} مع حلول الصيف، وبعد عامين تقريباً على تقديم بي ام دبليو الألمانية الجيل الجديد من سيارتها فئة 3، قررت أن تطلق الطراز المكشوف منها، بعدما أكدت تجاربها الأولية أنها ستكمل مشوار نجاح الجيل السابق، خصوصاً أنها مزودة معظم ما يمكن السائق أن يحلم به في سيارة من العيار الثقيل. مطلع العام 1998، قدمت بي ام دبليو الألمانية الجيل الجديد من الفئة الثالثة، وعادت بعد عام تقريباً لتقدم طراز الكوبيه منها. وعلى رغم مرور أكثر من عامين على إطلاق الجيل الجديد من الفئة الثالثة، قررت بي ام دبليو الاستمرار في إنتاج الفئة المكشوفة كابريو المبنية على قاعدة الجيل السابق الذي قدم مطلع التسعينات، مرتكزةً إلى النجاح الكبير الذي لاقاه هذا الطراز في الأسواق العالمية، ولاسيما منها الأوروبية. ثم أن بي ام دبليو، التي تتمتع بسمعة تحسدها عليها باقي الشركات، قررت ألا تتسرع في تقديم الطراز المكشوف، مفضلةً فتح الباب على مصراعيه أمام أقسام التصميم التابعة لها ومراكز البحوث والتطوير لدراسة مختلف التفاصيل المتعلقة بسيارتها الجديدة هذه، خصوصاً أنها قررت بناءها على قاعدة عجلات شقيقتها الكوبيه، بعدما أخذت في الاعتبار عاملاً مهماً جداً، هو أن نزع سقف سيارةٍ ما يضعف بنيتها، الأمرالذي يتطلب تقوية للهيكل وللبنية التحتية، كي يستعيدا صلابتهما وقدرتهما الالتوائيتين اللتين تؤثران مباشرة في تماسك السيارة مع نفسها ومع الطريق. السلامة أولاً وأخيراً الاعتقاد السائد لدى معظم الناس أن كشف سيارة ما أمر سهل جداً، إذ يكفي نزع السقف واستبدال آخر من القماش به. لكن الحقيقة مغايرة تماماً، فسقف السيارة ليس مجرد غطاء معدن لمقصورة الركاب. وهو يؤدي دوراً رئيسياً في صلابة جسم السيارة ككل، وتؤثر طريقة تثبيته إلى الهيكل كثيراً في تماسك السيارة سواء مع نفسها أو مع الطريق، فضلاً عن مدى تأثيره في عاملي السلامة والانسيابية. وعملية إزالة السقف من طراز كوبيه أضعفت الصلابة العامة للهيكل، الأمر الذي تطلب من بي ام دبليو إخضاع أرضية سيارتها الجديدة لعملية تقوية، عبر تزويدها عوارض معدناً مدمجة بالأرضية، إضافة إلى تقوية باقي أجزاء الهيكل وبنيته التحتية لتوفير الصلابة اللازمة، مع الأخذ في الاعتبار قدرته الالتوائية... وهذه أمور كان لا بد للشركة البافارية من دراستها بعناية للخروج بسيارة تستحق أن تحمل شعار بي ام دبليو واسمها، من دون إغفال عنصري الشكل والشخصية. وكانت عوامل السلامة العامة على سلم أولويات بي ام دبليو. وفي هذا الإطار، عملت بمساعدة أفضل برامج الكمبيوتر لديها، على زيادة نسبة صلابة الجسم بمعدل 30 في المئة مقارنة بالجيل السابق، وتنبهت إلى ناحية مهمة جداً هي حماية رؤوس الركاب في حال انقلاب السيارة. لذلك عملت على تقوية البنية التحتية لإطار الزجاج الأمامي الذي بات مزوداً أنبوباً معدناً، وجهزت القسم الخلفي من المقصورة عوارض معدناً مدمجة ومخفية وراء مساند الرأس الخلفية تعمل أوتوماتيكياً وخلال 0.1 ثانية على خروجها من مكانها في حال انقلاب السيارة، لتؤدي هي وإطار الزجاج الأمامي دور القفص المقاوم