ترتفع نسبة اقتناء الحيوانات الأليفة عموماً في لبنان حوالى 30 في المئة في كل عام، بحسب نقيب الأطباء البيطريين منصور كساب الذي يعيد اهتمام الشباب المتزايد بتربية حيوان أليف وخصوصاً الكلب الى تعرفهم على حقيقة الحيوان ومحاسنه من خلال تجارب اصدقائهم وارتباطهم به، بعدما كان اقتناء الكلاب يعتبر مجرد تقليد للأجانب، يرفضه المجتمع اللبناني. وكي لا تقتصر هذه الظاهرة على الميسورين فقط، يعمد الأطباء البيطريون وكذلك أصحاب المزارع الى تسهيل عملية الدفع، التي تتم بالتقسيط حيث يتساوى الكلب مع أي قطعة كهربائية أو ميكانيكية ضرورية. غير ان المشكلة بالنسبة الى معين تعدت تسديد ثمن كلبه على دفعات، أو الطعم السنوي الذي لا يتجاوز الثلاثين دولاراً، لأن "العجز المادي" يصيبه عندما "يصيب كلبه أي نوع من الأمراض أو الحوادث ويجبره على دفع تكاليف استشارة الطبيب البيطري وكذلك أدوية العلاج". ينتقد معين، الذي يعمل في شركة اعلانات، أصحاب الكلاب المعروفة بأنها منزلية Chien de maison من دون ان يتوقف عن ذكر محاسن كلبه البرجيه الالماني، "ابن العائلة" والمفيد في الوقت نفسه للحراسة. فمن يقتني تلك الكلاب، يحرص على اظهار نفسه في شكل يلفت النظر فقط، و"لغايات أخرى"! ففي كثير من الأحيان، يساعد الكلب المرافق المطلّ برأسه من نافذة السيارة، أو الذي يمشي مع صاحبه على الكورنيش بين الناس على الدخول في علاقات جديدة، لا سيما مع أصحاب الكلاب الأخرى، حيث يشكل الكلب محوراً مشتركاً لحديث متبادل، لا تعرف نهايته. ويضيف: "كثيراً ما يستوقفني الشبان لسؤالي عن أصل كلبي أو كيفية عنايتي به وتأمين حاجاته". لم تكن هذه "التساؤلات" تسبب أي ازعاج لعبير قبل ان تصبح مخطوبة لأحد الشباب الذي تعرَف إليها بهذه الطريقة وبصحبة كلبته أيضاً. من جهته، يجد اسماعيل نفسه مضطراً للاستعانة بكلب صديقه عندما يرغب في لفت نظر احدى الفتيات، فبعدما تتفاجأ الفتاة بالكلب القريب منها أو تصدر صوتاً مملوءاً بالخوف، يعمد اسماعيل الى طمأنتها ومساعدتها على ملاطفة الكلب "لأنه لا يؤذي الجنس اللطيف". غير انه في المقابل لا يتمكن من اقتناء كلب خاص بسبب رفض والدته مشاركة الكلب أسرتها في الجلوس والسهرات والطعام. كما انها تهتم بالابقاء على علاقاتها مع الجيران الحريصين على موضوع الطهارة، لأن الكلب يسبب النجاسة لكل من يلمسه، مما يُوجب عليها تطبيق أحكام خاصة بالطهارة مثل غسل الأواني بالماء والتراب. يتحدث معظم الشباب عن كلابهم بشغف كبير، وكلّ يرى محاسن كلبه سواء كان أصيلاً أم غير أصيل. ففي حين يصرّ أصحاب الكلاب غير الأصيلة على ذكائها ونشاطها المفرط، يتباهى أصحاب الكلاب الأصيلة بالسلالة العائلية لكلابهم، وخصوصاً عند المشاركة في "عروض أفضل صديق للإنسان"، التي تنظمها جمعية الحفاظ على نسب وأصالة الكلاب في لبنان. ولكن الأهم من الميدالية والوثيقة التي ينالها أفضل كلب أصيل من الحكام الدوليين، بالنسبة الى جويل، هو مقدرتها على المشاركة في المسابقات الجانبية لهذه العروض، ومنها اختيار أفضل صاحبة كلب مع كلبها، على أمل الفوز. اقتناء الكلاب، ظاهرة تكرست في أوروبا، بعدما كانت مجرد موضة في الأربعينات، فمن بين كل أربعة عشر شخصاً يتابع شخص واحد حيوان ويُربيه. لم تتحق هذه النسبة بعد في لبنان، غير ان هذه الظاهرة قابلة للاستمرار، بصرف النظر عن الدوافع.