تترافق منافسات اليوم الثالث من بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى التي تجرى في مدينة ادمونتون الكندية مع شحنات من الحماسة يولدها السباق النهائي لل100م للرجال بالدرجة الأولى، والذي يجمع نخبة "المحركات البشرية" وفي مقدمها الأميركي موريس غرين. وإذ توزع اليوم اربع ميداليات، حيث ستجرى نهائيات رمي المطرقة للرجال ورمي الكرة الحديد والمسابقة السباعية للسيدات، فضلاً عن ال100م للرجال. كما ستعرف تصفيات عدة جانباً من الاثارة، ومنها سباق ال100م للسيدات، وتدخل المشاركة العربية من الباب الواسع، وفي ثلاثة من سباقاتها الميداليات مؤكدة لأبطالنا وبطلاتنا او الأمل كبير بتحقيقها، فالمغربية نزهة بدوان طامحة لاستعادة لقبها ال400م حواجز، والجزائرية نورية مراح بنيدة تتطلع الى لقب عالمي بعد لقبها الأولمبي، ومواطنها عبدالرحمن حماد يمنّي النفس بتتويج عالمي بعد حلوله ثالثاً في الوثب العالي في سيدني. أما اثيوبيا فقد حصدت الذهبية الأولى في البطولة بفضل عداء الماراثون غيزانيي ابيرا. ادمونتون كندا - أ ف ب - سيحبس نحو 60 الف متفرج انفاسهم لنحو عشر ثوان في بطولة العالم الثامنة لالعاب القوى في ادمونتون اليوم عندما يخوض ثمانية عدائين سباق 100م الذي يتوج صاحبه اسرع عداء في العالم ويصبح حديث الصحف والشبكات العالمية في اليوم التالي وحامل اللقب لسنتين على الاقل. ويحمل السباق، وهو الاشهر في الالعاب الاولمبية وبطولات العالم، في طياته الكثير من الاثارة واللحظات الدراماتيكية والحال لن تكون مختلفة مساء اليوم. وسيطر العداؤون الاميركيون على هذا السباق على الصعيدين الاولمبي والعالمي حتى استحق لقب "صنع في اميركا". ففي الالعاب الاولمبية مثلاً حصدوا 15 ذهبية من اصل 22 ممكنة. اما في بطولة العالم فاحرزوا خمسة ألقاب من اصل سبعة وسيطروا على المراكز الثلاثة الاولى تماماً عامي 1983 و1991. ويعتبر الاميركي موريس غرين السيد المطلق لهذا السباق في السنوات الاربع الاخيرة، فهو توج بطلاً للعالم عامي 1997 في اثينا، و1999 في اشبيلية، واحرز ذهبية دورة سيدني الأولمبية العام الماضي، إضافة الى كونه يحمل الرقم القياسي العالمي ومقداره 79،9 ثوان سجله في لقاء اثينا الدولي في 16 حزيران يوينو عام 1999. بيدَ ان غرين يعاني من اصابة في ركبته وهو سينتظر ان يخوض سباق 100م ليقرر بعده ما اذا كان سيخوض سباق 200م الذي يحمل لقبه أيضاً. ونجح غرين في النزول تحت حاجز ال10 ثوانٍ ست مرات هذا الموسم وللمرة ال37 منذ ان بدأ مسيرته المظفرة، وهو يقول: "انا بطل العالم منذ عام 1997 وأريد ان اغادر ادمونتون وفي جعبتي لقب ثالث". وأضاف في رد عن مدى تأثير اصابته على حظوظه في احراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي وتكرار انجاز مواطنه الشهير كارل لويس "اذا كنت موجوداً لأخذ اشارة الانطلاق في النهائي فأنا قادر على الفوز"، مشيراً الى انه يشعر بالاوجاع لدى الانطلاق وفي نهاية السباق. وأغلب الظن ان الخطر سيأتي من مواطنه تيم مونتغومري الذي سجل افضل رقم هذا العام وثاني افضل رقم في التاريخ في لقاء اوسلو الشهر الماضي ومقداره 84،9 ثوانٍ، علماً انه احرز المركز الاول في التجارب الاميركية ايضاً في غياب غرين الذي يشارك تلقائياً بصفته