نوف بنت عبدالرحمن: "طموحنا كجبل طويق".. وسنأخذ المعاقين للقمة    حكومة نتنياهو تناقش التسوية.. و20 غارة إسرائيلية على بيروت    يايسله يطلب تعاقدات شتوية في الأهلي    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الغرافة    العراق يشهد اجتماعًا ثلاثيًا حول أهمية الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق البترول العالمية    مجلس الوزراء يقر ميزانية 2025 ب 1.184 تريليون ريال    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقر الميزانية العامة للدولة لعام 2025    التعليم تسلط الضوء على تمكين الموهوبين في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع    تنفيذ 248 زيارة ميدانية على المباني تحت الإنشاء بالظهران    مسؤول إسرائيلي: سنقبل ب«هدنة» في لبنان وليس إنهاء الحرب    السجن والغرامة ل 6 مواطنين.. استخدموا وروجوا أوراقاً نقدية مقلدة    السعودية تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس    هيئة الموسيقى تنظّم أسبوع الرياض الموسيقي لأول مرة في السعودية    الجدعان ل"الرياض":40% من "التوائم الملتصقة" يشتركون في الجهاز الهضمي    بوريل يطالب إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان    مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    سجن سعد الصغير 3 سنوات    حرفية سعودية    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    فصل التوائم.. أطفال سفراء    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    خسارة الهلال وانتعاش الدوري    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    ألوان الطيف    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    حكايات تُروى لإرث يبقى    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مجرد تجارب.. شخصية..!!    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ب"حساب المواطن" والدعم الإضافي لعام كامل    التظاهر بإمتلاك العادات    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بي ام دبليو كومباكت . مدمجة ... لكنها كبرت قلباً وقالباً
نشر في الحياة يوم 26 - 04 - 2001

} بعد سبع سنوات على دخول بي ام دبليو قطاع السيارات المدمجة، قدمت الشركة البافارية الجيل الثاني من سيارتها الصغيرة كومباكت التي كبرت قلباً وقالباً. وستشكل كومباكت الجديدة، في ضوء اختبار "الحياة" لها في أسبانيا، منافساً جدياً لأعرق سيارات فئتها، وهي متوافرة بفئتي 316 تي آي و325 تي آي، وقد أصبحت في مرحلة النضج التام.
خلال السبعينات راجت موضة السيارات العائلية الصغيرة المدمجة التي لاقت إقبالاً كبيراً في مختلف الأسواق ولاسيما الأوروبية منها. وعرفت هذه الفئة نجاحات كبيرة أدت الى قرار معظم صانعي السيارات بوجوب توفير سيارة منها في مجموعاتهم المنتجة تجارياً. ومع مرور الأيام، بدأت الشركات بتوفير نسخ عدة من هذه السيارة تنوعت بين الاقتصادية والرباعية الأبواب والكوبيه... وصولاً الى الرياضية التي أصبحت في ما بعد تعرف لدى الألمان بتسمية جي تي آي. أما شركة بي ام دبليو الألمانية التي كانت تعتبر أن سيارتها، من فئة 3 مصنفة في فئة سيارات الكومباكت الكبيرة، فقررت دخول هذا الميدان، ومان ذلك عام 1994، حين قدمت فئة مصغرة من سيارتها المذكورة هذه أطلقت عليها تسمية كومباكت.
تميزت هذه السيارة عن منافساتها ببقائها وفية لتقاليد بي ام دبليو، لجهة اندفاعها بالعجلتين الخلفيتين، إضافة الى توافرها بهيكل الكوبيه فقط مع مجموعة من المحركات راوحت بين الاقتصادي والرياضي. واليوم وبعد نحو سبعة أعوام على بدء إنتاج الشركة البافارية السيارات المدمجة، وتحديداً بعد ثلاث سنوات من تقديم طراز السيدان من الفئة 3 الجديدة التي كبر حجمها الى درجة أطلق عليها البعض تسمية فئة 4، ارتأت أن تطلق جيل الكومباكت الجديد، أو بالأصح الجيل الثاني من سيارتها هذه، بعد تقديم الأجيال الجديدة من فئة 3 كوبيه شباط / فبراير 1998 وفئة 3 ستايشن واغن والمكشوفة تموز / يوليو 2000 إضافة الى ام 3 الرياضية أيلول / سبتمبر 2000.
