دخل العرب جدول ميداليات بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى التي تجرى في مدينة ادمونتون الكندية من بابه العريض، فحصدوا ذهبية وفضية في اليوم السادس، تحققتا من خلال استعادة المغربية نزهة بدوان لقبها في ال400م حواجز مسجلة أفضل رقم هذا الموسم، واختراق مواطنه علي الزين للكوكبة الكينية في ال3000م حواجز، فنفذ عن جدارة الى المركز الثاني. وتأهل السعودي هادي صوعان، ثاني دورة سيدني الأولمبية، الى نهائي ال400م حواجز الذي سيجرى اليوم، وبات مرشحاً "فافورياً" لحصد أول ذهبية لبلاده في بطولة العالم، وخصوصاً بعد انسحاب الأميركي انجلو تايلور. كما يسعى الجزائري علي سعيدي سيف الى احراز أول لقب كبير عندما يخوض اليوم سباق ال5 آلاف متر. وبدورها، تطمح الأميركية ماريون جونز الى تعويض خيبتها في ال100م، بفوز هو في متناولها، في ال200م. في المقابل، حقق الالماني لارس ريدل لقبه العالمي الخامس في رمي القرص، ولم يستطع "الأسطورة" الاثيوبي هايله جبريسيلاسي من النسج على منواله في ال10 آلاف متر، الذي فقد لقبه أمام الكيني تشارلز كاماتي. ولا تزال الولاياتالمتحدة في صدارة الترتيب العام ب8 ميداليات بينها 3 ذهبيات، في مقابل 13 لروسيا بينها ذهبيتان فقط، و6 لأثيوبيا و5 لكل من المانياوكينيا و4 لكوبا. ادمونتون كندا - أ ف ب - تملك العداءة الاميركية ماريون جونز فرصة لتعويض خيبة أملها بعد خسارتها المفاجئة في سباق 100م امام الاوكرانية يانا بينتوسيفيتش عندما تخوض سباق 200م اليوم ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في ادمونتون، في حين يسعى الجزائري علي سعيدي سيف والسعودي هادي صوعان الى تحقيق الحلم الذهبي في سباقي 5 آلاف متر و400م حواجز على التوالي. ولم تخسر جونز في هذا السباق منذ عام 1995 ويبدو انها ستحافظ على سجلها نظيفاً خصوصاً ان بينتوسيفيتش فضّلت عدم المشاركة فيه بعد انتزاعها ذهبية 100م. وسجلت جونز افضل رقم هذا العام ومقداره 2.232 ثانية في التجارب الاميركية التي أجريت في حزيران يونيو الماضي في يوجين. وتبدو المنافسة على المركز الثاني محصورة بين مواطنتها اينغر ميلر حاملة اللقب ولاتاشا جنكينز التي سجلت 22.39 وحلت في المركز الثاني وراء جونز في بطولة الولاياتالمتحدة. وقد تنافس السريلانكية سوزانتيكا جاياسينغ على المركزين الثاني والثالث ايضاً. وكانت جاياسينغ احرزت فضية بطولة العالم عام 1997، ثم اوقفها الاتحاد الدولي لألعاب القوى بسبب تناولها منشطات، لكنها عادت العام الماضي ونالت الفضية في الألعاب الاولمبية في سيدني. يذكر ان جونز لم تتمكن من خوض سباق 200م قبل عامين بعدما اصيبت في ظهرها في الدور نصف النهائي. عربياً، يسعى العداء الجزائري علي سعيدي سيف الى احراز اول لقب كبير له عندما يخوض سباق 5 آلاف متر. وكان سيف حائراً بين المشاركة في هذا السباق أو 1500م ففضل الاول ربما لتحاشي مواجهة المغربي هشام الكروج. ويرشح كثيرون سيف 23 عاماً الى خلافة مواطنه الشهير نور الدين مرسلي وهو ظهر الى الاضواء العام الماضي في الدوري الذهبي في سباق 3 آلاف متر متفوقاً على ابرز الكينيين في هذا الاختصاص. وكان احرز الفضية في سيدني العام الماضي في المسافة ذاتها، بيدَ انه خاض سباقات 1500م هذا الموسم من دون ان يمنى بأية هزيمة. ويواجه سيف منافسة من الاثيوبي هايلو ميكونن صاحب افضل رقم هذا العام 57،58،12 دقيقة سجله في لقاء روما، والكينيين بنجامين لينو وسامي كيبكيتير. ما يعني ان اللقب لن يخرج من قبضة الافارقة. ولن يدافع المغربي صلاح حيسو عن لقبه