للانطباق الذي يحمل بعضاً من وزن السيارة ويحمي بالتالي رؤوس الركاب. ومن جهة أخرى، زودت بي ام دبليو سيارتها هذه مناطق هشة في المقدم والمؤخر تتشوه بفعل الاصطدام، ممتصةً قوته ومبعدة خطره عن مقصورة الركاب التي جهزت بدورها بعوارض معدن مدمجة بأطرافها لمزيد من الحماية الجانبية وبكيسي هواء أماميين وآخرين أماميين جانبيين، إضافةً إلى كيسي هواء جانبيين لركاب الخلف. لكن هذه الأخيرة تتوافر كتجهيز إضافي. أما أحزمة الأمان ذات نقاط التثبيت الثلاث لكل منها والتي تعمل على تثبيت الجسم على المقعد تدريجاً تبعاً لقوة الاصطدام، فتتميز الأمامية منها بأنها مثبتة في ظهر المقاعد الأمامية بدلاً من العمود الوسطي الذي يلي باب السيارة عادةً. وهذا النظام يوفر ارتباطاً مثالياً بين حزام الأمان ومسند الرأس وظهر المقعد المزود عارضة معدناً على شكل حرف يو باللاتينية U. ويعمل، من ناحية أخرى، على تثبيت الجسم بطريقة أفضل، ويخفض من الضجيج الصادر عن تلاعب الهواء بين جسم الراكب وحزام الأمان في حال السير على سرعة عالية في سيارة مكشوفة، إضافة إلى أنه يلغي العائق أمام من يريد الانتقال إلى الجزء الخلفي من المقصورة. وفي هذا السياق، زود المقعدان الأماميان العاملان كهربائياً، ذاكرة تعمل على إعادتهما إلى وضعيتهما الأساسية في حال أزيحا لتسهيل دخول ركاب المقعد الخلفي. فعند إمالة ظهر المقعد الأمامي إلى الأمام، أو تحريك المقعد بكامله إلى الأمام، يتحرك مسند الرأس نزولاً ليعود بعدها أوتوماتيكياً إلى وضعه الأساسي بعد إعادة الظهر إلى مكانه. عملانية ورحبة مقصورة ركاب جديدة بي ام دبليو حافظت على الخطوط العامة التي طالما ميزت طرازات فئة 3 الجديدة. فلوحة القيادة العصرية تضم تجويفاً للعدادات يحتوي عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك مع أرقام مائلة تعزز طابعها الرياضي، إلى جانب ثلاثة عدادات صغيرة لدرجة حرارة المحرك ولمستوى الوقود في الخزان ولمعدل استهلاك الوقود. وقد عوضت بي ام دبليو غياب باقي العدادات الحيوية بالمؤشرات الضوئية. أما الكونسول الوسطي، فضم في قسمه العلوي فتحات التهوئة، تلتها مفاتيح تشغيل أجهزة التكييف والملاحة والاستماع الموسيقي في الجزء الوسطي، إضافةً إلى مفاتيح تشغيل بعض أجهزة السيارة التي أخذت لنفسها مكاناً في أسفل الكونسول الوسطي. وقد تم توزيع بعض هذه المفاتيح في مقابض المقود وإلى يساره. وتتسم لوحة القيادة، كمثل كل سيارات بي ام دبليو، بالعملانية شبه المثالية، خصوصاً أن توزيع مفاتيح التشغيل مدروس بعناية بما يمكن السائق من أن يصل إليها من دون حاجة إلى رفع النظر عن الطريق. ثم ان تجويف العدادات يوفر للسائق كل المعلومات عن سيارته بطريقة سهلة جداً خصوصاً أن قراءته أصبحت واضحة بعدما تم تبطينه ليمنع الانبهار الضوئي. من جهة أخرى، لا يمكن وصف مقصورة الركاب إلا بالرحبة، خصوصاً أن السيارة بنيت على قاعدة عجلات شقيقتها الكوبيه البالغ طولها 5،272 سنتم، والتي استغل القسم الأكبر منها لمصلحة المقصورة التي يمكنها استيعاب أربعة بالغين من أصحاب القامات الطويلة