتصادي والرياضي. واليوم وبعد مرور نحو أربعة أعوام على بدء انتاج بي أم دبليو الجيل الأخير من الفئة 3، وتحديداً بعد ثلاث سنوات من تقديم طراز الكوبيه من الفئة 3 الجديدة التي كبر حجمها الى درجة أطلق عليها البعض تسمية فئة 4، ارتأت الشركة البافارية ان تطلق الجيل الجديد من سيارتها هذه التي خضعت الى عملية شد وجه. تحديث... طفيف إذا كنت من محبي بي أم دبليو، وتأملت هذه السيارة عبر الصور المرفقة، فستجد انها تتشابه كثيراً مع الفئة 3 التي تعرفها. ففي الحقيقة، تبدو الفئة 3 الجديدة وكأنها مماثلة للفئة التي تباع حالياً في الأسواق، الا انها خضعت الى عملية اعادة تصميم بدأت من الرسم على الأوراق وصولاً الى النماذج المصنوعة من الطين مروراً بالدراسات المفصلة عبر أحدث أنظمة الكومبيوتر، لتخرج في نهاية المطاف بحلة جميلة وعملانية في آن واحد. فشكلها الخارجي يوحي انها سيارة رياضية، والأرجح ان السبب في ذلك يعود الى زجاجها الأمامي الطويل الذي زيدت درجة انحنائه والى سقفها المقوس، بالإضافة الى الخطوط الجانبية التي ميزت تصميم قسميها الأمامي والخلفي. ففي الأمام، زودت بي أم دبليو الواجهة الأمامية بمصباحين جديدين يقوم على كل منهما مصباحان دائريان تمت تغطيتهما بزجاج شفاف وماسي الشكل، بينما دمجت اشارات الالتفاف التي باتت مغطاة بزجاج أبيض اللون، بالخارجية الكبيرة منها. وتتوسط المصابيح الأمامية التي باتت مع الفئة 3 الجديدة تعمل كلياً بالكزينون تجهيز اضافي، فتحة تهوئة على شكل كليتين منفصلتين كبر حجمهما مقارنة بالجيل الحالي تم طلاء اطرافهما بالكروم اللماع. أما الصادم الأمامي المدمج بالهيكل فيحتوي بدوره على مصباحين دائريين للضباب يعلوان فتحة تهوئة تعمل على زيادة فاعلية تبريد المحرك وجهاز المكابح الأمامي. والجديد في السيارة لم ينحصر بالمقدم وحسب، بل طاول معظم أجزاء السيارة. فالمرايا الجانبية جديدة على رغم أن تصميمها مشابه لتلك التي تزود بها الفئة 3 الحالية، وهي مصممة حتى لا تتسخ خلال الطقس الماطر، كما ان تصميمها مدروس لتخترق الهواء من دون اصدار أي ضجيج. أما في الخلف، فقد قامت بي أم دبليو بإعادة تصميم بعض الخطوط وباتت مزودة بمصابيح خلفية تخلت عن اشارات الانعطاف البرتقالية لمصلحة أخرى بيضاء اللون وأكثر عرضاً من السابق. ومن ناحية أخرى، عملت الشركة على تزويد الفئة 3 صادماً خلفياً أملس شأنه شأن الأمامي مع حافة تحميل مخفوضة لصندوق الأمتعة الذي تميز بزاوية فتحه الكبيرة وبفتحة تحميل التي أصبحت أكبر، الأمر الذي زاد من سهولة تحميل صندوق الأمتعة وتفريغه. بي أم دبليو التي حافظت على مقاييس السيارة الخارجية استفادت من تعديل الشكل الخارجي لسيارتها هذه لتعزز طابعها الرياضي، فعملت على تعديل معايير ضبط أنظمة تعليق السيارة التي باتت مزودة مخدات صدمات مع نوابض معدن حلزونية أكثر قساوة من السابق الأمر الذي أكسب الفئة 3 الجديدة مزيداً من الثبات والتماسك من دون التضحية براحة التعليق وبالتالي راحة الركاب. ويمكن الشعور بتعديلات التعليق عند قيادة السيارة إذ يشعر السائق بمدى دقة توجيه جهاز