حاملاً للقب. ويخوض مونتغومري 25 عاماً افضل موسم له وقد احرز فضية السباق في بطولة العالم داخل قاعة في لشبونة في اذار مارس الماضي. وتنبأ مونتغومري بالفوز بالسباق بزمن 75،9 ثوانٍ وانتزاع اللقب العالمي والرقم القياسي العالمي 79،9ث من مواطنه غرين، وقال: "بدنياً ومعنوياً اشعر بأني قادر على قطع المسافة ب75،9ث. انه تكهني في ادمونتون اذا كانت كل الظروف مواتية ولم يتعرض غرين لمشاكل بدنية وكان بولدون الترينيدادي اتو في مستواه العالي". سئمت المركز الثاني ولا يمكن استبعاد بولدون من تحقيق المفاجأة، وهو ظهر الى الاضواء عندما احرز الثنائية 100 و200م في بطولة العالم للشباب، كما كان اصغر عداء ينال ميدالية في بطولة العالم عندما حل ثالثاً في غوتبورغ 1995. ويعيش بولدون في الولاياتالمتحدة منذ 1988، ويريد ان يخرج من ظل غرين صديقه وزميله في التمارين ويقول في هذا الصدد: "يعتبر غرين من افضل العدائين الذي مروا في التاريخ ان لم يكن افضلهم على الاطلاق وأشعر بالتحدي دائماً عندما اواجهه لكن ذلك لا يعني انه لا يقهر وأمل ان أحرز الذهبية لأنني سئمت المركز الثاني". ويشارك من العرب في التصفيات السعودي جمال الصفار واللبناني زكريا مسيكه. وفي مسابقة رمي المطرقة، سيجد الالماني كارستن كوبس صعوبة كبيرة في المحافظة على لقبه ذلك لأنه فشل في تخطي 80 متراً هذا الموسم. اما صاحب افضل رقم هذا العام فهو الياباني كوجي موروفوشي صاحب ذهبية دورة الألعاب الآسيوية الاخيرة في بانكوك عام 1998 وسجل 47،83 متراً في لقاء طوكيو في 14 تموز يوليو الماضي. ويبدو البولندي تشيمون زيولغوفسكي بطل دورة سيدني الاكثر ثباتاً في المستوى منذ مطلع العام الحالي لانه نجح في تسجيل اكثر من 80 متراً في 11 لقاء شارك فيها. وفي السباعية، باتت الطريق ممهدة أمام حاملة اللقب الفرنسية اونيس باربر بعد انسحاب البطلة الأولمبية وثانية اشبيلية 1999، البريطانية دينيز لويس بسبب آلام معوية. وكانت باربر انسحبت في سيدني بداعي الاصابة، وتبدو قادرة الآن على الاحتفاظ بلقبها بعدما سجلت 67736 نقطة في لقاء غوتسيش النمسوي في ايار مايو الماضي. ويشرف على تدريبها الاميركي بوب كيرسي الذي خرّج الكثير من الابطال والبطلات ابرزهم زوجته جاكي جوينر. وفي رمي الكرة الحديد من الصعب التغلب على الالمانية العملاقة استريد كومبرنوس حاملة اللقب وبطلة سيدني، وهي تسعى الى تحقيق لقبها الرابع على التوالي وهو انجاز لم يحققه من قبلها سوى الاوكراني سيرغي بوبكا ست مرات والالماني لارس ريدل 5 مرات والاثيوبي هايله جبريسيلاسي اربع مرات. وتنطلق اليوم تصفيات سباق 100م سيدات بقيادة العداءة الاميركية الشهيرة ماريون جونز، ولن تجد صعوبة كبيرة لتخطي الدورين الاول والثاني، وبالتالي ستكون حاضرة في نصف النهائي والنهائي غداً. وتأمل جونز، حاملة 5 ميداليات في سيدني في احراز لقبها العالمي الثالث على التوالي وهو ما فشلت في تحقيقه اي عداءة في السابق. عربياً، يخوض السعودي حمدان البيشي والتونسي سفيان لعبيدي والجزائري مالك لواحله والكويتي مشعل سعد الحربي والمصري امين جمعة تصفيات 400م، فيما يشارك المغربي خالد تغزوين والجزائري آدم حسيني في تصفيات سباق 800م، والمغربي سعيد البريوي في تصفيات سباق 10 آلاف متر. ويبدأ الجزائري عبدالرحمن حماد مشوار البحث عن احدى الميداليات العالمية اليوم عندما يخوض تصفيات الوثب العالي، بعدما بات اول رياضي افريقي وعربي يحرز ميدالية في هذا الاختصاص في الدورات الاولمبية، عندما نال برونزية المسابقة في سيدني مسجلاً 32،2م بفارق المحاولات خلف الكوبي خافيير سوتومايور والروسي سيرغي كليوجين. ولن تكون مهمة حماد سهلة خصوصاً بوجود ابطال ذوي خبرة في مقدمهم حامل الرقم القياسي العالمي سوتومايور، وحامل اللقب العالمي الروسي فياتشيسلاف فورونين، ومواطنه الأولمبي كليوجين. ولدى السيدات، تستهل المغربية نزهة بدوان حملة استعادة لقبها العالمي في سباق 400م حواجز بخوض التصفيات. ولن تجد الجزائرية نورية مراح بنيدة حاملة اللقب الاولمبي صعوبة كبيرة في حجز مكان لها في الدور نصف النهائي لسباق 1500م وبالتالي التمهيد للمنافسة على اللقب العالمي واعادة انجاز مواطنتها حسيبة بولمرقة عامي 1991 في طوكيو و1995 في غوتبورغ. عداء من ذهب في المقابل، بات الاثيوبي غيزانيي ابيرا 23 عاماً اول عداء في التاريخ يجمع ذهبيتي دورة اولمبية وبطولة العالم في الماراتون عندما انتزع المركز الاول في السباق البالغة مسافته 195،42 كلم ضمن بطولة العالم مسجلاً 42،12،2 ساعة. وجاء ثانياً الكيني سايمون بيوت 43،12،2س وثالثاً الايطالي ستيفانو بالديني بطل اوروبا 18،13،2س، في حين حل المغربي عبدالقادر المواعزيز بطل ماراثون لندن هذا العام سادساً 14،15،2س. واللقب هو العالمي الاول لأثيوبيا في الماراتون بعد برونزية كيبيدي بالشا عام 1983 في هلسنكي. اما الاميركي الجنسية المغربي الاصل خالد الخنوشي صاحب افضل رقم عالمي فاضطر الى الانسحاب بعد نحو ساعة و25 دقيقة متأثراً باصابة في ظهره عاودته في الاشهر الاخيرة مع العلم بأنه كان بين الاوائل. وهي الميدالية الذهبية الاولى في بطولة العالم التي يشارك فيها نحو 3 آلاف رياضي ورياضية سيتنافسون على 138 ميدالية من مختلف المعادن حتى 12 الجاري. وبدأ السباق بوتيرة بطيئة نسبياً ربما لأن المتسابقين تخوفوا من حرارة الطقس المرتفعة 30 درجة مئوية ومن كونهم يخوضون السباق على علو نحو 700م عن سطح البحر. وجاءت نهاية السباق مثيرة لأن بيوت دخل الى الملعب في المقدمة يتتبعه ابيرا كظله قبل ان يتمكن الاخير بفضل سرعته النهائية في التفوق على الكيني ليجتاز خط النهاية بفارق ثانية واحدة فقط. وشارك في السباق 103 عدائين بينهم ستة سبق لهم ان نزلوا تحت حاجز 07،2 ساعة في السابق. وقال الفائز: "احراز اللقب الاولمبي ثم العالمي حلم يراود كل عداء وقد نجحت في تحقيقه. انه يوم رائع لأثيوبيا ولأفريقيا". وأضاف "كنت واثقاً من الفوز خصوصاً في القسم الاخير من السباق على رغم الضغط الكيني وكنت اشعر ان منافسي بيوت بدأ يتعب في نهايته". يغوروفا أكد المتحدث باسم الاتحاد الدولي لألعاب القوى نيك ديفيس أن نتيجة الفحص المضاد المتعلق بالعداءة الروسية اولغا يغوروفا ستعرف غداً. وكانت يغوروفا التي تشارك في سباق 5 آلاف متر أوقفت حتى معرفة نتيجة الفحص المضاد بعدما ثبت الفحص الاول تناولها مادة الايبو الممنوعة على هامش لقاء فرنسا الدولي، التي احتلت فيه المركز الاول امام الرومانية غابرييلا تشابو مسجلة افضل رقم عالمي لهذا الموسم ومقداره 75،32،8 دقائق.