ليس اصعب من صنع البطل الا انتشاله من كبوة السقوط في حال جانبه الحظ في تحقيق طموحه الرياضي الاكبر على صعيد الانجازات. واليوم يختبر العداء المغربي هشام الكروج هذا الواقع بعد نكسة انهزامه المفاجئ في سباق 1500متر في دورة ألعاب سيدني الاولمبية العام الماضي. وتعكس معطيات خوضه هذا الاختبار القاسي الذهنية المتفوقة للبطل لجهة عدم الخضوع لنزعة الاستسلام، والاستمرار في خوض منافسات سباق 1500م، والذي اكسبه الشهرة العالمية منذ انطلاق مسيرته الرياضية قبل عشرة اعوام، بعدما حطم رقمه القياسي العالمي بتسجيله 00،26،3 دقائق في لقاء روما الدولي عام 1998، وتوج فيه مرتين بطلاً للعالم في اثينا 1997 واشبيلية 1999. وسيرفع الكروج تحديين كبيرين في هذا السباق في بطولة العالم المقبلة المقررة من 3 الى 12 آب اغسطس المقبل في مدينة ادمونتون الكندية. ويتمثل اولهما في استعادة هيبته المفقودة امام الكيني نواه نغيني، صاحب انجاز الحاق الهزيمة الكبيرة به في اولمبياد سيدني، وثانيهما احتواء تهديدات النجم الصاعد الجزائري علي سعيدي سياف، والذي كان اكد حضوره القوي في منافسات العام الجاري. وهنا يستعيد الكروج صورة البطل الجريح ذاتها في بطولة العالم السابقة عام 1999 في اشبيلية، والتي ساهمت وقتذاك في اكسابه شحنة التفوق الفني والمعنوي، ولكن ليس عبر معايشته فقط ضغط تألق خصمه الرئيسي نغيني، بعدما فرض نفوذه على الألقاب والأرقام، بل ضغط ربط الاسطورة التي بناها في هذا السباق بالنهاية السعيدة. وربما يفرض ذلك عدم اكتفائه بالحاق الهزيمة باخصامه، بل تحطيم رقمه القياسي العالمي، والذي يتفق الخبراء على تشكيله العقدة الكبيرة له في مسيرته كونه حطمه مرة واحدة فقط في لقاء روما عام 1998، بفارق 37،1 ثانية عن الرقم السابق للجزائري نور الدين مرسلي 37،27،3د، علماً انه سجل رقمه القياسي العالمي الوحيد ايضاً في سباق الميل لمسافة 1600م، ومقداره 13،43،3د، العام الماضي في اللقاء ذاته. وعكس ذلك واقع تجسيد مضمار روما الميدان الوحيد لأرقامه العالمية، باعتباره يوفر بحسب قوله الاجواء الاكثر مثالية لاستخراج قدراته الفنية والبدنية الكاملة، والذي عاد ربما الى عدم مواكبة جمهور كبير منافساته عموماً، علماً انه لا يخفى تأثر الكروج السلبي غالباً بالضغوط التي يمارسها عليه الجمهور، كما حصل في اولمبياد سيدني، وقبله مرات عدة في اللقاءات الدولية الفرنسية تحديداً، وأهمها لقاء سان دوني، حيث دأب دائماً على طرح فكرة ان انفعالاته الناتجة عن التشجيع الكثيف والحار حرمته من تقديم عروض جيدة فيه. وهو اشار الى انه يشعر بانه يجمع بين الجنسيتين المغربية والفرنسية في حياته العادية والرياضية على السواء. ولعل ما يزيد عقدة الكروج الناتجة عن رقمه القياسي العالمي الحالي، خضوعه لمعادلة التطوير المحدود مقارنة بتاريخ نزول العداءين الاسطوريين مواطنه سعيد العويطة والبريطاني سيباستيان كو تحت حاجز ال30،3،3 دقائق عام 1985 في لقاء نيس الدولي الفرنسي. وعكس ذلك، باعتقاد كثيرين، معاناة الكروج الدائمة على غرار مرسلي في السابق من عدم توفر العدائين القادرين على الاضطلاع بدور "الارانب" بفاعلية، عبر العدو بزمن اقل من 32،3،3 دقائق، علماً ان الوحيدين المخولين القيام بهذه المهمة هم بعض العدائين الكينيين المنضمين الى فريق منافس الكروج الرئيسي مواطنهم