المقود الذي انخفضت ليونته مما أكسب السيارة روحاً رياضية اضافية تتماشى واسم بي أم دبليو. مقصورة كبيرة لسيارة متوسطة في مقصورة الركاب، كانت التعديلات ضئيلة مقارنة بمقصورة فئة 3. فقد وجدت بي أم دبليو التي أكدت لها الاحصاءات والدراسات التي أجرتها بالتعاون مع مستهلكي سياراتها ووكلائها في العالم، ان مقصورة فئة 3 أكثر من مرضية، فقررت ان تبقي تصميم مقصورة الفئة 3 الجديدة من دون تعديلات جذرية. لذلك اعتمدت لوحة قيادة مشابهة جداً لتلك المعتمدة في طرازات الفئة 3 بمختلف نسخها، إلا انها اخضعتها الى بعض التعديلات الطفيفة لتزويدها عدادات بإطارات كرومية مستوحاة من تلك التي تزود بها الشقيقة الأكبر أم 50. كما عمدت الى رسم تصاميم بطانات الأبواب التي زودت جيوباً مخصصة لتوضيب الحاجيات الصغيرة. ومن ناحية أخرى، وفي اطار استغلال مقصورة الركاب في شكل فاعل، قامت الشركة بتزويد مقصورة الفئة 3 الجديدة مقاعد أمامية من طراز الباكيت الرياضي الذي تلتف حوافه حول جسم الراكب وتعمل على تثبيته في المنعطفات، كما تمنع وصول ارتجاجات الطريق اليه. وتضم الجهة الخلفية من هذه المقاعد جيوباً للتوضيب. وفي هذا السياق، لا بد من الاشارة الى أنه يمكن تحريك المقاعد الأمامية كهربائياً في شتى الاتجاهات بما فيها التحريك العمودي. وفي هذا الاطار، فإن المساحة المخصصة للجالسين في الخلف تعتبر رحبة جداً إذا ما تمت مقارنتها بالمساحة نفسها في معظم سيارات هذه الفئة، وهي مصممة بحيث توفر راحة قصوى لركاب الخلف الذين يمكنهم الوصول الى صندوق الأمتعة عبر طي المقعد الخلفي الذي يمكن طيه بنسبة الثلث أو الثلثين، ما يلعب دوراً ايجابياً لمصلحة صندوق الأمتعة الذي تبلغ سعته 440 ليتراً والذي يمكن تحميله بالأمتعة الطويلة نسبياً شأن المزالج وغيرها. محركان رياضيان في تصرفها مع تقديمها الفئة الجديدة، قررت بي أم دبليو أن تضع بتصرف سيارتها هذه محركين، يقوم أولهما على أربع اسطوانات متتالية، سعة 2.0 ليتر يعمل، عبر تقنية فالف ترونيك سنتناولها لاحقاً التي تتحكم بعمل صمامات الهواء في المحرك وتوقيتها، على توفير قدرة تصل الى 143 حصاناً يجري استخراجها عند 6000 دورة في الدقيقة مع عزم دوران يصل حده الأقصى الى 200 نيوتن متر عند 3750 دورة في الدقيقة يمكن معها ل318 آي أن تنطلق من الصفر الى سرعة 100كلم/س في 9.3 ثانية وأن تصل الى سرعة قصوى تبلغ 218 كلم/س. أما المحرك الثاني الذي يجهز به طراز القمة من الفئة 3 أي 330 آي، فهو يعتمد على تقنية الاسطوانات الست المتتالية التي تتسع ل3.0 ليتر، وهو قادر على توليد قدرة 231 حصاناً عند 5900 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يصل الى 300 نيوتن متر تتوافر ابتداء من مستوى 3500 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك يمكن ل330 آي ان تصل الى سرعة 250 كلم/س تم تحديدها مسبقاً تبعاً للاتفاق الكلامي بين شركات صناعة السيارات الألمانية الذي يتم بموجبه لجم السرعة القصوى الكترونياً. كما يمكن ل330 آي أن تنطلق من الصفر وصولاً الى سرعة 100 كلم/س ب6.5 ثانية. علبة