لم يكن سباق 100 م للرجال مفتوحا على كل الاحتمالات كما هي الحال اليوم الاثنين في بطولة العالم التاسعة لالعاب القوى المقامة حاليا في باريس ما يزيد من الاثارة والتشويق اللذين يرافقانه عادة. وعلى الرغم من انه لا يدوم اكثر من عشر ثوان، فان سباق 100 م يحمل في طياته الكثير من الاثارة واللحظات الدراماتيكية كما ان الفائز به يتوج اسرع عداء في العالم. والحال لن تكون مختلفة مساء اليوم عندما سيحبس نحو 75 الف متفرج انفاسهم لعشر ثوان على ملعب استاد فرنسا في سان دوني قبل ان يعلن الفائز الذي سيكون حديث الصحف والشبكات العالمية في اليوم التالي وحامل اللقب لسنتين على الاقل. وسيطر العداؤون الامريكيون على هذا السباق على الصعيدين الاولمبي والعالمي حتى استحق لقب صنع في امريكا، ففي الالعاب الاولمبية مثلا حصدوا 15 ذهبية من اصل 23 ممكنة ووصلوا الى المركزين الاول والثاني سبع مرات، والى المراكز الثلاثة الاولى مرتين. اما في بطولة العالم فاحرزوا ستة القاب من اصل ثمانية واحتكروا المراكز الثلاثة الاولى تماما اعوام 83 و91 و2001. وسيحاول الامريكي موريس غرين ان يدخل التاريخ من بابه الواسع اذا نجح في احراز لقبه الرابع على التوالي وهو انجاز غير مسبوق في سباق 100 م على صعيد بطولة العالم او الالعاب الاولمبية علما بانه يتقاسم الرقم القياسي في عدد الالقاب مع مواطنه الاسطورة كارل لويس الذي نال هذا الشرف اعوام 1983 و87 و91.كما ان قلة من الرياضيين احرزوا اربعة القاب في مختلف السباقات او المسابقات وهم الاوكراني سيرغي بوبكا (6 مرات في القفز بالزانة) والالماني لارس ريدل (5 مرات في رمي القرص) والكوبي ايفان بدروزو (4 مرات في الوثب الطويل) والاثيوبي هايله جبريسيلاسي (4 مرات 10 الاف م). واحكم غرين سيطرته على سباق 100 م منذ ان توج بطلا للعالم عام 1997 في اثينا، لكن بعد فوزه بلقبه العالمي الاخير في ادمونتون تراجع مستواه كثيرا، فحقق نتائج متذبذبة العام الماضي، ولم تتحسن الامور هذا الموسم اذ نجح في الفوز في سباق وحيد في الاول من يونيو لكنه سجل ثاني افضل توقيت هذا الموسم (94ر9 ث)، في حين فشل حتى في احتلال المراكز الثلاثة الاولى في اكثر من لقاء ضمن الجائزة الكبرى ما رسم علامة استفهام كبيرة حول قدرته على الاحتفاظ بلقبه. ولا يعير غرين اهتماما كبيرا لنتائجه المخيبة هذا الموسم ويقول: لا اهتم بما حققته من نتائج هذا الموسم، فكل عام لدي خطة وحتى الان نجحت كل مرة، المهم ان اكون جاهزا يوم السباق وانتزاع الذهبية، الان المركز الثاني لا يعني شيئا بالنسبة الي. في المقابل يبدو ان الرقم القياسي العالمي الذي حققه مواطنه تيم مونتغومري زاد الضغوطات عليه وهذا ما يفسر نتائجه المخيبة في الاونة الاخيرة حتى انه فشل في بلوغ السباق النهائي في لقاء لندن الدولي كما حل سادسا في لقاء ستوكهولم مؤخرا. وبدأت الحرب الكلامية بين العدائين على هامش انطلاق التجارب الامريكية المؤهلة في يونيو الماضي عندما فوجىء الجميع بمونتغومري يسأل غرين في احد المؤتمرات الصحافية: هل تنوي استعادة الرقم القياسي العالمي مني، وجاء رد غرين سريعا : ساستعيده في وقت قريب جدا. وكان مونتغومري حطم الرقم القياسي السابق المسجل باسم غرين بالذات ومقداره 79ر9 ثانية عندما سجل 78ر9 ثاني في نهائي الجائزة الكبرى في باريس في سبتمبر الماضي. ولم يتواجه العداءان في التجارب الامريكية في سباق 100 م اذ ارتأى غرين عدم خوضه لان مقعده مضمون كونه حامل اللقب في النسخة الاخيرة للبطولة التي اقيمت في ادومنتون (كندا) عام 2001. اما البريطاني دوين تشامبرز فقد يكون فلتة شوط بعد نتائجه الرائعة في الاونة الاخيرة لكن ذلك مرتبط بقدرته على التحكم باعصابه ورباطة جأشه في الاوقات الحاسمة. واعرب تشامبرز عن سعادته لكونه غير مرشح لاحراز اللقب وقال هذا الامر يزيل الضغوط عن كاهلي. وتوزع اليوم اربع ذهبيات اخرى في مسابقات الوثبة الثلاثية (رجال) والوثب العالي (رجال) ورمي القرص (سيدات) والقفز بالزانة (سيدات) وفي الوثبة الثلاثية يأمل البريطاني المخضرم جوناثان ادواردز (37 عاما) حامل الرقم القياسي في توديع الملاعب باحراز لقبه العالمي الثالث لكن مهمته صعبة لسببين اولهما ان منافسه السويدي كريستيان اولسون تفوق عليه في اللقاءات الاخيرة بينهما، كما ان ادواردز يعاني اصابة في كاحله كادت تمنعه من المشاركة في هذه البطولة. وكان ادواردز اعلن يوم الجمعة الماضي انه سيعتزل بعد بطولة العالم الحالية ويأمل ان يكون الختام مسكا. وقال ادواردز: لم اشعر باوجاع قوية خلال التصفيات وامل ان تكون الامور على ما يرام في النهائي اليوم. واضاف : اذا نجحت في تكرار محاولتي الاولى في التصفيات عندما تخطيت حاجز ال18 مترا فان باستطاعتي انهاء مسيرتي في القمة. مونتغومري