برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، حيث نجد الكثيرين يميلون لاقتناء الكلاب أو الطيور، والقطط، إلى أن درجة أن هذه التربية وصلت إلى حد الصداقة. وفي دراسة علميه قام بها فريق من علماء النفس في إحدى الجامعات الأمريكية توضح بأن تربية الحيوانات تخفف من الاكتئاب، وتخفف ضغط الدم، وقد اختار العلماء مجموعة كبيرة ممن يعانون سرعة الغضب، والتوتر، وارتفاع ضغط الدم، وطلبوا منهم اقتناء حيوان أليف من احد المتاجر التي توفر الحيوانات النظيفة المدربة، وبعد أشهر قليلة من اقتنائها اكتشف الباحثون أن حالات التوتر والاكتئاب انخفضت إلى النصف. وقد تحدث كاتب قصص الرعب الأشهر ادجار الان بولو عن التعلق بالحيوانات وصداقتها في قصته الشهيرة (القط الأسود) حيث قال: "الذين عرفوا مشاعر الولع بكلب أمين ذكي سوف يفهمون بسهولة ما أود قوله عن مدى البهجة المستمدة من العناية بحيوان أليف، إن في تعلق الحيوان بصاحبه تعلقاً ينكر الذات، وأن ما يخترق قلب الإنسان الذي هيأت له الظروف أن يعاني من خسة الصداقة وضعف الوفاء عند الجنس البشري". تعلق وهوس وتعلق البعض بحيواناتهم الأليفة قد بلغ درجة من الهوس المثيرة للتساؤل وهذا ما تخبرنا به "منار خالد" طالبة في المرحلة المتوسطة: تعلقت بقطتي بشكل ملحوظ وبالغت في تدليلها حتى أن الجميع يتساءل بسخرية هل هي قطتك أم ابنتك، وتتابع: "لا أستطيع الاستغناء عن قطتي، أو مفارقتها للحظة واحدة!" وبدورها تتحدث "منال" لدي قطة أسميتها (سوسي) وأهتم بها كثيراً، وأصرف عليها مبلغاً معيناً في كل شهر استقطعه من مصروفي، ورغم أنها ترهقني مادياً ما بين أكلها وشربها، والمنظفات المخصصة لها، ناهيك عن الفيتامينات، والمقويات التي تحتاجها لتكون بصحة جيدة، إلا أنني سعيدة بتربيتها ووجودها إلى جانبي، ولا أجد الملل حين مداعبتها بل العكس يستغرق ذلك مني وقتاً كثيراً فهي بالنسبة لي أغلى صديقة. وتضيف طالبة في المرحلة الثانوية حول تعلقها بالحيوانات الأليفة: كان لدي أرنب صغير وجميل وكنت أحبه بشدة، وأحب أن يشاركني اللعب والمزاح، وأطلقت عليه اسم "كاتي" وفي أحد الأيام مرض كاتي مرضاً شديداً وذهبنا به للطبيب البيطري، ولكن بدون جدوى، وتضاعف عليه الألم ومات، مما أدى إلى حزني وألمي ومنذ ذلك اليوم لم أجلب أي حيوان آخر. مصدر إزعاج وعلى الرغم من أن الصداقة مع الحيوانات تجلب السعادة لأصحابها وتشعرهم بالفرح أثناء تربيتها، إلا أنها قد تكون مصدر إزعاج لغيرهم، فنباح كلب وغيرها من الأمور التي قد تسبب الأذى للانسان. ويرى سالم بن علي أنه مازال يقلق راحة جيرانه بنباح كلبه، ويؤذي مسامعهم ولكن لايستطيع الاستغناء عنه - على حد قوله -، لأنه مصدر أمان بالنسبة له، حيث يقول تعودت على أن يكون الكلب حارسي الشخصي أثناء تجوالي أو بقائي في المنزل، ورغم أن كثيرين يتضايقون منه ولكن لا يمكنني الاستغناء عنه. وتشاركه الرأي نوار عيسى التي تعشق تربية الطيور وخصوصاً الدجاج وتوليها اهتماما بالغاً، إلا أن صياح ديكها المتكرر أزعج عائلتها، وتضيف نوار: "لا أستطيع التخلص منه فأنا أحبه كثيراً، وأشعر بالسعادة عندما أكون قريبة منه، رغم يقيني بأن صياحه يسبب إزعاجا لكافة أفراد عائلتي". أذواق مختلفة وحول أنواع الحيوانات الأليفة التي يحبها البعض، يخبرنا "أبو أحمد" وهو صاحب أحد المحلات لبيع الحيوانات الأليفة بقوله: نجد إقبالا شديداً على بيع الطيور بأنواعها المختلفة خصوصاً ما يسمى بطيور الحب، وطيور الزيبرا، وكذلك تربية الدجاج تلقى رواجاً كبيراً خصوصا دجاج البراهما فهو نوع مفضل لدى الكثيرين، ويليها القطط، وفئران الهامستر!!، وأسماك الزينة. وعن تربية الحيوان والعناية به يجيب: "إن تربية الحيوانات تتطلب عناية خاصة ودراية باحتياجاتها ونوعية غذائها، وكل نوع مختلف عن الآخر، ولابد من إدراك ذلك جيداً، كما أن الاهتمام بنظافة الحيوان مطلب ضروري تجنبا لحدوث الأمراض". كشف دوري وشدد د. محمود طاهر - طبيب بيطري - على أن تربية هذه الحيوانات وعدم الاهتمام بنظافتها قد يسبب للإنسان بعض الأمراض، داعياً إلى ضرورة الاحتياط عند شراء الحيوانات، وملاحظة أي تغيير على جلدها كالبقع، والطفيليات، لأنه دلالة على وجود مرض ما. وقال ينبغي تطعيم الحيوانات ضد الفيروسات، وخصوصا القطط، والكلاب، لاسيما مرض السعار الذي ينتقل للإنسان عن طريق عضة كلب، وهنالك أيضا نوع من الطفيليات يسمى بالأميبيا ينتقل عن طريق التلامس، بالإضافة لبعض الأمراض التي تصيب الطيور ك(الاورينسوزس) وهو مرض تنفسي قد يؤدي للوفاة. ويذكر د. محمود قصة لفتاة كانت مغرمة بالقطط مما أدى إلى إصابتها بمرض (التيكسو بلازموزيس)، وينتقل عن طريق التلامس بين الإنسان والقطط، لذلك ينوه بضرورة الكشف الدوري على الحيوانات ويفضل أن يكون كل ثلاثة اشهر للتأكد من سلامتها، وخلوها من الأمراض.