واعتمدت بي ام دبليو مع الجيل الأول من كومباكت تصميماً مشابهاً جداً لفئة الكوبيه، الأمر الذي قسم الرأي العام شقين، قدر الأول التصميم الأنيق للسيارة، في حين اعترض الثاني عليه، مدعياً أن أنها لم تكن تتحلى بشخصية مستقلة كونها كانت مشابهة جداً لفئة 3، خصوصاً لجهة تصميم واجهتها الأمامية وصولاً الى العمود الوسط الذي يفصل بين الزجاجين الجانبي الخلفي والخلفي. وعلى رغم انقسام الآراء، تمكن الجيل الأسبق من تسجيل مبيعات متقدمة بلغت 400 ألف سيارة، ما يؤكد مدى أهمية طراز الكومباكت في عائلة فئة 3. ومع الجيل الجديد، قررت بي ام دبليو اعتماد سياستها الجديدة التي تنص على وجوب تقديم سيارة بتصميم جديد كلياً مع المحافظة على الطابع الذي يميز سياراتها. لذلك قدمت سيارتها هذه التي ستبدأ بتسويقها في حزيران يونيوالمقبل بنسختي 316 تي آي و325 تي آي.
سيارة جديدة كلياً
إذا كنت من محبي بي ام دبليو كومباكت، وتأملتها في الصور المرفقة، فستجد أنها لا تشبه أياً من شقيقاتها من فئة 3. فما رأيك، عزيزي القارئ، لو قلنا لك إنها جديدة كلياً، وإنها لم ترث من منها أكثر من واحد في المئة؟ ستدهش بالطبع، لأن فئة الكومباكت الجديدة هذه لم تأخذ عن السيدان أو الكوبيه شيئاً، باستثناء تصميم المرايا الخارجية ومقبض علبة التروس وخطوط الجزء العلوي من لوحة القيادة، وبالطبع شعار بي ام دبليو.
في الحقيقة، تبدو كومباكت، بجيلها الثاني، جديدة كلياً، فقد خضعت فعلاً لإعادة تصميم شاملة، بدأت من الرسم على الورق، مروراً بالنماذج المصنوعة من الطين والدراسات المفصلة عبر أحدث أنظمة الكومبيوتر، لتخرج في نهاية المطاف بحلة جميلة وعملانية في آن. فشكلها الخارجي يوحي أنها سيارة رياضية، والسبب زجاجها الأمامي الطويل الذي زيدت درجة انحنائه، وسقفها المقوس، إضافة إلى الخطوط الجانبية التي ميزت تصميم قسميها الأمامي والخلفي. ففي المقدم، زودت بي ام دبليو الواجهة الأمامية مصباحين دائريين أحدهما كبير والثاني صغير، وقد فصلا كلياً أحدهما عن الآخر، في حين دمجت إشارات الالتفاف بالمصابيح الخارجية الكبيرة. وتتوسط المصابيح الأمامية التي باتت مع كومباكت تعمل كلياً بالكزينون تجهيز إضافي، فتحة تهوئة على شكل كليتين منفصلتين طليت أطرافهما بالكروم اللماع. أما الصادم الأمامي المدمج بالهيكل، فيحتوي بدوره مصباحين مستطيلين للضباب، يتوسطهما أيضاً فتحة تهوئة تعمل على زيادة فاعلية تبريد المحرك وجهاز المكابح الأمامي.
والجديد في السيارة لم ينحصر بالمقدم وحسب، بل طاول كل الأجزاء. فالمرايا الجانبية جديدة على رغم أن تصميمها مشابه لتلك التي تزود الفئة 3، سيدان وكوبيه، وهي مصممة في شكل مدروس لئلا تتسخ خلال الطقس الماطر، وهي تخترق الهواء من دون إصدار أي ضجيج. أما في الخلف، فأعادت بي ام دبليو تصميم الخطوط الخلفية بما فيها المصابيح الخلفية التي باتت مزودة مصابيح دائرية مركبة داخل قطعة بلاستيك مثلثة الشكل، غُطّيت، كما في المصابيح الأمامية، بطبقة زجاج شفافة ألماسية المظهر. ومن ناحية أخرى، عملت الشركة البافارية على تزويد كومباكت باباً خلفياً كبيراً يمكن عبره الوصول الى صندوق الأمتعة، ويتميز بزاوية فتحه الكبيرة وبفتحة تحمليه التي أصبحت أكثر عرضاً وارتفاعاً، الأمر الذي زاد من سهولة تحميل صندوق الأمتعة وتفريغه.
