تصدرت الولاياتالمتحدة الترتيب الموقت لجدول ميداليات بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى التي تجرى في مدينة ادمونتون الكندية، وذلك في ختام اليوم الثالث من المنافسات، وبات رصيدها ذهبيتين فضيتين وبرونزيتين، وتقدمت روسيا بفارق فضية واحدة، بينما دخلت "نادي الذهب" بيلاروسيا وبولندا. وكان اليوم الثالث يوم "المحركات البشرية" المتمثلة بعدّائي ال100م، والذي لم يخرج عن نطاق "النفاثة" موريس غرين، علماً ان السباق جاء ممهوراً بعبارة "صنع في أميركا". وتأهل السعودي حمدان البيشي بطل العالم للشباب الى نهائي سباق ال400م، كما استهلت المغربية نزهة بدوان حملة استعادة لقب ال400م حواجز بفوز سهل في التصفيات، وتفوق الجزائري عبدالرحمن حماد في تصفيات الوثب العالي، ويشهد اليوم الخامس من البطولة سبعة نهائيات ابرزها ال800م والعشارية للرجال وال1500م وال400م للسيدات. ادمونتون كندا - أ ف ب - تشهد مسابقة العشارية ضمن بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى في ادمونتون منافسة محتدمة بين التشيخيين رومان سبيرل صاحب الرقم القياسي العالمي وتوماس دفوراك حامل اللقب والاستوني اركي نول بطل دورة سيدني الاولمبية. وبات سبيرل اول رياضي يتخطى حاجز ال9 آلاف نقطة في لقاء غوتسيش النمسوي في ايار مايو الماضي حين سجل 9026 نقطة وهو الحلم الذي راود ابرز ابطال هذه اللعبة، وفي مقدمهم البريطاني دالي طومسون في الثمانينات ثم الاميركي دان اوبرين في التسعينات من دون ان يتمكنا من تحقيقه. وسيركز سبريل جهوده حالياً لانتزاع اول لقب عالمي له، بيدَ ان مهمته لن تكون سهلة، خصوصاً ان منافسيه دفوراك ونول يملكان خبرة اكبر في المحافل الدولية. وكان نول احرز اول ميدالية لبلاده عندما توج بطلا للمسابقة في سيدني بفارق 35 نقطة عن سبيرل بالذات، علماً ان الاول استبعد بعد ارتكابه ثلاثة اخطاء في رمي القرص قبل ان ينجح في استئناف القرار ويطوق عنقه بالذهب. اما دفوراك فعانى اصابة في عضلات البطن وحل في المركز السادس، بيدَ انه يسعى الى احراز لقبه العالمي الثالث ليحذو حذو الاميركي اوبراين الفائز باللقب اعوام 1991 و1995 و1997. وفي سباق 800م سيكون السويسري اندريه بوشر مرشحاً قوياً لاحراز الذهبية وهو الذي لم يخسر منذ مطلع العام الجاري، والفرصة مواتية امامه خصوصاً بعد انسحاب حامل الرقم القياسي العالمي الكيني الاصل الدنماركي الجنسية ويلسون كيبكيتير بسبب الاصابة، وبطل العالم داخل قاعة الروسي يوري بورزاكفسكي. وسيكون البطل الاولمبي الالماني نيلز شومان من اقوى المنافسين لبوشر على رغم انه لم يخض سباقات كثيرة هذا الموسم. ومنيت آمال الألمانية المخضرمة هايكه دريشلر 36 عاماً باحراز لقبها الثالث على الصعيد العالمي بعد 18 عاماً على تتويجها بطلة للعالم في البطولة الاولى التي اجريت في هلسنكي وكانت في الثامنة عشرة من عمرها بضربة قوية عندما اضطرت الى الانسحاب بداعي الاصابة في ساقها خلال التصفيات. وسبق لها ان توجت ايضاً بطلة للعالم في البطولة الرابعة التي اجريت في شتوتغارت بين جمهورها. كما انها احرزت الذهب الاولمبي في سيدني العام الماضي. بيد انها فشلت في تخطي 8 امتار هذا العام علماً ان ثماني رياضيات نجحن في ذلك هذا الموسم. وتتصدر الروسية تاتيانا كوتوفا ترتيب الرياضيات في هذه المسابقة بعد ان سجلت افضل ثلاثة ارقام هذا الموسم واحرزت فضية بطولة العالم داخل قاعة. وفي سباق 400 م سيكون الصراع مفتوحاً على مصراعيه في غياب الاسترالية كاتي فريمان. ولن تشارك ايضاً الأميركية لاتاشا ريتشاردسون والبريطانية كاترين ميري بداعي الاصابة. وتبدو الالمانية غرين بروير اقوى المرشحات للفوز بالذهبية الى جانب الروسية الصاعدة اوليسيا زيكينا والجاماكية ساندي ريتشاردز. ولن تدافع الروسية