صعدت السلطات السودانية حملتها الامنية والسياسية ضد حزب المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة الدكتور حسن الترابي واعتقلت مجموعة من الناشطين في الحزب، تزامنت مع بيان اصدرته "الحركة الاسلامية" الموالية للرئيس عمر البشير أتهمت فيه انصار الزعيم الاسلامي بالتحريض على الثورة والانقلاب. راجع ص 7 واعتقلت سلطات الامن السودانية ثمانية من القيادات الوسيطة للحزب الناشطة في المحافظات اثناء توجههم للمشاركة في لقاء سياسي. وكانت السلطات منعت احتفالاً اقامته اسرة مسؤول الشباب في الحزب طارق محجوب الذي اطلق بعد اعتقال استمر اكثر من ثلاثة أشهر من دون تقديمه الى محاكمة. في غضون ذلك، تلقت "الحياة" بياناً اصدرته "الحركة الاسلامية" وهي كيان يضم الاسلاميين في الحزب الحاكم الذين ساندوا البشير في خلافه مع حليفه السابق الترابي، وانتقدت فيه رسائل نشرها الحزب عبر شبكة "انترنت": "تحرض ضد الدولة وتدعو الى الفتنة صراحة بتحريض العاطلين على أن يثوروا ويخربوا والعاملين في الدولة على شل دولاب العمل ووقفه، وأهل القوة العسكرية على أن ينقضوا على النظام ويسقطوه". واشارت الى "تجدد الاتصالات" بين المؤتمر الشعبي و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة قرنق معتبرة أن ذلك "مخالفة شرعية واضحة وممالأة لعدو محارب". ودعت الحركة "القوى الفاعلة في المجتمع الى رفض سلوك المؤتمر الشعبي واستمرار تعاونه مع حركة التمرد، واعتبرت أن الاتصالات بين الطرفين "استجابة لرغبة فئة محدودة خرجت على صف الجماعة". من جهة أخرى، صدرت تصريحات من عدد من القياديين في الحزب الاتحادي الديموقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني اعربت عن تحفظات عن المبادرة الاميركية الجديدة في شأن السودان، خصوصاً لجهة تأثيرات سلبية محتملة على المبادرة المصرية - الليبية. وقال مسؤول الاعلام في الحزب السيد عادل سيد أحمد عبدالهادي ل "الحياة" أمس إن "ما اتضح لنا حتى الآن هو أن ولاية المبعوث الاميركي الجديد الى السودان جون دانفورث تركز فقط على حل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. نحن نعتبر أن مثل هذا التوجه لا يحل مشكلة السودان، والحل في جهد يتوجه نحو توحيد المبادرات والمنبر التفاوضي ويعتني بأن مشكلة السودان ليست في جنوبه فقط وانما في شماله ايضاً". ورداً على سؤال عن احتمالات تقارب المسعى الاميركي مع مبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف "إيغاد"، قال عبدالهادي إن المبادرة التي لا تشمل الاحزاب الشمالية السودانية "لم تحرز اي نتيجة خلال أكثر من 18 جولة تفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية، وهي استبعدت منذ البداية معالجة المشكلة السودانية بكاملها. نحن نرى أنه يجب اعطاء الفرصة للمبادرة المصرية - الليبية التي وجدت القبول من كل اطراف النزاع وباتت المنبر الامثل لحل المعضلة ولا نرى داعياً لطرح اي مبادرات جديدة في الساحة".