بداعي الاصابة. ويشارك في النهائي المغربيان محمد سعيد الوردي ومحمد امين. ويأمل السعودي هادي صوعان في تطويق عنقه بالذهبية بعدما حاز فضية دورة سيدني في سباق 400م حواجز بفارق ضئيل جداً عن الاميركي انجلو تايلور. وقد زال حاجز مهم من امام صوعان لتحقيق هدفه عندما استبعد تايلور في الدور نصف النهائي وبات الطريق ممهداً أمامه لينتزع المركز الاول ويمنح السعودية اول ذهبية لها في بطولة العالم. بيدَ ان المهمة لن تكون سهلة بوجود الايطالي فابريستيو موري حامل اللقب وفيليكس سانشيز من جمهورية الدومينيكان. وقد بلغ صوعان النهائي بتسجيل 48.64 ثانية وحل ثانياً في مجموعته خلف موري. وبدا صوعان واثقاً من قدرته على تحقيق نتيجة رائعة في النهائي وقال: "عندما ضمنت بلوغي النهائي في الامتار الاخيرة من السباق خففت من سرعتي لأنني اريد ادخار جهودي للنهائي اليوم. وأوضح "على رغم خروج تايلور فإن جميع الذين سيخوضون النهائي مرشحون للفوز، وأذكر بأن تايلور نفسه كان في الحارة الاولى عندما توج بطلاً اولمبياً". وسجل صوعان في لقاءاته الاخيرة في اوروبا 49.33 ثانية في براغ، و91،48ث في ميلانو، و49.04ث في لندن. وتعززت آماله في احراز المركز الاول بعد انسحاب الفرنسي ستيفان دياغانا حامل اللقب عام 1997 والذي كان استعاد مستواه السابق خلال الموسم الحالي. وعلى رغم فشلها في احراز احد المراكز الثلاثة الاولى في اشبيلية وحصولها على الفضية في سيدني، فان الروسية تاتيانا ليبيديفا مرشحة قوية لاحراز ذهبية الوثبة الثلاثية لانها سجلت أفضل سبعة أرقام هذا العام. وستحاول الثأر لخسارتها امام البلغارية تيريزا مارينوفا علماً ان الأخيرة توجت أيضاً بطلة للعالم داخل قاعة في آذار مارس الماضي في لشبونة. سيدة الحواجز وكان افتتح المغرب رصيد العرب من الميداليات في اليوم السادس من البطولة من طريق ممثليه نزهة بدوان التي توجت بطلة لسباق 400م حواجز مسجلة 34،53 ثانية وهو أفضل رقم هذا العام، وعلي الزين الذي حل ثانياً في سباق 3 آلاف متر موانع مسجلاً 21،16،8د، في حين خيب الجزائري عبدالرحمن حماد الآمال المعقودة عليه عندما فشل في تخطي ارتفاع 25،2 في مسابقة الوثب العالي، واكتفى بالمركز العاشر. ورفع المغرب رصيده في بطولات العالم الى 6 ذهبيات و5 فضيات و5 برونزيات، والعدد مرشح للصعود لأن هشام الكروج مرشح فوق العادة لاحراز المركز الأول في سباق 1500م. واستهلت بدوان السباق بحذر خلافاً للكوبية دايمي بيرنيا حاملة اللقب التي انطلقت كالسهم، بيد ان الكلمة الأخيرة كانت للبطلة المغربية بفضل سرعتها النهائية فحققت فوزاً سهلاً وثأرت بالتالي لخسارتها المشكوك فيها قبل سنتين أمام بيرنيا بالذات. واستعادت بدوان حاملة الرقمين العربي والأفريقي 97،52ث بالتالي لقبها الذي أحرزته في اثينا عام 1997، علماً انها حلت ثانية في اشبيلية قبل عامين وثالثة في سيدني. وقالت: "كنت أريد ان أبرهن انني بطلة العالم عن جدارة لأن اللقب سرق مني في اشبيلية قبل عامين". وقد احتكم في نهائي اشبيلية الى الصورة النهائية "فوتو فينيش" لتحديد الفائزة وكانت الكوبية دامي بيرنيا وبفارق 01.1 جزء في الثانية. وتابعت بدوان "نفذت تعليمات مدربي بالانطلاق بسرعة عادية ثم بأقصى سرعة في نهاية السباق وكان هذا مفتاح فوزي بالذهبية". وأضافت "منذ سنتين وأنا أخطط لاستعادة لقبي وبذلت جهوداً مضنية لتحقيق هدفي". وأوضحت "لن أدافع عن لقبي في بطولة العالم المقبلة في باريس عام 2003 بيد انني أسعى الى المشاركة في الألعاب الأولمبية عام 2004 في أثينا". يذكر ان بدوان هي العداءة