براحة تامة ولمسافات طويلة، مع كمية كبيرة من الأمتعة. فالمساحات المخصصة لركاب كابريو كبيرة نسبياً سواء على صعيد تلك المخصصة للرؤوس أو الأكتاف أو الأرجل، وليبقى المأخذ الوحيد على هذه المقصورة محصوراً بالمساحة المخصصة للراكب في وسط المقعد الخلفي، لأنه لن ينعم أبداً بالراحة المتوافرة للركاب الأربعة الباقين. لكن ذلك لا يعتبر من السلبيات ما دامت بي ام دبليو تعلن أن سيارتها هذه مخصصة لأربعة ركاب. محرك واحد.. الآن لجديدتها المكشوفة، قررت بي ام دبليو توفير محرك واحد، على أن تؤمن باقي محركات فئة 3 في أوقات لاحقة. والمحرك المتوافر يقوم على تقنية الأسطوانات الست المتتالية، سعة 5،2 ليتر، وقد زود جهاز بخاخ إلكترونياً مع نظام دوبل فانوس للتحكم اللامتناهي بتوقيت عمل الصمامات، الأمر الذي مكنه من تأمين قوة 170 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة، تنخفض بمعدل 2000 في الدقيقة، أي إلى 3500، عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران البالغ 1،25 م كلغ والذي يتوافر نحوا 75 في المئة منه، أي نحو 19 م كلغ، ابتداء من 1000 دورة في الدقيقة. ومع هذا العزم ونظام دوبل فانوس الذي يؤمن احتراقاً مثالياً للوقود، يفترض بهذا المحرك أن يوفر ليونة ومرونة عاليتين، وهو أمر سبق اختباره عند تجربة فئتي السيارة، سيدان وكوبيه. فمع هذه المعطيات، يمكن الطراز المزود علبة التروس اليدوية المكونة من خمس نسب أمامية متزامنة، أن ينطلق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س، خلال 6،8 ثانية، ومنها إلى سرعة قصوى تبلغ 225 كلم/س، بعد تسجيله تسارعاً يبلغ 2،9 ثانية في عملية الانتقال من سرعة 80 إلى 120 كلم/س، مع اعتماد النسبة الرابعة من علبة التروس اليدوية. وهنا نشير إلى أن "نشاط" السيارة يخف في حال كانت مزودة علبة التروس الأوتوماتيكية أو المتتالية، إذ يزداد الوقت الذي تتطلبه للانطلاق من حال الوقوف إلى سرعة 100 كلم/س إلى 7،9 ثانية، وللانتقال من سرعة 80 إلى 120 كلم/س مع النسبة الرابعة من علبة التروس إلى 2،12 ثانية، في حين تتناقص السرعة القصوى من 225 إلى 220 كلم/س. وستتوافر كابريو لاحقاً بمجموعة محركات الفئة 3، بدءاً بمحرك الأسطوانات الأربع، سعة 9،1 ليتر مروراً بمحرك الأسطوانات الست المتتالية، سعة 3 ليترات، وصولاً إلى محرك أم الرياضي الذي يولد قوة 343 حصاناً. "أوفر دوز" ثبات! ثبات السيارة وتماسكها مع الطريق يعودان إلى عدد من العوامل، منها صلابة الهيكل وتماسكه بعضه مع بعض، وهو امتحان نجحت فيه بي ام دبليو. أما باقي العوامل التي لا مجال لسردها في هذا السياق، فكثيرة وأبرزها التعليق المستقل لكابريو الذي يعتمد، في الأمام، قائمة ماكفرسون الانضغاطية مع مصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز ونوابض معدن حلزونية ونظام لمنع غوص المقدم وقضيب مقاوم للانحناء، يقابلها في الخلف تعليق متعدد الوصلات مدعوم بمصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز ونوابض معدن حلزونية وقضيب مقاوم للانحناء ونظام لمنع غوص وارتفاع