عززت الولاياتالمتحدة رصيدها من الميداليات في نهاية منافسات اليوم الرابع من بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى التي تجرى في مدينة ادمونتون الكندية، فارتفع الى ثماني ميداليات منها ثلاث ذهبيات، وقد حققت ستايسي دراجيلا الذهبية الثالثة من خلال احتفاظها بلقب القفز بالزانة، الأمر الذي عجزت عنه العداءة الشهيرة ماريون جونز حين لقيت خسارتها الأولى في ال100 متر على يد الأوكرانية يانا بينتوسيفيتش في حين استعاد البريطاني جوناثان ادواردز لقب الوثبة الثلاثية. ويحفل اليوم السادس من البطولة بخمسة نهائيات، والميداليات فيها في متناول المشاركين العرب، ولا سيما في الوثب العالي للرجال حيث يبدو الجزائري عبدالرحمن حماد من أبرز المرشحين للتتويج، كما تبدو الطريق ممهدة أمام المغربية نزهة بدوان للانتصار في ال400م حواجز. ادمونتون كندا - أ ف ب - يسعى كل من الجزائري عبدالرحمن حماد والمغربية نزهة بدوان الى اعتلاء منصة التتويج في مسابقة الوثب العالي وسباق ال400م حواجز على التوالي اليوم في بطولة العالم لألعاب القوى في ادمونتون كما فعلا في دورة سيدني الأولمبية عندما أحرزا الميدالية البرونزية في اختصاصهما. وبات حماد 24 عاماً أول رياضي افريقي وعربي يحرز ميدالية في الوثب العالي في الدورات الأولمبية عندما نال برونزية المسابقة مسجلاً 2.32م بفارق المحاولات خلف الكوبي خافيير سوتومايور حامل الرقم القياسي العالمي الذي نال الفضية وبفارق 3 سنتيمترات عن الروسي سيرغي كليوجين صاحب الذهبية الأولمبي. ويؤكد حماد حامل الرقم القياسي العربي والافريقي ومقداره 2.34م سجله في بطولة افريقيا في الجزائر في تموز يوليو 2000، أنه يملك المؤهلات اللازمة لمقارعة الأبطال العالميين خصوصاً طوله الفارع 1.89م. وكان حماد حلّ عاشراً في بطولة العالم الأخيرة بيد انه يسعى الى احتلال أحد المراكز الثلاثة هذه المرة متسلحاً بمعنوياته العالية بعد دورة سيدني. أما بدوان التي تحمل الرقم العربي والافريقي 52.90ث فتسعى الى استعادة لقبها الذي احرزته في أثينا عام 1997 علماً انها حلت ثانية في اشبيلية قبل عامين واكتفت بالميدالية البرونزية في سيدني. وتبدو معنويات بدوان عالية بعد تفوقها على منافستها التقليدية الجامايكية ديون هيمينغز في أول مواجهة بين العداءتين هذا الموسم خلال لقاء لوزان في 7 تموز الماضي حيث سجلت 54.02 ثانية في مقابل 54.57ث لهيمينغز في المركز الرابع. وسبق لبدوان 31 عاماً والمتزوجة من مواطنها عداء سباق الموانع 3 آلاف متر سابقاً عبدالعزيز ساهير، ان توجت بطلة لافريقيا عام 1990، وفرضت نفسها نجمة للدورة العربية في سورية عام 1992 عندما احرزت سبع ذهبيات، ثم بلغت في العام ذاته نصف نهائي دورة برشلونة الأولمبية كما توجت بطلة لدورتي المتوسط عام 1993 و1997. وفي سباق ال10 آلاف متر سيكون العداء الاثيوبي الشهير هايله جبريسيلاسي مرشحاً لاحراز الذهبية وهو الذي سيخوض سباقه الأخير في هذه المسافة قبل الانتقال الى الماراثون، وذلك على رغم عدم مشاركته في أي سباق منذ فوزه بذهبية سيدني. وأكد جبريسيلاسي أنه لا يشعر بالقلق جراء عدم خوضه اي سباق منذ 11 شهراً وسيبذل قصارى جهده لاحراز لقب السباق للمرة الخامسة على التوالي. وقال: "مفتاح الفوز بسباق ال10 آلاف متر هو السرعة وأنا أعدو بسرعة حالياً وأعتقد أنني سأكون على ما يرام". وكانت اصابة في وتر أخيل اجبرت جبريسيلاسي على الاخلاد الى الراحة بعد سيدني، لكنه أكد أنه لم يعد يشعر بأي أوجاع وهو جاهز للدفاع عن لقبه. وفي سباق ال3 آلاف متر موانع سيكون السؤال: من يستطيع وقف الاحتكار الكيني لهذا السباق؟ فمنذ بطولة العالم في طوكيو 1991 احتلّ الكينيون المركزين الأول والثاني واللائحة طويلة، فهناك حامل الرقم القياسي العالمي برنارد بارماساي 7.55.52 دقائق الذي أكد انه في كامل لياقته البدنية باحرازه المركز الأول في التجارب الكينية المؤهلة الى بطولة العالم، ثم فوزه في لقاء روما. ولا يمكن الاستهانة ايضاً بالبطل الأولمبي روبن كوسغي وبالعداء الصاعد رايموند ياتور الذي حطم الرقم القياسي العالمي لفئة الشباب. اما الخطر فقد يأتي خصوصاً من المغربيين ابراهيم بولامي الذي حلّ ثالثاً في لقاء موناكو، وعلي الزين حامل برونزية اشبيلية قبل عامين. وتبدو المواجهة مثيرة بين البطل الأولمبي الليتواني فيرجيليوس أليكنا والألماني لارس ريدل حامل اللقب اربع مرات في مسابقة رمي القرص. وسجل أليكنا افضل رقم عالمي هذا العام ومقداره 70.99م في ستيلينبوش جنوب افريقيا، في الوقت الذي بدأ منافسه الألماني الموسم ببطء قبل ان يسجل 67.27م عندما أحرز بطولة المانيا في مطلع تموز الماضي. وقد يدخل في اجواء المنافسة ايضاً الجنوب افريقي فرانتس كروغر الذي حطم الرقم القياسي الافريقي مسجلاً 69.96م. تحقق الحلم في المقابل، خلعت الأوكرانية يانا بينتوسيفيتش منافستها العداءة ماريون جونز عن عرش سباق ال100م وباتت أسرع عداءة في العالم عندما تفوقت على منافستها مسجلة 10.82 ثانية. وحلّت ثانية جونز 10.85ث وثالثة اليونانية ايكاترينا تانو 10.91ث. وكانت بينتوسيفيتش تفوقت على جونز أيضاً في نصف النهائي بفارق جزء واحد من الثانية وألحقت بها أول خسارة منذ نحو أربع سنوات، وهكذا ثأرت لخسارتها أمام جونز في السباق ذاته قبل أربع سنوات في أثينا بعدما ظنت للوهلة الأولى أنها كانت الفائزة الحقيقية قبل ان يتم الاحتكام الى "الفوتو فونيش" ثم اعلنت جونز فائزة. وحرمت الأوكرانية جونز أيضاً من ان تصبح اول عداءة تحرز ذهبية سباق ال100م ثلاث مرات متتالية. وبقيت بينتوسيفيتش في المقدمة طوال السباق على رغم دخول جونز بقوة في الأمتار الأخيرة. وتعود آخر خسارة لجونز الى السادس من أيلول سبتمبر عام 1997 على يد الجامايكية مرلين أوتي علماً انها حققت 56 فوزاً على التوالي قبل خسارتها اليوم. وكانت احرزت الذهبية في النسختين الأخيرتين من بطولة العالم عامي 1997 في أثينا و1999 في اشبيلية، كما توجت بطلة في سيدني. وقالت بينتوسيفيتش: "أنا أحلم بهذا اللقب منذ عام 1997، وكنت أدرك تماماً ان بمقدوري ان أتفوق على جونز وقد تحقق الحلم فعلاً". أما جونز فقالت: "بالطبع كنت أسعى الى الفوز لكن يانا كانت الأفضل وخاضت سباقاً رائعاً، وهي تستحق اللقب". وأضافت: "لا اعتقد انها نهاية العالم بالنسبة إليّ، ولا شك انني سأكون في حاجة الى بعض الوقت لتخطي هذه الخسارة، اما الآن فسأركز جهودي على سباق ال200م". وسبق لبينتوسيفيتش ان احرزت ذهبية سباق ال200م في أثينا وحلت ثانية في سباق ال100م أيضاً، في حين غابت عن منافسات اشبيلية بداعي الاصابة. سيدة الزانة واحتفظت الأميركية ستايسي دراجيلا 30 عاماً بلقبها في مسابقة القفز بالزانة عندما احرزت الذهبية مسجلة 5.75 امتار وأضافتها الى ذهبيتها الأولمبية العام الماضي. وحلت ثانية الروسية سفتلانا فيونوفا بفارق المحاولات وثالثة البولندية مونيكا بيريك 5.55م. وجاءت المنافسة مثيرة بين دراجيلا وفيونوفا وقد حاولتا تحطيم الرقم القياسي العالمي وتخطي ارتفاع 4.82 امتار بيد انهما فشلتا في ذلك في ثلاث محاولات لكل منهما. وتفوقت دراجيلا لأنها تخطت ارتفاع 4.65 من محاولتها الثانية في حين احتاجت الروسية الى ثلاث محاولات. وفازت الكوبية اوسليديس مننديز 21 عاماً بذهبية مسابقة رمي الرمح مسجلة 69.53م. وحلت ثانية اليونانية