سوزو الصين - رويترز - تعهد وزراء المال في الدول الاعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أبيك أمس بالمضي قدماً في تحرير التجارة والاصلاحات المالية لمواجهة الركود الاقتصادي العالمي الذي اسفر عن تدهور الاسواق، الا انها لم تعلن اي اجراءات ملموسة لتحقيق ذلك. وانتهى اجتماع المنتدى الذي استغرق يومين في الصين، وهي واحدة من بضع دول تمكنت من الافلات من قبضة تباطؤ الاقتصاد العالمي، بالاعراب عن التفاؤل على رغم الاجواء القاتمة التي تخيم على الاقتصاد الدولي. وقال وزير المال الصيني شيانغ هوايشنغ للصحافيين: "نحن واثقون من انه بوسع زعماء اقتصادات الدول الاعضاء في أبيك التعاون ومواجهة الركود الاقتصادي الحالي سوياً". وتابع: "بوسعنا فعلاً ان نقدر بشكل تقريبي متى سيصل الركود الى اقصى مدى له ليأخذ الاقتصاد العالمي بعد ذلك في الانتعاش ولذلك فإن ثقتنا تتزايد. اشعر بأن اجتماع أبيك مفيد جداً في اتاحة تبادل وجهات نظرنا وفي تعزيز الثقة". وفي اعلان مشترك صدر في نهاية الاجتماع شدد الوزراء على اهمية التحرك في الوقت المناسب لمواجهة تدهور اداء الاقتصاد العالمي. وقال البيان: "اننا نعيد التأكيد على التزامنا بتعزيز الحوار في شأن السياسات الاقتصادية الكلية والتعاون لمواجهة المشاكل الاقتصادية الراهنة لإرساء اساس صلب لنمو متواصل واسع النطاق في منطقة أبيك وفي بقية العالم". وتابع البيان: "من شأن تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما ان يعززا ثقة المستثمرين ويجذبا رؤوس الاموال الى المنطقة وينشطا النمو الاقتصادي ويقلصا حدة الفقر". الا ان الاعلان الذي يقع في خمس صفحات لم يتضمن اي اجراءات ملموسة لمواجهة الازمة وتجنب الخوض في تفاصيل السبل التي ستنتهجها دول أبيك سوياً للخروج باقتصادها من تلك الازمة. وقال مايكل كولن وزير المال النيوزيلندي ان هناك آمالاً في الخروج من الموقف الراهن بحلول نهاية السنة، وان الاجواء القاتمة الراهنة تمثل ركوداً مؤقتاً اكثر منه ازمة على شاكلة الانهيار الاقتصادي الذي عصف بدول جنوب شرقي آسيا في عام 1997. وأضاف كولن: "اعتقد ان هناك شعوراً عاماً في اوساط المشاركين في الاجتماع بأنه على رغم انه ما زالت هناك مخاطر قوية، الا انه من المهم ارسال رسالة تفيد بأننا لا نرى اي نوع من القصور المنهجي على شاكلة الازمة المالية الآسيوية". ويقول منتقدون ل"أبيك" التي تضم تحت مظلتها دولاً تتفاوت في ما بينها من ناحية احجام اقتصاداتها وايديولوجياتها، بدءاً من الدول الصناعية العملاقة مثل الولاياتالمتحدة واليابان وصولا الى دول فقيرة مثل بابوا غينيا الجديدة وفيتنام الشيوعية، ان المنظمة تمثل منتدى للكلمات لا الافعال.