ولتعزيز الطابع الرياضي للسيارة، عمد مصممو كومباكت الجديدة إلى زيادة الطول الإجمالي بنسبة 52 ملم ليبلغ 4.262 متر والعرض الإجمالي بمعدل 53 ملم ليصل الى 1.751 متر، وزيادة الارتفاع الإجمالي بمعدل 15 ملم، قسمت بين جزءي السيارة العلوي والسفلي، فأصبح 1.408 متر. ثم أن بناء كومباكت الجديدة على قاعدة عجلات شقيقتها من فئة 3 التي يبلغ طولها 2.725 متر، إضافةً الى اعتماد محاور عريضة في الأمام والخلف، ما مكن مهندسي الشركة البافارية من الخروج بمقصورة ركاب كبيرة سنتناولها لاحقاً، ومن اعتماد نظام تعليق فئة 3 الذي سبق له أن أثبت نفسه والذي عملت بي ام دبليو على تعديل قساوة نبضه لتعزيز الطابع الرياضي لكومباكت. ويقوم هذا التعليق المستقل للعجلات الأربع في الأمام على قائمة انضغاطية مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات بنبض قاس دعمت بقضيب مقاوم للانحناء وبهندسة منع غوص المقدم. أما في الخلف، فيعتمد التعليق وصلات طولية متعددة مدعومة بنوابض معدن حلزونية وبمصاصات صدمات بنبض قاس مع قضيب مقاوم للانحناء وهندسة منع الغوص.
مقصورة كبيرة لسيارة صغيرة
في مقصورة الركاب، كانت التعديلات ضئيلة مقارنة بمقصورة فئة 3. فقد وجدت بي ام دبليو التي أكدت لها الاحصاءات والدراسات التي أجرتها بالتعاون مع مستهلكي سياراتها ووكلائها في العالم، أن مقصورة فئة 3 أكثر من مرضية، فقررت أن تحافظ عليها في كومباكت الجديدة من دون تعديلات جذرية المقارنة هنا تستمر مع فئة 3. لذلك اعتمدت لوحة قيادة مشابهة جداً لتلك المعتمدة في طرازات فئة 3 بمختلف نسخها، إلا أنها أخضعتها لتعديلات طفيفة، كتزويدها عدادات أصغر حجماً من تلك المعتمدة في سيارات الفئة 3. وأعادت رسم تصاميم بطانات الأبواب الأبواب في سيارات الكوبيه أطول بالتأكيد التي زودت جيوباً مخصصة لتوضيب الحاجيات الصغيرة. وفي إطار استغلال مقصورة الركاب في شكل فاعل، جهزت الشركة البافارية كومباكت الجديدة مقاعد أمامية من طراز الباكيت الرياضي الذي تلتف حوافه حول جسم الراكب وتعمل على تثبيته في المنعطفات، وتمنع وصول ارتجاجات الطريق إليه، وتضم الجهة الخلفية من هذه المقاعد جيوباً للتوضيب.
وفي هذا السياق، يذكر أن مقاعد كومباكت الأمامية التي يمكن تحريكها كهربائياً تجهيز إضافي في مختلف الاتجاهات، بما فيها التحريك العمودي، زودت نظاماً ميكانيكياً يعمل عند إمالة ظهر المقعد إلى الأمام، على جعل المقعد ينزلق إلى الأمام مسافة 9 سنتمترات، لتكبير المساحة المخصصة لعبور الراكب إلى الجهة الخلفية من السيارة، والتي أصبحت بعرض 234 ملمتراً. وتعد المساحة المخصصة للجالسين في الخلف رحبة جداً إذا ما قورنت بالمساحة نفسها في معظم سيارات الكومباكت المزودة بابين فقط، وهي مصممة لتوفر راحة قصوى لركاب الخلف الذين يمكنهم الوصول إلى صندوق الأمتعة، عبر طي المقعد الخلفي بنسبة الثلث أو الثلثين، ما يخدم صندوق الأمتعة الذي يمكن، حينها، تحميله بأشياء طويلة نسبياً، شأن المزالج، والذي يرتفع حجمه بعد طي ظهر المقعد الخلفي كلياً من 310 ليترات الى 1100.