نغيني، والذي يقوده المدرب البريطاني كيم ماكدونالد. يذكر ان الكروج، بخلاف الجزائري مرسلي، لم يرفض يوماً مشاركة العدائين الراغبين في تحطيم ارقام محلية واقليمية وقارية الى جانبه في السباقات، على رغم ادراكه بتأثيرها السلبي على اوقاته المسجلة بسبب ضعف مستواهم عموماً. وفي الاطار ذاته، يستبعد المراقبون تحطيم الكروج رقمه القياسي العالمي في مشاركته الاخيرة المقررة في هذا السباق في ادمونتون، انطلاقاً من عدم تسجيله الا زمن 38،28،3 دقائق في اللقاء الدولي الاخير الذي خاضه في هذا السباق قبل اسبوعين في سان دوني، علماً انه منحه فرصة النزول للمرة ال16 في تاريخه تحت حاجز ال30،3،3 دقائق، وهو رقم قياسي. وبالعودة الى الذهنية المتفوقة للبطل لدى الكروج فهي تظهر ايضاً في اعادته الثقة والحماسة المفقودة لدى اعضاء فريقه، وأهمهم مدربه بابا قاووش بريوي ومدير اعماله الفرنسي لوران بوكيه، علماًً ان الاول واجه تهمة عدم الكفاية بعد سيدني، في حين خضع الثاني لحملة انتقاد واسعة حول مساهمته في قتل طموح الكروج لحساب تعزيز مكاسبه المادية في اللقاءات الدولية. والأكيد ان هذه الذهنية ستضطلع بدور كبير في قيادة مسيرة الكروج نحو انجازات جديدة منشودة في سباقي 3 الآف متر و5 الآف، واللذين سيشرع في خوض منافساتهما بعد بطولة العالم في ادمونتون في لقائي بروكسل وزيوريخ الدوليين على التوالي. وهو سيواجه فيهما منافسين ذوي مواهب بارزة لا غبار عليها وخبرة اكبر حجماً، في مقدمهم الاثيوبي هايلي جبريسيلاسي والكيني دانيال كومان وسواهم. لقاء اوسلو تفوق الأميركي تيم مونتغومري على الترينيدادي اتو بولدون، حامل فضية اولمبياد سيدني في سباق 100م، وأحرز المركز الاول مسجلاً افضل توقيت هذا العام مقداره 84،9ث في لقاء اوسلو الدولي، المرحلة الثالثة من الدوري الذهبي. ونجح مونتغومري، ظاهرة هذا العام، في حرمان بولدون من التتويج للمرة الثانية على التوالي في هذا اللقاء، واستغلال غياب زميله في التدريبات وحامل الرقم القياسي للسباق ولقب بطولة العالم مواطنه موريس غرين بسبب خلاف مالي مع المنظمين. وبلغ زمن بولدون، الثاني، 88،9ث، والأميركي برنارد وليامس، الثالث، 99،9ث. في المقابل، فشل الجزائري علي سعيدي سياف في تحطيم الرقم القياسي العالمي لسباق الميل، والذي يملكه الكروج، بعدما قطع المسافة بزمن 23،48،3 دقائق. وتقدم سياف على الكينيين برنار لاغات 57،48،3د ونواه نغيني 29،50،3د. وخيب الجزائري جابر سعيد القرني، حامل برونزية اولمبياد سيدني في سباق 800م، الآمال وحل سادساً بزمن 24،48،1 دقيقة. وحل المغربي علي الزين رابعاً في سباق 3 الآف متر موانع بزمن 93،15،8 دقائق. واحرز السعودي حسين السبع 21 عاماً المركز الثالث في مسابقة الوثب الطويل بتسجيله 04،8م في مقابل 15،8م للأميركي كيفن ديلوورث صاحب المركز الاول و13،8م للأوكراني اليكساي لوكاسيفيتش صاحب المركز الثاني. وكان السبع احرز المركز الثاني للمسابقة في لقاءي روما وباريس. كما حقق الأميركي ألن جونسون المركز الاول في سباق 110م حواجز بزمن 21،13 ثانية، متقدماً على مواطنه تيرانس تراميل 24،13ث. ولدى السيدات، حققت الاميركية ماريون جونز، فوزاً سهلاً على منافستها المباشرة الاوكرانية جانا بينتوسيفيتش. وهي المرة الرابعة التي تحرز فيها جونز المركز الاول للسباق خلال ظهورها الاوروبي بعد لقاءي