} قال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ابيك انه ليس من المتوقع ان يؤدي استمرار ارتفاع اسعار النفط الى ركود خطير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حتى ولو كان تاثيره اكبر على بعض الدول النامية مثل كوريا الجنوبية او تايلاند مقارنة بسواها من الدول المتقدمة. بندر سيري بيغاوان بروناي، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ابيك في تقرير نشره أمس ان ارتفاع اسعار النفط يمكن ان يكون له، اذا استمر، تأثير سلبي على امكانات النمو المشجعة في دول منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ السنة المقبلة، لكن التقرير استبعد ان يؤدي ذلك الى ركود خطير خلافاً لما حصل خلال الازمتين النفطيتين السابقتين في السبعينات. وتمثل الدول الاعضاء ال21 في "ابيك"، التي تعقد قمتها السنوية في بروناي، ما يزيد على نصف الاقتصاد الدولي تقريباً، اذ تضم بشكل خاص الولاياتالمتحدةواليابان والصين بالاضافة الى غالبية الدول المستوردة للنفط وبعض الدول المصدرة الكبرى مثل روسيا واندونيسيا والمكسيك وكندا. واوضح ميتسورو تانيوشي رئيس اللجنة الاقتصادية ل"أبيك" انه وفي اسوأ الحالات اذا بقي سعر برميل النفط فوق عتبة ال35 دولاراً للبرميل لفترة طويلة، فمن الممكن ان يؤدي ذلك الى تراجع نسبة النمو بنقطة واحدة كاقصى حد في دول المنطقة والذي من المفترض ان يبلغ 3.55 في المئة في سنة 2001 بحسب التوقعات. واضاف تانيوشي ان الدول الاكثر تأثراً ستكون تلك على غرار كوريا الجنوبيةوتايلاند التي زادت ارتباطتها بالنفط في الاعوام الاخيرة بموازاة نموها الاقتصادي. وتتوقع سيول ان يتراجع نموها بنقطتين عن نسبة الستة في المئة المتوقعة لسنة 2001 اذا بقي سعر برميل النفط اعلى من 35 دولاراً. واتفق كبار المسؤولين في "ابيك" على دعم فكرة التعاون من خلال توفير معروض نفطي اقليمي لحماية اقتصاداتها ضد تقلب اسعار النفط العالمية ولدعم الانتعاش الاقتصادي. وقال تقرير مجموعة العمل المختصة بشؤون الطاقة في المنتدى ان تدابير مثل تخزين النفط والمشاركة في الاحتياطات ربما تكون حاسمة في مواجهة التقلب. وأضاف ان المبادرة ستتيح تبادل المعلومات والخبرة في المجالات السياسية والتحليلية والفنية وملكية الاسهم واعداد الاتفاقات والتكاليف فضلاً عن التكامل مع تدابير اخرى لتامين الطاقة. واقر اجتماع لكبار مسؤولي "ابيك" التقرير الذي ربما يكون اساساً للقرارات الخاصة بسياسة الطاقة خلال اجتماع وزراء وكبار قادة "ابيك" الاسبوع المقبل. وقال التقرير ان المبادرة تهدف الى اتاحة خيارات جديدة لاقتصادات الدول الاعضاء في معالجة التاثيرات الاقتصادية لسوق النفط والمخاوف الاساسية في شأن أمن الطاقة. وقال مسؤولو "أبيك" ان الخطة ستماثل نوعاً ما خطة الاحتياط النفطي الاستراتيجي الاميركي التي تراكم مخزنات نفطية لطرحها في السوق عند الضرورة. وقال مسؤولون ان قادة منتدى "أبيك" سيضعون خططاً طموحة في بروناي الاسبوع المقبل لمساعدة الشعوب الفقيرة على الاستفادة من ثورة تكنولوجيا المعلومات. كذلك من المحتمل ان يعلن زعماء دول المنتدى عن اعطاء دفعة مشتركة لانطلاق محادثات في شأن التجارة العالمية على رغم وجود جدل حول ما اذا كان يجب على المجموعة ان تحدد موعداً لبدء المحادثات ام لا. وقال مسؤولون كبار في "أبيك" ان الاجتماعات التحضيرية لكبار المسؤولين يوم الاول من أمس كشفت عن خلافات خطيرة قليلة وانه من المرجح ان تنتهي الاجتماعات بعد يوم واحد بدلاً من يومين كما كان مقرراً. ويجتمع وزراء "أبيك" اليوم وغداً وسيحضر الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري ضمن اخرين اجتماع قمة "أبيك" يومي الاربعاء والخميس المقبلين. وغيرت ثورة الكومبيوتر الولاياتالمتحدةواليابان في العقد الماضي، لكن بعض الدول الاكثر فقراً مثل تايلاند وفيتنام وباباوا غينيا الجديدة من بين اعضاء المنتدى الذي يمثل تقريباً نصف تجارة العالم و60 في المئة من الناتج العالمي. وقال مسؤولون ان قادة "أبيك" يريدون ان يكون تجمعهم السنوي نقطة انطلاق لحملة كبيرة لمساعدة دول نامية على الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية انه اذا كان هناك موضوع رئيسي يعرض على بساط البحث فانه سيكون حول التجارة الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات. واضاف أن هناك اقتصادات كثيرة متخلفة للغاية في هذا المجال وسيكون الهدف هو مساعدة هذه البلدان على تحسين البنية الاساسية وعلى تطبيق تكنولوجيا المعلومات في قطاع الاعمال. وقال تانيوشي، وهو مسؤول كبير في وكالة التخطيط الاقتصادي في اليابان ان مسؤولي "أبيك" قلقون من ان تصبح الفجوة بين الاغنياء والفقراء في تكنولوجيا المعلومات عائقاً امام حرية التجارة. وأضاف ان ما يشغل المسؤولين هو ان ذلك يمكن ان يكون عقبة امام العولمة والاتجاه نحو التحرير الاقتصادي، مشيراً الى ان "أبيك" مستعدة لمواجهة هذه المخاطر عن طريق بناء القدرة لاقتصادات غير مهيأة للانتقال الى الاقتصاد الجديد. ورفض المسؤولون اعطاء تفاصيل عن مبادرة "أبيك" كما انهم لم يبينوا كم ستكلف هذه الخطة. ويأمل هؤلاء ان يضع اجتماع الاسبوع المقبل الاساس لبرنامج للتعليم ولتحسينات اخرى ترعاها الدولة في الاتصالات يتولاها القطاع الخاص. غير ان مسؤولاً تايلانديا كبيراً حذر من انه لا يجب النظر الى المبادرة باعتبارها دواء لكل شيء بالنسبة الى العالم النامي. ويرى اعضاء كثيرون في "أبيك" ان الطريق الافضل للمساعدة في مواجهة هذه القضايا أن يكون من خلال تحقيق حرية التجارة وهي الهدف الرئيسي للمجموعة منذ تأسيسها عام 1989. وسيلزم قادة "أبيك" انفسهم مرة اخرى بهدف عقد جولة جديدة من محادثات حرية التجارة العالمية تحت رعاية منظمة التجارة الدولية بعد نكسة سياتل العام الماضي عندما توقفت المحادثات وسط احتجاجات خصوم العولمة. وقال تانيوشي ان قادة "أبيك" ارادوا ارسال رسالة واضحة حول استعدادهم لدفع منظمة التجارة الدولية الى الأمام. غير ان مسؤولاً آخر قال ان خطة "أبيك" المشتركة في شأن منظمة التجارة الدولية "متزعزعة قليلاً".