محركان رياضيان
مع تقديمها كومباكت الجديدة، قررت بي ام دبليو أن تضع في تصرف سيارتها هذه محركين اثنين، يقوم أولهما على أربع أسطوانات متتالية، سعة 1.8 ليتر، يعمل عبر تقنية فالف ترونيك سنتناولها لاحقاً التي تتحكم بعمل صمامات الهواء وتوقيتها في المحرك، على توفير قدرة تصل الى 115 حصاناً تستخرج عند 5500 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يصل حده الأقصى الى 175 نيوتن متر عند 3750 دورة في الدقيقة، يمكن 316 تي آي معها أن تنطلق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 10.9 ثانية، وتصل الى سرعة قصوى تبلغ 201 كلم/س في 9،11 ثانية، و196 كلم/س للفئة المزودة علبة التروس الأوتوماتيكية التعاقبية. أما المحرك الثاني الذي يجهز به طراز القمة من كومباكت أي 325 تي آي، فيعتمد تقنية الأسطوانات الست المتتالية التي تتسع ل 2.5 ليتر، وهو قادر على توليد قدرة 192حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يصل إلى 245 نيوتن متر تتوافر عند مستوى 3500 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك يمكن 325 تي آي أن تصل إلى سرعة 235 كلم/س حداً أقصى، وأن تنطلق من الصفر وصولاً إلى سرعة 100 كلم/س في 7.1 ثانية 227 كلم/س و8.2 ثانية ل 325 تي آي ذات علبة التروس الأوتوماتيكية التعاقبية.
وقررت بي ام دبليو أن تبدأ بتسويق سيارتها هذه موفرةً المحركين المذكورين أعلاه مع خيار بين علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة أو أخرى أوتوماتيكية يمكن استعمالها علبةً تعاقبية ستيبترونيك تتألف بدورها من خمس نسب أمامية متزامنة. وتُنقل القدرة والعزم في نسخ كومباكت الأربع الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين.
آلة القيادة المطلقة
على طرق جنوب أسبانيا وتحديداً في ماربيا وضواحيها، كان ل"الحياة" لقاء مع كومباكت الجديدة بفئتي 316 تي آي و325 تي آي، خرجت منه بانطباع أن بي ام دبليو ستصنع دوماً سيارات تستحق لقب… "آلة القيادة المطلقة".
قبل الدخول في تفاصيل التجربة، نلفت الى أننا لن نتناول شكل السيارة الخارجي، لأننا أوردنا التفاصيل سابقاً. ولكن يمكن أن نمر، مرور الكرام، قرب مقصورة الركاب. فمن يراها يفاجأ، إذ عندما تقترب من سيارة كوبيه ببابين، وخصوصاً من سيارة كوبيه مدمجة، تراودك دائماً فكرة محددة هي أن السيارة التي أنت على وشك اكتشافها، هي في الأساس لبالغين وطفلين. فمعظم سيارات الكوبيه تتصف برحابة مقبولة للجزء الأمامي من المقصورة، في وقت تأتي هذه الرحابة على حساب أولئك الجالسين في الخلف والذين لا يحصلون على مساحات كافية، خصوصاً أن ميلان الجزء الخلفي من سقف سيارة الكوبيه يخفض عادةً من المسافات المخصصة للرؤوس. أضف إلى ذلك أن معظم الصانعين يستغلون أسفل المقعد الخلفي لوضع خزان الوقود وإبعاده عن الصدمات.
