غداة يوم العمليات الطويل الذي هز اسرائيل من الجليل الى غور الأردن توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء امس في غزة قاطعة طريق رفح - غزة، واطلقت قذائف باتجاه مخيم رفح. وسجلت اصابة فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره. وحشدت عشرات الدبابات الاسرائيلية على مشارف جنين، قوبلت باستنفار في مخيم جنين واغلقت شوارعه بالمتاريس استعداداً لمواجهة اي اقتحام جديد. راجع ص4 وتكثفت الاتصالات الديبلوماسية والجهود لتأمين عقد الاجتماع المنتظر بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. فيما عبرت المملكة العربية السعودية على لسان العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز أثناء ترؤسه مجلس الوزراء السعودي أمس عن القلق إزاء "الانحراف الاسرائيلي الخطير عن المسار الذي رسمه العالم بقراراته الشرعية". ودعا المجتمع الدولي الى "تحمل مسؤولياته في ردع الاعتداءات ضد الفلسطينيين". وفي موازاة ذلك كان مجلس وزراء الخارجية العرب الذي اختتم اجتماعاته امس في القاهرة يصدر بياناً يكرر فيه الثوابت العربية إزاء مجمل موضوع الصراع مع اسرائيل ويشدد على دعم الانتفاضة مادياً، مطالباً بحماية دولية للفلسطينيين عبر المراقبين أو أي آلية أخرى، وخص الوزراء القدس ببيان منفصل ندد بسعي اسرائيل الى عزل القدسالشرقية وحصارها وحمّل واشنطن مغبة التغاضي عن الممارسات الاسرائيلية فيها. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعاً تنسيقياً في نيويورك في 25 آب اغسطس الجاري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية جزر القمر رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة السيد محمد الأمين صيف إن الوزراء أعربوا عن قلقهم الشديد إزاء موقف الدول الأوروبية خلال مؤتمر ديربان الأخير تجاه قضايا الشرق الأوسط، واصفاً ذلك ب"السياسة المتراجعة". ولوّح موسى بمقاطعة عربية لاجتماع الشراكة الأوروبية - المتوسطية المقررة في بروكسيل خلال تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن قرار المقاطعة قد يتخذه الجانب العربي في الشراكة في اجتماع خاص خلال تشرين الأول اكتوبر المقبل "طالما انكشف الموقف الأوروبي في ديربان وبالتالي لا بد من مواجهته "بعدم حضورنا الاجتماعات"، وقال موسى: "نحن مستاؤون جداً من الموقف الأوروبي". واتجهت الانظار طوال نهار امس الى اللقاء المرتقب بين عرفات وبيريز ورجحت الانباء التي تم تداولها ان يحصل اللقاء عند معبر ايريز على الخط الفاصل بين اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، وذلك بعدما صرح وزير الخارجية الاسباني خوزيه بيلي بعد مكالمة أجراها مع بيريز بأن اللقاء سيعقد مساء اليوم الثلثاء، الأمر الذي دعمته تصريحات مصدر أمني اسرائيلي رفيع المستوى قال ان ترتيبات اتخذت لعقد اللقاء عند حاجز ايريز، كذلك أثار نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أجواء متفائلة في هذا الصدد. غير ان المساء حمل تصريحات بددت التفاؤل. اذ أعلن بيريز ان موعد اللقاء ومكانه لم يتحددا. وقال: "لم نتفق على موعد اللقاء ولا على المكان". ولم يلبث عرفات ان أعلن بدوره بعد لقائه في غزة المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس "ان موعد اللقاء مع بيريز لم يتحدد بعد". وإذا كان لقاء عرفات - بيريز ينتظر مزيداً من الجهود، فإن لقاء آخر صار مؤكداً وربما سبق الأول. وهو اجتماع القمة الفلسطيني - السوري المقرر عقده غداً وبعد غد في دمشق. واكد رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" خالد الفاهوم ل"الحياة" ان عرفات سيزور دمشق يومي 12 و13 الجاري للقاء الرئيس بشار الاسد في اول قمة سورية - فلسطينية منذ توقيع اتفاق اوسلو العام 1993. ويصل صباح اليوم وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث الى العاصمة السورية لاجراء محادثات مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تمهيدا لزيارة الرئيس عرفات. كما ان وفدا أمنيا فلسطينياً وصل قبل يومين الى دمشق لهذا الغرض.