المؤخر. هذا التعليق، مضافاً إليه جهاز مقود قوامه الجريدة والبنيون مع مساعد متغير القوة بحسب السرعة يتسم بدقة توجيهه، يفترض أن يوفر ثباتاً متقدماً لكابريو. إلا أن بي ام دبليو قررت عدم ترك الأمور للصدف، فعمدت إلى تزويد سيارتها هذه عدداً من أجهزة التحكم بالتماسك، شأن جهاز التحكم بالتماسك القياسي الذي يتدخل لمنع انزلاق أي من إطارات السيارة الأربعة حول نفسه. أما في حال اضطر السائق إلى تعشيق نسب علبة التروس نزولاً وبسرعة عالية لمساعدة جهاز المكابح على لجم سرعة السيارة، فيعمل جهاز تعديل سرعة المحرك ام أس آر على مد العجلات الدافعة بقوة إضافية لمنعها من الانغلاق على نفسها وإعادتها إلى حال دورانها الطبيعية، في وقت تركز أجهزة الاستشعار الخاصة بجهاز منع غلق المكابح أيه بي أس على منع غلقها في حالات الكبح القوية. ويسهم جهاز التحكم بقوة الكبح على كل إطار سي بي سي في عودة السيارة إلى مسارها الصحيح في حال انزلقت، على أثر استعمال المكابح في المنعطفات السريعة. أما جهاز التحكم بتماسك المقدم والمؤخر دي أس سي والمزود مفتاحاً لإيقاف عمله، فيسيطر على انزلاقات السيارة خلال الانعطافات السريعة التي ينتقل خلالها وزن السيارة في شكل مفاجئ بين أطرافها الأربعة ويؤدي عادةً إلى فقدانها تماسكها مع الطريق. سقف معدن للراغبين عند وضع تصاميم السقف القماش، الذي تولى مركز البحوث والتطوير لدى بي ام دبليو درسه وتطويره، حرصت الشركة البافارية على تأمين عزل فاعل للضجيج الذي يصدر عادةً عن سير سيارة مكشوفة مغطاة بسقف قماش بسرعة عالية. وروعي العزل الحراري أيضاً عند تصميم البطانة الداخلية للسقف. ويتم كشف السيارة بلمسة مفتاح خاص حيث تستغرق العملية 25 ثانية أسرع ب 7 ثوانٍ من الجيل السابق يختفي بعدها السقف القماش داخل تجويف خاص في صندوق الأمتعة من دون أن يؤثر سلباً في حجم تحميله. ولزيادة عملانية هذا الأخير، وفرت بي ام دبليو إمكان نزع مخزن السقف القماش من صندوق الأمتعة، وهو أمر عملي جداً خلال الشتاء حيث لا حاجة لكشف السيارة. وخلال هذا الفصل، يمكن أيضاً استبدال سقف معدن مصنوع من الألومنيوم لا يتجاوز وزنه 30 كيلوغراماً وسعره 3000 دولار أميركي بآخر قماش. ويمكن مع هذا السقف تثبيت سكك لتحميل الأمتعة، علماً أن لا داعي لخفض النوافذ الأربع عند إغلاقه لأن بي ام دبليو زودت سيارتها هذه نظاماً خاصاً يعمل أوتوماتيكياً على خفضها بمعدل 15 ملم بمجرد لمس مفتاح إغلاق السقف. الجودة تبرر السعر بي ام دبليو لم تعلن سعر سيارتها هذه، إلا أنه سيكون بلا شك أغلى من باقي السيارات المنافسة. ولطالما كانت أسعار بي ام دبليو أعلى من أسعار منافساتها، ولطالما كانت مبررة بسبب الجودة التي توفرها السيارات البافارية، مضافاً إليها سعرها المرتفع عند إعادة بيعها مستعملة. وفي حال مقارنة السعر بأسعار منافساتها من سيارات سيدان المكشوفة المخصصة لأربعة ركاب، يصبح مقبولاً، خصوصاً بعد الأخذ في الاعتبار لائحة التجهيزات القياسية التي تحتويها هذه السيارة والتي قد لا يتوافر البعض منها في منافساتها، ولو كتجهيزات إضافية.