أعلنت حركة "طالبان" الحاكمة في افغانستان انها شكلت لجنة للتحقيق في ما إذا كانت الصحافية البريطانية ايفون ريدلي التي تسللت الى البلاد جاسوسة أم صحافية، وتعهدت "طالبان" بضمان محاكمة عادلة لموظفي الاغاثة الأجانب الثمانية المتهمين بالتبشير بالمسيحية، خلال جلسة معاودة محاكمتهم أمس في كابول. كابول، اسلام آباد، لندن - رويترز، أ ف ب - أعلنت "وكالة الأنباء الاسلامية" الافغانية أمس ان مسؤولين في حركة "طالبان" الحاكمة في كابول أرسلوا أمس لجنة خاصة الى مدينة جلال آباد للتحقيق في ما إذا كانت الصحافية البريطانية ايفون ريدلي التي تعمل في صحيفة "صنداي اكسبرس"، جاسوسة أم لا. وأضافت الوكالة ان ريدلي 43 عاماً كانت ترتدي الزي الاسلامي الذي تفرضه "طالبان" عندما قبض عليها ومعها اثنان من المرشدين الجمعة الماضي قرب جلال آباد شرق البلاد على بعد 15 كيلومتراً من الحدود الباكستانية. ونقلت الوكالة عن مسؤول في جلال آباد ان الصحافية لم تكن تحمل جواز سفر وانها دخلت البلاد بصورة غير مشروعة. وأوفدت "طالبان" فريقاً خاصاً من كابول للانضمام الى التحقيقات الجارية لتحديد ما إذا كانت ريدلي صحافية أم لا. ونسبت الوكالة الى مسؤول في "طالبان" "انها بخير. وهي ترغب في تناول الطعام أربع أو خمس مرات يومياً، وهي تريد سجائر وملابس جديدة ونحن نقدم لها كل شيء ... انها ليست محتجزة في غرفة ولكن في منزل وتتجول بحرية داخل المنزل وفي الفناء". وقال رئيس تحرير "صنداي اكسبرس" مارتن ثاوسند في لندن أمس ان ريدلي كانت في مهمة لتغطية محنة اللاجئين الأفغان. وتشتهر ريدلي بتغطيتها للأخبار في مناطق الصراعات الخطرة وكانت متزوجة من مسؤول سابق في منظمة التحرير الفلسطينية. وقال ثاوسند ان الصحيفة وافقت على أن تعبر ريدلي الحدود الباكستانية الى افغانستان وهي متنكرة بعد فشلها في الحصول على تأشيرة. وكانت "طالبان" طلبت من كل الأجانب مغادرة افغانستان، وذكرت انها لن تصدر أي تأشيرات الى الصحافيين. من جهة أخرى، استؤنفت أمس محاكمة ثمانية من عمال الاغاثة الأجانب متهمين بالتبشير بالمسيحية. وقال نور محمد ثاقب كبير قضاة "طالبان" للمتهمين الثمانية، خلال الجلسة، "أود أن أقول لكم مرة أخرى ان التطورات الحالية في ظل مواجهة هجمة أميركية محتملة لن تؤثر على سير المحاكمة ... لن يكون هناك تمييز أو ظلم لكم". وذكر ثاقب ان الثمانية، وهم أربعة المان واثنان من الأميركيين واثنان من الاستراليين سيحاكمون استناداً الى الشريعة. وقال: "سيعتمد قرار المحكمة على العدالة الاسلامية بغض النظر عن أي خلافات بين المسلمين وغير المسلمين". والمتهمون الثمانية يعملون في هيئة "شلتر ناو انترناشونال" الالمانية للاغاثة واعتقلوا الشهر الماضي لاتهامهم بمحولة تحويل الأفغان عن الاسلام واعتناق المسيحية وهو اتهام عقوبته الاعدام. ونفى الثمانية كل الاتهامات. ولم يرد أي ذكر عن مصير الأفغان المعتقلين في القضية نفسها، وعددهم 16 كانوا يعملون في الهيئة ذاتها واعتقلوا مع الأجانب. وارتدى المتهمون الزي التقليدي الأفغاني خلال المحاكمة وبدوا في حال جيدة باستثناء متهمة تردد انها تعاني من وعكة بسيطة. وأمهل محامي الدفاع عاطف علي خان بين ثلاثة أيام و15 يوماً لإعداد دفاعه. وقال: "أكدوا لنا اننا سنتلقى كل أشكال التعاون ... الاتهامات والأدلة وأي شيء نكون في حاجة اليه سيقدم لنا".