ولكن مع كومباكت الجديدة ستفاجأ بالتأكيد. فالمساحة المخصصة للجالسين في الخلف أكثر من مقبولة، ما يعني أنها تعد حلاً مثالياً لأصحاب العائلات الصغيرة الذين يفضلون سيارات الكوبيه على سيارات السيدان. وهذه الرحابة لم تأت على حساب الجالسين في الأمام، لأنهم على غرار الجالسين في الخلف، سيحصلون على مساحات كبيرة تدعمها مجالات رؤية واسعة تزيد من الإحساس برحابة السيارة التي تعزى إلى زيادات طرأت على الهيكل. وقد استغلها قسم التصميم إلى أبعد حد، مؤمناً بذلك مقصورة تشبه مقصورة السيدان، يدعمها أن المقاعد الأمامية تنزلق إلى الأمام مسافة 9 سم عند طي الظهر، ما يسهل دخول جزئها الخلفي والخروج منه، لتبقى النواحي السلبية محصورة بعدد ضئيل من العناصر، شأن الوصول إلى أحزمة الأمان الخاصة بالجالسين في الأمام، والبعيدة من متناول اليد لطول الأبواب الأمامية ومفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية المثبتة في الكونسول الأوسط قرب مقبض علبة التروس، والتي تمنينا لو كانت موضوعة في بطانة باب السائق ليسهل الوصول إليها.
وإلى الرحابة، تتميز المقصورة بلوحة قيادة حافظت على "روحية" بي ام دبليو أو بالأصح على تقاليدها. فتجويف العدادات يحتوي عدادات كبيرة وسهلة للقراءة، وهي توفر كل المعلومات الحيوية التي يحتاج اليها السائق. أما الكونسول الأوسط فمائل لجهة السائق، كي يمكنه من الوصول إلى كل المفاتيح في سهولة، ومن دون الحاجة إلى رفع النظر عن الطريق. ويجب ألا ننسى وضعية القيادة المثالية التي تتميز بها السيارة والتي يمكن فيها تحريك مقعد السائق والمقود عمودياً وأفقياً، لتأمين أفضل وضعية قيادة. ومن ناحية اخرى، لا يمكن إغفال الجيوب المنتشرة في أرجاء المقصورة والتي يمكنها استيعاب عدد كبير من الحاجيات الصغيرة.
واعتمدت لوحة القيادة في بعض الطرازات لونين يفصلانها أفقياً، وتتوافر بتبطين يتبدل بين الألومنيوم الباهت والخشب المصقول، وبطرازين لتصميم المقود الذي يضم مخدة هوائية وهي تجهيز قياسي، كما بعض مخدات الهواء الأخرى المنتشرة في السيارة أمامية، أمامية جانبية، خلفية جانبية، ولرؤوس الجالسين في الأمام والقفل المركزي مع تحكم عن بعد من مفتاح السيارة، وجهاز الإنذار ضد السرقة، والنوافذ الكهربائية، والمصابيح الإضافية للضباب، والعجلات المعدن الرياضية الخفيفة بقياس 16 إنشاً، والكومبيوتر لكشف الأعطال، والمقاعد الكهربائية، وجهاز الراديو كاسيت المتطور ومكيف الهواء الأوتوماتيكي…
تماسك متقدم جداً
أدر محرك السيارة، تكتشف فوراً مدى نعومة عمله، إذ قد يتوجب عليك أن تنظر إلى عداد دورانه ليتأكد لك أنه يعمل. إنطلق وتابع سيرك للخروج من المدينة الى الطرق الجبلية الملتوية، حيث يمكنك تجربة السيارة في شكل عملي، فستفاجأ بمدى الثبات الذي تتمتع به كومباكت الجديدة، وقد أبدت تماسكاً مذهلاً في المنعطفات القاسية، الأمر الذي شجعني على الضغط بقوة على دواسة التسارع، لأفاجأ بعدم تأثر التماسك. فالسيارة ملتصقة بالأرض في شكل غريب، ما إضطرني أحياناً إلى إيقاف عمل جهاز دي اس سي، أو إلى استعمال مكبح اليد لجعلها تنزلق في المنعطفات. أما السبب فيعزى إلى كفاية عمل جهازي أيه اس سي " تي للتحكم بالتماسك، والذي يتدخل عند الحاجة لمنع انزلاق السيارة، وسي بي سي للتحكم بقوة ضغط المكابح على كل إطار والذي يقوم بعمله على اكمل وجه لمنع حصول الإنزلاق وتصحيح خط السير.
