تحول الصحافيون الاجانب الذين يغطون وقائع محاكمة عمال الاغاثة المتهمين بالتبشير بالمسيحية في كابول، رهائن داخل فندقهم، بعد قرار حركة طالبان منعهم من المغادرة بسبب التقاطهم صوراً للمتهمين. ولم تقرر الحركة بعد ماذا ستفعل بالصحافيين. احتجزت حركة طالبان الأفغانية أكثر من 12صحافياً أجنبياً يغطون محاكمة المتهمين الغربيين الثمانية بتهمة التبشير بالمسيحية في أفغانستان. وأبقت طالبان على الصحافيين الأجانب و عدد من المترجمين الرسميين العاملين معهم في فندق "انتركونتيننتال" حيث يفرض على الصحافة الأجنبية الإقامة، وذلك بعدما التقطوا أول من أمس صوراً للمتهمين الغربيين خلال مثولهم أمام المحكمة علناً للمرة الأولى. ومعلوم أن طالبان تحرم أشكال التصوير كافة. ولم تقرر الحركة بعد العقاب الذي ستنزله بالصحافيين، او ما اذا كانت ستسمح لهم باستئناف تغطية المحاكمة في وقت لاحق. واعتقلت الحركة ايضاً عدداً من المترجمين الافغان الذي يرافقون الصحافيين لانهم لم يمنعوا هؤلاء من التقاط الصور. وتفرض الحركة على جميع الصحافيين العاملين في افغانستان ان يكون معهم مترجم افغاني تعينه الحركة نفسها. ونفى المتهمون الغربيون الثمانية وهم أربعة ألمان وأميركيان واستراليان التهم الموجهة إليهم في أنهم يقومون بتحويل الأفغان عن دينهم إلى النصرانية. وقالت المحكمة العليا في أفغانستان انها في انتظار رد عمال الاغاثة الاجانب الثمانية بخصوص كيفية الدفاع عن أنفسهم. وقدمت المحكمة لهم اوراقاً أول من أمس خلال مثولهم الأول امام المحكمة لسؤالهم عن الطريقة التي يودون ان يدافعوا بها عن انفسهم ضد التهمة التي قد تحمل عقوبة الاعدام. وقال كبير القضاة نور محمد ثاقب: "تنتظر المحكمة عودة الاوراق بالرد". وأضاف انهم لن يحضروا الى المحكمة عندما تستأنف جلساتها لليوم الخامس أمس. وأوضح: "اذا لم يقدموا الرد سنذهب ونحضره منهم... لن يمثلوا امام المحكمة لتسليم الاوراق". وصرح جورج توبمان، مدير قسم افغانستان في وكالة "شلتر ناو انترناشونال" للاغاثة ومقرها المانيا، للمحكمة "أثناء التحقيق وجهت لنا اتهامات باشياء كثيرة لكنها غير صحيحة. ولم يحدث ابداً ان حولنا احداً عن ديانته. الاتهامات صدمتنا". في غضون ذلك تواصلت المعارك العنيفة بين قوات حركة طالبان والمعارضة الأفغانية في شمال العاصمة الأفغانية كابول والتي أسفرت بحسب المصادر الطالبانية عن استيلائها على بعض المواقع المطلة على مطار بغرام الاستراتيجي الخاضع لسيطرة المعارضة الأفغانية. وأعلنت مصادر المعارضة الأفغانية من جهتها عن سقوط أكثر من 115 طالبانياً قتلى وأسر 75 آخرين في هجوم نفذته المعارضة قبل الفجر في منطقة اشكاشم في ولاية تخار المحاذية للحدود مع طاجيكستان، و كانت قوات طالبان التي تبسط سيطرتها على 95 في المئة من الأراضي الأفغانية استولت على هذه المناطق قبل أسبوعين. وأدى انفجار لغم في الولاية بشاحنة تقل مقاتلين من الحركة إلى مقتل 30 شخصاً كانوا فيها.