سفتلانا ماستركوفا عن لقبها في سباق 1500م. وبالتالي فإن الرومانية فيوليتا تشيكيلي تبدو الاقرب الى الفوز وتعويض خيبة الامل في سيدني عندما حلت ثانية وراء الجزائرية نورية مراح بنيدة التي فضلت الانسحاب قبل خوضها الدور نصف النهائي لاصابة في ربلة الساق. وستواجه تشيكيلي منافسة قوية من مواطنتها غابرييلا تشابو التي سجلت افضل رقم في تصفيات نصف النهائي 40،07،4 دقائق مقابل 30،10،4د لتشيكيلي. ومن المتوقع ان يشهد سباق 10 آلاف م سيطرة اثيوبية عن طريق البطلة الاولمبية ديرارتو تولو وحاملة اللقب مواطنتها غيتي وامي. اما الخطر الوحيد فيأتي من البريطانية العملاقة باولا رادكليف. وتشارك في السباق المغربية اسماء لغزاوي. وفي غياب الرومانية ميهايلا ميلينت الموقوفة لتناولها منشطات والتي سيطرت على مسابقة رمي المطرقة، تتنافس الروسية اولغا كوزنكوفا التي سجلت افضل خمسة ارقام هذا الموسم، والمجرية كاتالين ديفوس والاميركية دون ايليربي، وحاملة ذهبية اولمبياد سيدني البولندية الناشئة كاميليا سكوليموفسكا. ويبدأ السعودي هادي صوعان، حامل فضية سيدني، مشواره في البطولة بخوضه تصفيات 400م حواجز الى جانب السوريين هاني مرهج زهرالدين نجم والمغربي مصطفى اسداد. ويشارك السعودي سالم مبارك اليامي والعماني حمود عبدالله الدلهمي في تصفيات سباق 200م، والقطري مبارك مبارك والاماراتي عمر الرواحي في تصفيات 110م حواجز. "النفاثة" غرين أثبت العداء الاميركي موريس غرين من دون ادنى شك انه أسرع عداء في العالم في السنوات الاربع الاخيرة بعدما توج بذهبية سباق 100م مسجلاً 82،9 ثوان، وتقدم على مواطنيه تيم مونتغومري 85،9ث وبرنارد وليامس 9،94ث. وسبق للعدائين الاميركيين ان احتلوا المراكز الثلاثة الاولى مرتين في بطولة العالم في هذا السباق الذي يطلق عليه تسمية "صنع في اميركا" وكان ذلك عامي 1983 و1991. واللقب هو الثالث لغرين على التوالي فعادل انجاز مواطنه الشهير كارل لويس اعوام 1983 و1987 و1991. كما انه افضل رقم في العالم هذه السنة ايضاً، علماً ان الرقم السابق ومقداره 84،9ث كان في حوزة مونتغومري سجله في لقاء اوسلو الشهر الماضي. وبدت العصبية واضحة على العدائين الثمانية قبل اشارة الانطلاق فارتكبوا ثلاث مخالفات كان ابطالها كيم كولينز من جزر سان كيتس ثم الترينيدادي اتو بولدون فالاميركي تيم مونتغومري. وكان السباق سريعاً لأن خمسة عدائين نجحوا في النزول تحت حاجز ال10 ثوان، وهم إضافة الى الثلاثة الاوائل، الترينيدادي اتو بولدون 98،9 ثوان والبريطاني دوين تشايمبرز 99،9ث. وهي المرة الثامنة التي ينزل فيها غرين تحت حاجز ال10 ثوان هذا العام، وال39 منذ بداية مسيرته. ونجح في تحقيق انطلاقة سريعة واستمر في المقدمة حتى النهاية. وبعدما اجتاز الخط راح يعرج بسبب اصابة في ركبته، وبعد الفوز قرر الانسحاب من سباق 200م. ولم يعرف ما اذا كان سيشارك في سباق التتابع 4 مرات 100م. ايضاً. وقال غرين: "شعرت بألم في ساقي اليسرى في نهاية السباق وسأخضع لفحص طبي وآمل ان يكون كل شيء على ما يرام لكي اخوض سباق التتابع". وأضاف: "لا اشعر بالاسف لعدم تحطيمي الرقم القياسي العالمي بل انا سعيد لاحراز الذهبية". وتابع: "كنت ادرك جيداً ان السباق سيكون صعباً. وهذا ما حصل بالفعل لكنني لم اكن في وارد القاء السلاح والاستسلام بسهولة". ووجه تحذيراً الى الذين يتطلعون لخلعه عن عرش اسرع عداء قائلاً: "عليهم ان يقضوا علي كي يتمكنوا من خلافتي". اما مونتغومري فقال: "غرين بطل رائع وقد صمدت امامه حتى النهاية ولم اتأثر ابداً بالانطلاق الخاطئ الذي ارتكبته". وبالنسبة الى وليامس الذي حل ثالثاً، قال: "انا سعيد للغاية وبذلت جهوداً كبيراً لاحراز البرونزية لأنني امثل مستقبل سباقات السرعة". في المقابل، أعلن البطل الاولمبي والعالمي