} لبى التيموريون الشرقيون أمس نداء الديموقراطية وأدلى 93 في المئة من الناخبين بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية تشهدها المستعمرة البرتغالية السابقة، وهي الانتخابات التي ستؤدي الى استقلال الجزيرة للمرة الاولى منذ أربعة قرون. ومن المقرر ان تعلن النتائج الرسمية النهائية في 10 ايلول سبتمبر المقبل. ديلي تيمور الشرقية - أ ف ب، أ ب، رويترز - أدلى الناخبون في تيمور الشرقية أمس بأصواتهم لانتخاب أعضاء الجميعة التأسيسية في أول خطوة على طريق اقامة دولة جديدة بعد سنتين على التصويت لمصلحة الاستقلال عن اندونيسيا الذي تخللته أعمال عنف رهيبة. وبدا الاقبال على التصويت في العاصمة ديلي متوسطاً بعد فتح مكاتب الاقتراع ال 248 الموزعة على الدوائر الانتخابية ال13 أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً في التوقيت المحلي 00،22 توقيت غرينيتش الاربعاء. لكن النسبة تصاعدت مع تقدم ساعات النهار، وأعلنت الاممالمتحدة التي تشرف على الانتخابات، ان نسبة الاقبال بلغت 93 في المئة مع اغلاق صناديق الاقتراع. وامتدت صفوف المقترعين مئات الامتار في ظل درجات حرارة مرتفعة. ويشرف على عمليات التصويت نحو 1500 عنصر من قوات الشرطة التابعة للامم المتحدة إضافة الى 850 عنصراً من شرطة تيمور الشرقية، المستعمرة البرتغالية السابقة التي ضمتها اندونيسا عام 1976 وشهدت صراعاً استمر 24 عاماً. وأتاح التصويت لأول نواب منتخبين إعداد دستور لهذه المقاطعة الصغيرة التي تعد حوالى 730 الف نسمة والخاضعة لادارة الاممالمتحدة الآن. واختار الناخبون البالغ عددهم 425 الف نسمة 88 ممثلاً من أصل 16 حزباً وخمسة مرشحين مستقلين. وستعلن النتائج في العاشر من ايلول سبتمبر المقبل. وسيكون امام اعضاء الجمعية 90 يوماً لصوغ دستور. وتشكل الانتخابات المرحلة الاولى من عملية دستورية ستؤدي رسمياً عام 2002 الى استقلال "تيمور لوروساي" اسم الدولة المقبلة. وقال أحد الناخبين في بلدة ماناتوتو الساحلية قرب ديلي "اننا سعداء للغاية... بعد 24 عاماً أصبح بمقدورنا اخيراً ان نختار مستقبلنا. لم نعد خائفين من العنف". ووصف رئيس وفد المراقبين الاوروبيين ولفغانغ كريسل-دورفلر الجو العام خلال عمليات الاقتراع ب"الممتاز". وقال ان "سلوك المقترعين كان منضبطاً". وتبادل المصوتون ورجال الامن الطرف خلال انتظارهم الطويل على ابواب صناديق الاقتراع. وشوهد عدد من المقترعين وهم يتكؤون على عكازات، في حين أتى آخرون يعاونهم ممرضون، أو على حملات. وأظهرت استطلاعات الرأي ان مرشحي "الجبهة الثورية لاستقلال تيمور الشرقية" فريتلين التي خاضت المواجهات ضد اندونيسيا، متقدمون بنسبة كبيرة على باقي منافسيهم. وتوقع رئيس الجبهة ماري الكارتيري ان يحصد حزبه 80 في المئة من المقاعد على الأقل. ومن المتوقع ايضاً ان يحقق زعيم المقاومة المسلحة زنانا غسماو فوزاً مريحاً في معركته الرئاسية. وقال وزير خارجية المقاومة التيمورية خوسيه راموس هورتا الحائز على جائزة نوبل للسلام "يصوت الناس بحرية ومن دون أعمال عنف"، وأضاف وهو يغالب دموعه لدى ادلائه بصوته "لقد أثمر جهد 24 عاماً اليوم".