لم يكن أحد يسمع بالعداء اليوناني كوستادينوس كنتيريس في دورة سيدني العام الماضي عندما فاجأ الجميع وانتزع ذهبية سباق 200م، حتى الأميركي الشهير مايكل جونسون الذي قال "لم أسمع به من ذي قبل"، أما الآن فقد بات اسمه على كل شفة ولسان خصوصاً بعدما كرر انجازه في بطولة العالم الحالية في ادمونتون. وبعد انطلاقة عادية فإن كنتيريس ضاعف من سرعته في الأمتار الستين الأخيرة ليخرج فائزاً مسجلاً 20..4 ثانية بفارق مريح عن منافسيه، في حين لم يفصل بين الخمسة الآخرين في السباق سوى أربعة أجزاء في الثانية، حتى ان تثبيت صاحبي المركز الثاني والثالث استغرق أكثر من دقيقة. وأكد كنتيريس ان فوزه في سيدني لم يكن صدفة وقال: "لقد اثبت بأنني لست عداء عابراً، بيد انني في المقابل لم أكن اتوقع بلوغ القمة عندما بدأت مسيرتي في العاب القوى، انه حلم رائع". وأضاف: "السباق كان أصعب في سيدني وقد ايقنت بأنني سأفوز عندما لم ألمح أحداً بالقرب مني في الأمتار الخمسين الأخيرة". وأوضح "الأرقام لا تعني الكثير بالنسبة إليّ، فالمهم هو الفوز بالذهبية، أثبت بأنني الأسرع وأنا جاهز لمواجهة الأميركي موريس غرين والترينيدادي اتو بولدون غابا بداعي الاصابة وأريد ان أؤكد بأنه حتى لو شاركا في السباق لكنت خرجت فائزاً به". وهي المرة الأولى التي يخرج فيها اللقب من الولاياتالمتحدة وترينيداد وتوباغو منذ بطولة العالم الأولى في هلسنكي ما يزيد من انجاز كنتيريس الذي يضيف: "أنا فخور لأن عداء من أوروبا أحرز اللقب الأولمبي ثم العالمي في مدى سنتين". كما ان كنتيريس بات في سيدني أول عداء أوروبي يحرز ذهبية سباق 200م في الألعاب الأولمبية منذ السوفياتي السابق فاليري بورزوف بطل دورة ميونيخ 1972. ويملك كنتيريس ساقاً، أطول من الأخرى منذ ولادته وقد سببت له الساق الأقصر الكثير من المتاعب، وهذا ما يفسر عدم بلوغه الشهرة مبكراً، علماً انه في الثامنة والعشرين من عمره حالياً. وكانت مسيرة كنتيريس تعطلت نوعاً ما لنحو 5 سنوات بداعي الاصابات المتكررة بين عامي 1993 و1998 قبل ان يعود الى الساحة بقوة. وقد انتقل كنتيريس الى سباق 200م قبل ثلاث سنوات علماً ان اختصاصه الأساسي كان في ال400م ويحمل الرقم اليوناني القياسي للمسافة ومقداره 45.60 ثانية. وكان انتقاله الى التدريب مع كريستوس تزيكوس مدرب مواطنته ايكاترينا تانو حاملة برونزية سباق 100م في ادمونتون، نقطة تحوّل في حياته لأن الأخير ساعده كثيراً في السنوات الثلاث الأخيرة. وأكد كنتيريس انه يسعى الى الاحتفاظ بلقبه الأولمبي وقال: "أتطلع الآن لأنهي مسيرتي في الألعاب الأولمبية المقررة في أثينا 2004، وآمل أن أحقق الذهبية أمام جمهوري لأعتزل وأنا في القمة".