ميريلا مانجاني تزيليلي حاملة اللقب قبل سنتين 65.78م وثالثة الكوبية سونيا بيسيت 64.69م. وجاء تتويج مننديز منطقياً لأنها تحمل الرقم القياسي العالمي ومقداره 71.54م، سجلته خلال العام الحالي، وهي توجت بطلة العالم في فئة الشابات مرتين عامي 1996 و1998. "خليفة" جونسون وفاز افارد مونكور من باهاماس بذهبية سباق 400م مسجلاً 44.64 ثانية وخلف بالتالي العداء الأميركي الاسطورة مايكل جونسون الذي أحرز اللقب في البطولات الأربع الأخيرة. وحلّ ثانياً الألماني اينغو شولتس 44.87ث وثالثاً الجامايكي غريغوري هاوتون 98.44ث. وجاء السعودي حمدان البيشي سادساً وسجل 45.23 ثانية. وقال البيشي: "بالطبع لقد خاب ظني لأنني كنت أتطلع الى نتيجة أفضل لكن احتلال المركز السادس سيزيدني اصراراً على بذل مزيد من الجهد والتقدم وآمل ان احقق نتيجة افضل في البطولات المقبلة. فأنا ما زلت في بداية الطريق". وأضاف: "كان السباق قوياً ودخلته بمعنويات عالية وكنت أنافس على المراكز الثلاثة الأولى لكنني شعرت بأوجاع في ظهري وفي معدتي ولم أقوَ على انهاء السباق بقوة". وتابع: "أنا واثق من قدرتي على منافسة الأبطال العالميين في السنوات المقبلة". ادواردز "المميز" واستعاد البريطاني جوناثان ادواردز لقبه في مسابقة الوثبة الثلاثية مسجلاً 17.92م. وحلّ ثانياً السويدي كريستيان اولسون 17.47م وثالثاً الروسي ايغور سباسوفخودسكي 17.44م. وكان ادواردز أحرز لقبه الأول عام 1995 في غوتبورغ السويد حيث نجح في تحطيم الرقم القياسي العالمي الذي لا يزال صامداً حتى الآن ومقداره 18.29م، علماً انه أول رياضي يتخطى حاجز ال18 متراً. وهو حلّ ثانياً في أثينا عام 1997 ثم ثالثاً في اشبيلية قبل عامين، بيد انه احرز الذهب الأولمبي في سيدني. أما أولسون 21 عاماً الذي كان يمارس الوثب العالي في السنتين الاخيرتين قبل ان ينتقل الى هذا الاختصاص، فانه يحرز أول ميدالية له في بطولة كبرى. وسبق ان تفوق على ادواردز في لقاء هلسنكي في حزيران يونيو الماضي. انسحابات على صعيد آخر، انسحب العداء الأميركي موريس غرين من سباق التتابع 4 مرات بداعي الاصابة في ساقه بحسب ما أعلنه مدربه جون سميث الذي أوضح ان "موريس لا يملك اي أمل في خوض سباق التتابع وبالتالي فإن البطولة انتهت بالنسبة اليه". ولم يكشف سميث ما اذا كان غرين سيشارك في لقاء زيوريخ الدولي في 17 الجاري، حيث من المقرر ان يواجه مواطنه تيم مونتغومري، وقال "يجب علينا الانتظار بعض الوقت لمعرفة مدى خطورة الاصابة". ويعاني غرين اصابة في ركبته، وقد شعر بأوجاع في ساقه اليسرى خلال سباق ال100م الذي احرز ذهبيته محققاً افضل رقم هذا العام 9.082 ثوان، فأعلن مباشرة انسحابه من سباق ال200م أيضاً. ولن يشارك العداء الترينيدادي اتو بولدون في سباق ال200م أيضاً. وكان حلّ رابعاً في سباق ال100م. وانسحب الفرنسي ستيفان دياغانا بطل العالم السابق في سباق ال400م حواجز بداعي الاصابة. ويشكل انسحاب دياغانا ضربة قوية لآمال الفرنسيين الذين يواجهون خطر الخروج من دون اي ميدالية وهو ما حصل لهم في دورة سيدني. وسبق لكريستين ارون 100م وجان غالفيون القفز بالزانة ان انسحبا قبل بدء البطولة، قبل ان تلحق بهم بطلة العالم في السباعية اونيس باربر. العرب في المقابل، بلغ القطري خميس عبدالله نهائي ال3 آلاف متر موانع، بعدما حلّ ثانياً ضمن المجموعة الثانية للتصفيات، وخرج المغربي العربي الخطابي والجزائري العيد بيسو. وبلغ الجزائري علي سعيدي سياف نهائي سباق ال5 آلاف متر مسجلاً أفضل وقت في التصفيات ومقداره 13.28.58 دقيقة ويضم النهائي المقرر بعد غدٍ المغربيين محمد أمين 13.34.54د ومحمد سعيد الوردي 13.36.24د.