وحامل الرقم القياسي السابق الكندي دونوفان بايلي اعتزاله نهائياً بعد فشله في بلوغ النهائي. وحلّ بايلي، الذي عانى اصابات متكررة في السنوات الاخيرة، سابعاً في تصفيات المجموعة الأولى. وقال انه اتخذ قرار الاعتزال منذ فترة "بغض النظر عن النتيجة التي احققها في بطولة العالم". وأضاف: "طبعاً كنت امنّي النفس باحراز الذهبية بيد انني سعيد بإنهاء مسيرتي امام جمهوري". وطاف بايلي في ارجاء الملعب وسط تصفيق حاد من الجمهور المحلي وقد اغرورقت عيناه بالدموع. يذكر ان العدّاء الكندي الآخر الذي خاض نصف نهائي سباق 100م بروني سورين فشل ايضاً في بلوغ النهائي لاصابته في منتصف السباق. اقوى امرأة وأحرزت الروسية يلينا بروخوروفا ذهبية مسابقة السباعية مسجلة 6694 نقطة. وحلّت ثانية البيلاروسية ناتاليا سازانوفيتش 6539 وثالثة الاميركية شيليا باريل 6472. وسبق لبروخوروفا ان احرزت فضية دورة سيدني ايضاً، في حين حازت سازانوفيتش البرونزية. وقالت بروخوروفا: "كنت اتطلع الى احراز ميدالية لكنني لم اتوقع الذهبية صراحة، إنما ايقنت أنني سأتوّج بطلة بعد نتيجتي الرائعة في مسابقة الوثب العالي بالزانة، ولم يكن عليّ ان ابذل جهوداً كبيرة في السباق الاخير لمسافة 800م". واعترفت بأن مهمتها اصبحت اكثر سهولة بعد انسحاب البريطانية دينيز لويس والفرنسية اونيس باربر. الحديد وفاز البولندي تشايمون زيولكوفسكي بذهبية مسابقة رمي المطرقة مسجلا 38،38 متراً. وحل ثانياً الياباني كوجي موروفوشي 61،82م وثالثاً الروسي ايليا كونوفالوف 27،80م. وكانت المنافسة شيقة بين زيولكوفسكي بطل سيدني وموروفوشي صاحب افضل رقم هذا العام 47،83م. واستهل البولندي محاولته الاولى مسجلاً 88.81م، ورد له الياباني التحية مسجلاً 95،81م، بيد ان الكلمة الاخيرة كانت لزيولكوفسكي الذي حقق رمية الفوز في محاولته الخامسة. وسبق لزيولكوفسكي ان توج بطلاً لأوروبا، وحافظ على مستوى ثابت منذ نحو سنتين ونجح في تخطي حاجز ال80 متراً 12 مرة هذا العام. يذكر ان حامل اللقب الالماني كارستن كوبس اضطر الى الانسحاب في التصفيات بداعي الاصابة. وأحرزت البيلاروسية الأولمبية يانينا كورولتشيك ذهبية الكرة الحديد مسجلة 61.20م. وحلت ثانية الالمانية نادين كلاينرت شميت 86،19م وثالثة الاوكرانية فيتا بافليتش 41،19م. وهي المشاركة الثالثة لكورولتشيك في بطولة العالم وكانت فشلت في بلوغ النهائي عام 1997، وحلت رابعة قبل عامين. وقالت: "انا متعبة بيد انني سعيدة بتحطيمي رقمي الشخصي والرقم المحلي". اما الالمانية العملاقة استريد كومبرنوس ففشلت فشلاً ذريعاً وحلت سادسة، وفشلت بالتالي في تحقيق لقبها الرابع على التوالي وهو انجاز لم يحققه من قبلها سوى الاوكراني سيرغي بوبكا 6 مرات والألماني لارس ريدل 5 مرات والاثيوبي هايله جبريسيلاسي 4 مرات. حماد "الطائر" وبلغ الجزائري عبدالرحمن حماد حامل برونزية سيدني نهائي مسابقة الوثب العالي بتسجيله 27،2م في التصفيات. ويشارك في النهائي 12 رياضياً سجل 11 منهم 27،2م في التصفيات، اما الآخر فسجل 25،2. وكان حماد حامل الرقم القياسي العربي والافريقي ومقداره 34،2م سجله في بطولة افريقيا في الجزائر في تموز يوليو 2000، حل ثالثاً في سيدني مسجلاً 32،2م وسط جو ماطر بفارق المحاولات عن الكوبي الشهير خافيير سوتومايور و3 سنتم عن الروسي سيرغي كليوجين الذي توّج بطلاً. وقال حماد: "واجهت بعض الصعوبة لأن التصفيات اجريت للمرة الأولى في الصباح فاضطررت الى الاستيقاظ في الساعة السادسة ما اثّر بعض الشيء في ادائي". وأضاف: "اعتقد ان الهدف الاساس بالنسبة اليّ هو بلوغ النهائي الذي تبقى فيه المنافسة مفتوحة على الاحتمالات كلها، كما يوضح ذلك التأهل الصعب للبطل الاولمبي سيرغي كليوجين وخروج صاحب افضل رقم عالمي هذا العام الروسي سوكولوفسكي".