ويعمل جهاز دي بي سي للتحكم الديناميكي بالمكابح على رفع قوة الكبح على كل إطار في حالات الكبح المفاجئة، في حين يتولى نظام أيه دي بي للمفاضلة الأوتوماتيكية بقوة الكبح، تأمين أقصى درجات التماسك في حالات القيادة على الثلج أو على الطرق غير المعبدة أو عند التحول الى القيادة الرياضية. ويعمل هذا النظام عبر الضغط على مفتاح تشغيل جهاز دي اس سي، أو إيقافه، ثانيتين متواصلتين.
ومع الكلام على التماسك، لا يمكن أن نغفل فضل نظام التعليق المتطور في كومباكت، والذي يسهم في رفع نسبة التماسك مع الطريق، خصوصاً أنه يعتمد مصاصات صدمات تعمل بضغط الغاز وتتميز بقساوتها التي تنعكس مزيداً من الثبات. وهذا الأخير يأتي نوعاً ما على حساب راحة التعليق التي تبقى، في النهاية، متقدمة مقارنة بالسيارات المنافسة.
المفاجأة الأبرز التي واجهتنا مع 316 تي آي تمثلت بمحركها. فعلى رغم أنه صغير نسبياً 1.8 ليتر بقدرة 115 حصاناً فقط، أبدى خلال التجربة مرونة عالية. ففي ضواحي ماربيا وتحديداً على طرق جبلية تتجه صعوداً ومع أربعة ركاب في السيارة، شعرت بمدى تجاوبه مع الضغط على دواسة التسارع، وخصوصاً خلال عمليات التجاوز. ويعود الفضل هنا الى جهاز فالف ترونيك الذي يتحكم، في شكل مستمر، بفتح الصمامات وغلقها، الأمر الذي يوفر مرونة عمل مستمرة ويسهم، في الوقت نفسه، في خفض مستوى استهلاك المحرك من الوقود.
ومع هذه التأدية المتقدمة لطراز القاعدة من كومباكت، يمكن السائق أن يجد ضالته، كونها توفر له تأدية متقدمة. أما السائق الراغب في تأدية رياضية جداً، فعليه أن يقود 325 تي آي، سواء كانت مزودة علبة تروس يدوية أم أوتوماتيكية - تعاقبية، إذ أظهرت تماسكاً متقدماً وتأديةً رياضيةً متفوقة على الطرق الجبلية الملتوية وعلى الطرق السريعة، واتسمت، بفئتيها، بنعومة العمل وبالعزل الصوتي المتطور جداً الذي لا يمكن أن يعكر صفوه شيء، باستثناء جهاز الاستماع الموسيقي الذي تميز بنقاوة الموسيقى الصادرة عنه.
سيارة للجميع
إذا أردنا أن نصل إلى استنتاج محدد في شأن كومباكت الجديدة، يمكن القول إنها السيارة الأفضل لمن يريد كوبيه مدمجة بمقصورة سيارة سيدان. فإذا كنت عازباً وتريد سيارة رياضية تعكس شخصيتك الشابة، وتلبي حاجتك كسائق متطلب يريد سيارة قوية تتمتع بتماسك متقدم وتأدية جيدة، ف 325 تي آي الجديدة هي الحل.
أما إذا كنت من أصحاب العائلات الصغيرة مع ولدين أو ثلاثة، ف 316 تي آي ستفي أيضاً بمطلبك كونها رياضية وسريعة وثابتة ومزودة مقصورة ركاب يمكنها استيعاب عائلتك مع مجموعة لا بأس بها من الأمتعة، فضلاً عن أن سعرها الذي يعتبره البعض مرتفعاً لم تحدده بي ام دبليو بعد يبقى ضمن حدود المعقول، إذا أخذنا في الاعتبار أنها تحمل اسم بي ام دبليو وأنها توفر لسائقها لذة لا يمكنه أن يجدها في السيارات المنافسة. وهي تتوافر بتجهيزات قياسية عدة إضافية في الطرازات المنافسة وتؤمن سعراً مرتفعاً عند إعادة بيعها، مستعملة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.