روما وباريس ضمن الدوري الذهبي ولوزان السويسري، علماً انها سجلت 94،10ث في مقابل 05،11 لبينتوسيفيتش. وفشلت المغربية نزهة بدوان في احراز المركز الاول لسباق 400م حواجز في مشاركتها الثالثة على التوالي هذا الموسم، واكتفت بالمركز الثاني مسجلة 62،54ث، خلف الأوكرانية تيتيانا تيريشتشوك انتيبوفا 30،54ث. وخيبت الجزائرية نورية بنيدة مراح، حاملة ذهبية اولمبياد سيدني، الآمال بحلولها سابعة في سباق 1500م بزمن 55،08،4د. وحلت المغربية اسماء لغزاوي رابعة في سباق 5 الآف متر بزمن 32،49،14د. الناشئون احرز القطري عبد الوليد فضية سباق الوثب الطويل في بطولة العالم للناشئين دون 17 عاماً المقامة حالياً في مدينة ديبريشن المجرية. وهو سجل 62،7م بفارق 10 سنتمترات خلف البرازيلي كاراهيبا دياز ثياغو جاسينتو 72،7م. وبدوره، احرز المصري ابراهيم ياسر الميدالية الفضية في مسابقة الكرة الحديد بتسجيله 58،19م، في حين كان المركز الاول من نصيب البلغاري جورجي ايفانوف 73،19م. وجاء القطري خالد حبش السويدي رابعاً 43،19م، ومواطنه اسعد مأمون حادي عشر 29،18م، والسعودي سلطان الحبشي ثاني عشر 74،17م. وأحرز السعودي عيسى المفرح الميدالية الفضية في مسابقة الثمانية بعدما جمع 6024 نقطة في مقابل 6219 لصاحب الذهبية الأستوني رينيه اورومان. من جهة اخرى، بلغ القطري سالم عامر البدري الدور النهائي لسباق 800م بحلوله اول في تصفيات المجموعة الثانية في الدور نصف النهائي مسجلاً 14،50،1 دقيقة. وجانب الحظ مواطنه ناصر حسين في التأهل، وحل رابعاً في تصفيات المجموعة الأولى بزمن 53،51،1د، وكذلك الجزائري حسن علماني الذي جاء سابعاً 83،54،1د، والسعودي ابراهيم عيسى الذي حل سابعاً في المجموعة الثانية 53،53،1د. وبلغ السوري امين الوازن والجزائري كمال بن سعد على التوالي الدور النهائي لسباق 400م حواجز، بعدما حل الاول ثانياً في تصفيات المجموعة الاولى بزمن 73،51ث، والثاني خامساً في تصفيات المجموعة ذاتها 94،52ث. وفشل القطري حاتم محمد والمغربي بدر الأمين والسعودي ادريس الحوساوي في جحز بطاقتهم الى الدور النهائي حيث جاء الأول سادساً في المجموعة الأولى 21،53ث والثاني سابعاً في المجموعة ذاتها 87،53ث، والثالث خامساً في المجموعة الثانية 01،54ث. وتأهل المغربي ابراهيم طالب والسعودي محمد علي والمصري جهاد عبدالحليم على التوالي الى الدور النهائي لسباق 2000 م حواجز بعد تألقهم في تصفيات المجموعة الثانية، حيث جاء الاول ثانياً 35،54،5د، والثاني رابعاً 79،46،5د، والثالث سابعاً 88،56،5د، في حين خرج الجزائري حمزة كيتوت من الدور الاول بحلوله حادي عشر في المجموعة الاولى 79،11،6د. وبلغ القطري عبدالرحمن سليمان الدور النهائي لسباق 1500م بحلوله ثانياً في تصفيات المجموعة الاولى بزمن 22،51،3د، في حين فشل كل من التونسي صلاح بدري والجزائري عيسى دحمان والكويتي عمر الراشدي في التأهل. وتأهل القطري نسيم مسيان الى نصف نهائي سباق 100م حواجز، بعدما تصدر تصفيات المجموعة الرابعة بزمن 47،13ث. وحل الاماراتي حادف سيف الزعبي سابعاً بزمن 42،15ث وفشل في التأهل الى جانب مواطنه محمد يوسف صاحب المركز السابع في المجموعة الخامسة 77،14ث والسعودي ناصر الحجراف الذي جاء رابعاً في تصفيات المجموعة الأولى 43،14ث، والجزائري كمال بن سعد رابع المجموعة السادسة 02،14ث.