الوحيدة التي توجت بطلة مرتين لسباق 400م حواجز منذ انطلاق بطولة العالم عام 1983 في هلسنكي. كما انها هي احدى ثلاث رياضيات عربيات فقط أحرزن الذهب العالمي، وسبقتها الى هذا الانجاز الجزائرية حسيبة بولمرقة 1500م عامي 1991 و1995 والسورية غادة شعاع السباعية عام 1995. أما الرابعة وهي مواطنتها زهرة واعزيز فأحرزت برونزية وفضية سباق 5 آلاف متر في غوتبورغ 1995 واشبيلية 1999 على التوالي. كسر الاحتكار ولا يقل انجاز علي الزين مواطن بدوان أهمية لأنه كسر احتكار الكينيين للمركزين الأول والثاني في 3 آلاف متر موانع والذي استمر منذ عام 1991، عندما انتزع فضية السباق. وسبق له ان أحرز البرونزية في بطولة العالم الأخيرة وفي سيدني أيضاً. وقال الزين: "ما حققته هو قمة انجازاتي الرياضية. لطالما كان سباق 3 آلاف متر موانع اختصاصاًً كينياً وما فعلت هو شبه معجزة". وأضاف "هدفي المقبل هو المثابرة على التمارين بغية احراز الذهبية الأولمبية في أثينا عام 2004". وأوضح "كنت مريضاً بعض الشيء في نصف النهائي، لكن الأمور تحسنت في النهائي". وشهد اليوم السادس انجازاً أفريقياً آخر تمثل في نجاح الكيني تشارلز كاماتي في وضع حد لسيطرة الاثيوبي الشهير هايله جبريسيلاسي على اللقب العالمي في سباق 10 آلاف متر عندما انتزع المركز الأول مسجلاً 25،53،27 دقيقة. وحل ثانياً الأثيوبي عاصفة ميزغيبو 97،53،27د وثالثاً جبريسيلاي 41،54،27د. وكان جبريسيلاسي، حامل الرقم القياسي العالمي لسباقي 5 آلاف متر و10 آلاف متر، أحرز اللقب العالمي في المرات الأربع السابقة. رجل التاريخ ودخل الالماني لارس ريدل التاريخ من بابه العريض عندما أحرز لقبه العالمي الخامس في مسابقة رمي القرص مسجلاً 72،69م، وكان حلّ ثالثاً في اشبيلية 1999. كما انه توج بطلاً لدورة اتلانتا الأولمبية 1996. ونجح ريدل 34 عاماً في تحقيق رقمه الفائز في محاولته الخامسة بفارق 32 سنتم عن اليكنا الذي تفوق عليه في سيدني. وسيطر ريدل 99،1م و110كلغ الذي يملك متجراً لبيع آلات الكومبيوتر سيطرة شبه كاملة على مسابقة رمي القرص في التسعينات، ويعتبر من أشهر الرماة في التاريخ الى جانب الأميركي الشهير آل اورتر الذي أحرز أربع ذهبيات اولمبية من 1956 الى 1968. وأحرزت المانيا ذهبية أخرى من طريق مارتن بوس في مسابقة الوثب العالي بعدما سجل أفضل رقم عالمي هذا الموسم ومقداره 36،2م. وهو أول لقب كبير لبوس 25 عاماً يحققه بعد البرونزية في اشبيلية قبل عامين. واكتفى حامل الرقم القياسي العالمي الكوبي خافيير سوتومايور بالمركز الرابع بفارق المحاولات علماً أنه أحرز اللقب مرتين عامي 1993 و1997. تأكيد على صعيد آخر، أكدت العداءة الرومانية غابرييلا شابو التي أحرزت ذهبية سباق 1500م انها ستشارك في سباق ال5 آلاف متر، وتراجعت بالتالي عن تهديدها بالانسحاب في حال مشاركة الروسية اولغا يغوروفا. وقالت شابو: "تكلمت مع مدير اعمالي بعد احراز ذهبية ال1500م واتفقنا انه من الأفضل المشاركة". وأضافت: "سأركض من أجل أنصاري الذين ألحوا عليّ للمشاركة وكنت سأتخذ القرار ذاته حتى ولو خسرت سباق 1500م". وختمت "أريد ان أركض أيضاً لأؤكد بأنني لست خائفة من يغوروفا"، وكانت شابو هددت بالانسحاب من سباق 5 آلاف متر في حال سمح للروسية يغوروفا بالمشاركة بعدما ثبت تناول الأخيرة منشطات من مادة "ايبو" المحظورة، بيد ان الاتحاد الدولي رفع عقوبة الايقاف عن الأخيرة. وكانت يغوروفا تغلبت على شابو مرتين هذا العام في روما وأوسلو، علماً أن الأخيرة تحمل لقب بطلة العالم في هذه المسافة عامي 1997 و1999.