تروس جديدة جديد بي أم دبليو مع سيارتها هذه طاول علبة التروس أيضاً التي باتت تتوافر بالنظام التعاقبي الذي أطلقت بي أم دبليو تسمية اس ام جي. وهي عبارة عن علبة تروس يدوية تخلت عن دواسة القابض الفاصل ويمكن تشغيلها عبر مقبض مثبت في الكونسول الوسطي أو عبر مكبسين صغيرين مثبتين على طرفي المقود يعمل كل منهما على نقل النسب صعوداً عند الضغط عليه باتجاه السائق وعلى نقل النسب نزولاً عند الضغط عليه باتجاه مقدم السيارة، الأمر الذي يسمح للسائق بتبديل النسب كما يشاء في يد واحدة على المقود في وقت يمكنه استعمال اليد الأخرى لتشغيل جهاز الاستماع الموسيقى أو المكيف. ومن ناحية أخرى يمكن للسائق أن يبدل النسب عبر المقبض المثبت في الكونسول الوسطي ويتم نقل النسب صعوداً عبر الضغط على المقبض باتجاه الخلف في وقت يجري التبديل نزولاً عبر الضغط على المقبض باتجاه الأمام ولتنتقل قدرة المحرك الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين عبر برنامجي عمل أحدهما عادي يتم من خلاله نقل النسب بسلاسة ونعومة وثانيهما رياضي يجري خلاله نقل النسب عند وصول دوران المحرك الى الحد الأقصى المسموح به لكل نسبة وخلال 150 جزء من ألف من الثانية. كذلك يمكن استعمال علبة التروس كعلبة أوتوماتيكية عبر ازاحة مقبض علبة التروس الى اليمين وليبدأ نقل النسب في شكل أوتوماتيكي كلي. وعلى صعيد آخر زودت الفئة 3 الجديدة نظاماً يعمل على مراقبة الانطلاق بالسيارة لتوفير أفضل اقلاع ممكن مع أفضل تسارع شرط ان يتم انتقال عمل جهاز دي اس سي للتحكم الديناميكي بالتوازن العام للسيارة وتحويل علبة التروس الى البرنامج الرياضي والضغط بأقصى قوة على دواسة التسارع الأمر الذي يمكن 330 آي من الانطلاق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 6.5 ثانية فقط. [email protected] فالف ترونيك لأداء أفضل واستهلاك أقل تخيل جهاز الإنسان التنفسي. انه يعمل على تنشق المزيد من الهواء في حال احتاج الجسم الى كمية اضافية من الأوكسيجين في وقت يقوم بخفض كمية الهواء الداخلة الى الرئتين عند النوم أو الاسترخاء. بي أم دبليو شبهت جهاز فالف ترونيك بالجهاز التنفسي لدى الإنسان كونه يعمل تلقائياً على تكييف عمل الصمامات تبعاً لحاجة المحرك وبالتالي تبعاً لمدى قوة ضغط السائق على دواسة الوقود في "الكومباكت". يعتمد فالف ترونيك الذي يتوافر لمحرك الاسطوانات الأربع فقط في عمله على نظام دبل فانوس الخاص ب"بي أم دبليو"، حيث يقوم بتوفير عدد لا متناه من معايير ضبط فتح واغلاق الصمامات. ويتم ذلك عبر محرك كهربائي موصول الى ذراع حلزونية تدور حول نفسها وتتصف بترس مسنن موصول من جهته السفلية الى عمود الكامة الذي يتحكم بعمل الصمامات. ولا يقف عمل فالف ترونيك عند حدود القدرة اللازمة وحسب، بل يمكن المحرك من التعامل مع شتى أنواع الوقود البنزين التي تبدأ درجة الأوكتان فيها من 85 درجة، كما يمكن المحرك أيضاً من العمل بوقود يحتوي على الكبريت محركات البخاخ تتطلب وقوداً خالياً من الكبريت، وهو يسهم في خفض استهلاك السيارة من الوقود بنسبة 10 في المئة.