القدس المحتلة، الناصرة، غزة، واشنطن - "الحياة"، أف ب - جددت الولاياتالمتحدة مساء اول من امس دعوتها الى وقف اعمال العنف في الشرق الاوسط، وذلك في اعقاب الهجوم الصاروخي الاسرائيلي الذي استهدف موكب امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي وأحد افراد "القوة 17" الرئاسية مهند ابو الحلاوة الذي اصيب بحروق من الدرجة الثانية. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بان "الطرفين في حاجة الى العمل على توفير مناخ اعتدال وهدوء للتمكن من تنفيذ مقررات لجنة ميتشل". واضاف: "ان من واجب الطرفين بذل قصارى الجهد لوقف المأساة وتفادي التصعيد وعدم الرد على الاستفزاز لايجاد مناخ ثقة ملائم وادامته لتطبيق توصيات تقرير ميتشل في مختلف اوجهه". من جانبها، حذرت السلطة الفلسطينية امس من مخاطر السياسة الاسرائيلية "العدوانية"، مؤكدة ان امن المنطقة لا يتحقق من دون تنفيذ التفاهمات والاتفاقات الموقعة. وقال ناطق باسم السلطة في بيان ان "الوضع خطير جدا واننا نقرع جرس الانذار بقوة لننبه الجميع اقليميا وعالميا لمخاطر السياسة التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية". واضاف ان "أمن الجميع في المنطقة لا ولن يتحقق الا بالعودة للمفاوضات وتنفيذ التفاهمات والاتفاقات الموقعة". وقال وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي في البيرة امس ان "اعمال القتل الاسرائيلية لن تمر دون ردود فعل الامر الذي سيؤدي الى اتساع نطاق المواجهة والى نتائج دموية في هذه المنطقة". واضاف: "لقد حذرنا الحكومة الاسرائيلية ونكرر التحذير اليوم من ان لمواصلة هذه السياسة نتيجة واحدة فقط هي تحويل هذه المواجهة الى مواجهة دموية لن يدفع فيها الثمن طرف واحد بل سيكون الطرف الثاني ايضاً دافعاً للثمن وليس بأقل مما يدفعه الجانب الفلسطيني". وحمل عبد ربه مسؤولية مواصلة اغتيال ناشطين فلسطينيين للولايات المتحدة وقال: "نحن نعتقد ان تراجع الادارة الاميركية وترددها في تنفيذ ما صدر عن قمة الثماني في جنوى دفع الحكومة الاسرائيلية لمواصلة سياستها في القتل والاغتيال". واشار الى ان القيادة الفلسطينية ستتوجه الى مجلس الامن والامم المتحدة لطلب الحماية الدولية وان اصطدم هذا الطلب مجدداً بالفيتو الاميركي. واعترفت اسرائيل اول من امس بأنها استهدفت البرغوثي وابو الحلاوة. واكد مصدر عسكري اسرائيلي ان اسم ابو الحلاوة لا يعدو ان يكون اسماً حركياً وان الاسم الحقيقي للمصاب هو ماجد سعيد منير ديرية. وتباهى مسؤولون سياسيون وعسكريون اسرائيليون بنجاعة سياسة الاغتيالات وما أسموه جدوى العمليات العسكرية "التي زرعت الخوف في نفوس كبار المسؤولين الفلسطينيين وأخرست في الوقت ذاته منتقدي سياسة الحكومة في أوساط اليمين الذين اتهموا شارون بالعجز عن مكافحة الارهاب الفلسطيني"، حسب صحيفة "هآرتس" أمس. وعلى رغم النفي الاسرائيلي لمحاولة اغتيال البرغوثي، الا ان المسؤولين العسكريين أكدوا انها رسالة اليه تقول ان اسرائيل قادرة على تصفيته اذا ما قررت ذلك. وقال نائب وزير الأمن الداخلي جدعون عزرا ان البرغوثي هو واحد من قادة فلسطينيين كثيرين "يستحقون الموت، فهو المسؤول عن توسيع دائرة الاعتداءات الفلسطينية ويحرض بلا هوادة، على مواصلة الاعتداءات حتى بعد دعوة عرفات الى وقف النار". ونصح البرغوثي "بالنزول تحت الأرض واغلاق فمه والسماح لأصوات أخرى بأن تُسمع". وقال مصدر أمني رفيع في حديث لموقع الانترنت التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه يأمل في أن "يكون البرغوثي فهم الرسالة على رغم ان الصواريخ التي اطلقت أول من أمس لم توجه اليه". وزاد ان اسرائيل تأخذ في حساباتها امكان ان يؤدي اغتيال البرغوثي الى تصعيد خطير وانتقاد دولي "لكن إذا ما أيقنا ان هذا الرجل يخطط لعملية عدائية في المستقبل القريب، فإن هذه الاعتبارات لن تساوي شيئاً أمام واجبنا الدفاع عن مواطنينا". ونقل الموقع عن أوساط في وزارة الأمن تقديراتها ان اسرائيل لن تسعى قريباً الى تصفية البرغوثي نظراً لمكانته الرفيعة في الأوساط السياسية الفلسطينية واحتمال أن يكون شريكاً سياسياً وميدانياً في حال استئناف المفاوضات السياسية. وزادت ان العملية التي استهدفت كبار معاونيه "جاءت لتؤكد له على نحو لا لبس فيه انه لا يتمتع بأي حصانة كونه زعيماً سياسياً يحظى بشعبية جماهيرية واسعة بل تجعله، بدل الانشغال في التخطيط لعمليات ضد أهداف اسرائيلية، ينشغل بكيفية حماية نفسه من عملية اسرائيلية متوقعة". ونقلت "هآرتس" عن أوساط أمنية رفيعة فإن المستوى السياسي في اسرائيل لم يعط بعد الضوء الأخضر لاغتيال البرغوثي تفادياً لإشعال الانتفاضة. سياسياً، أفاد مراسل "هآرتس" الوف بن ان نجاح العمليات العسكرية الأخيرة ضد ناشطين فلسطينيين بارزين دفعت بشارون الى مزيد من التصلب في مواقفه الرافضة نشر قوات رقابة دولية في المناطق الفلسطينية، اذ انه يرى ضرورة ممارسة مزيد من الضغط على الرئيس الفلسطيني "ليوقف المعارك ويضع حداً للمنظمات الارهابية الاسلامية". وزاد ان شارون أبلغ وزير الخارجية الايطالية ريناتو روجييرو رفضه مقترحات الرئيس الفلسطيني وقف النار وانه ما زال يصر على سبعة أيام من الهدوء العام تليها "فترة التهدئة" التي تحدثت عنها توصيات لجنة "ميتشل" شرطاً لاستئناف المفاوضات. وحسب الصحيفة، فإن شارون يستمد التشجيع في مواقفه هذه من الموقف الأميركي المؤيد له خصوصاً من حقيقة عدم طرح وزير الخارجية الأميركي كولن باول مسألة نشر المراقبين خلال المحادثة الهاتفية التي تمت بينهما الاربعاء الماضي.