أعرب التيموريون الشرقيون عن رغبتهم بالاستقلال عن اندونيسيا في الاستفتاء الذي جرى الاثنين الماضي، واعلن نتائجه الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان، لكن الميليشيات المعارضة للاستقلال وتدعمها جاكارتا خرجت الى الشوارع من جديد محتجّة على النتيجة التي أعلن الرئيس يوسف حبيبي قبوله بها ودعا الاندونيسيين الى التزام الهدوء. ورحّبت واشنطن بميلاد "الدولة الجديدة" فيما دعا الاتحاد الاوروبي الى البدء فوراً بتنفيذ الخطوات الآيلة الى استقلال هذا الاقليم الذي ضمّته اندونيسيا منذ 24 عاماً، بعد استقلاله عن البرتغال. ديلي تيمور الشرقية - رويترز، أ ف ب، أ ب - أحكمت اجواء العنف والارهاب قبضتها على ارجاء تيمور الشرقية امس السبت بعد ساعات من اعلان الاممالمتحدة ان سكان الاقليم صوتوا بغالبية ساحقة لمصلحة الاستقلال عن اندونيسيا. واستقبل المجتمع الدولي نتائج الاستفتاء بترحيب مشوب بالقلق الشديد على الوضع الامني، وناشد اندونيسيا التدخل لوقف اعمال العنف التي تهدد بالتحول الى حرب اهلية. فيما اعلن الرئيس يوسف حبيبي قبوله نتائج الاستفتاء. وهددت واشنطنجاكارتا بعزلها من المجتمع الدولي اذا لم تضع حدّاً للاضطرابات، ولم تتوقف عن دعم الميليشيات. وترددت انباء أن الميليشيات الرافضة للاستقلال استأنفت حملات ارهاب السكان بارتكاب اعمال قتل وإحراق منازل غير عابئة بقوات الشرطة والجيش التي لم تفعل شيئاً لوقفها. وقالت مصادر الاممالمتحدة انه تم اجلاء موظفي المنظمة الدولية من بلدتي لوس بالوس وسامي حيث كانت الميليشيات المعارضة للاستقلال تجوب الشوارع وتطلق النار. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ان 5،78 في المئة من اصل 450 الفاً من الناخبين في تيمور الشرقية صوتوا لمصلحة الاستقلال في الاستفتاء الذي نظمته الاممالمتحدة الاثنين الماضي. واضاف خلال اجتماع خاص لمجلس الامن الدولي تمت الدعوة الىه لاعلان نتيجة استفتاء "شعب تيمور الشرقية رفض الحكم الذاتي الخاص المقترح واعرب عن رغبته في بدء عملية التحول نحو الاستقلال". الاتحاد الاوروبي ودان الاتحاد الاوروبي امس تنامي العنف في تيمور الشرقية وناشد المجتمع الدولي اتخاذ اجراء لمساندة الغالبية الساحقة التي طلبت الاستقلال عن اندونيسيا. واعلنت الحكومة الفنلندية في بيان صدر نيابة عن الاتحاد الاوروبي ان "الاتحاد يدين تنامي العنف ويشعر بقلق بالغ حيال تدهور الوضع الامني في تيمور الشرقية" وجاء في البيان ان الاتحاد يرحب بنتيجة الاستفتاء الذي صوت فيه سكان المستعمرة البرتغالىة السابقة لمصلحة انهاء 24 عاماً من الحكم الاندونيسي. وتقضي الاتفاقات التي توسطت فيها الاممالمتحدة في الخامس من ايار مايو الماضي بأن تتولى اندونيسيا حفظ الامن في تيمور الشرقية الى ان يعقد برلمانها جلسة لالغاء قرار ضم الاقليم عام 1976 الى البلاد وهي خطوة من غير المتوقع حدوثها قبل تشرين الثاني نوفمبر. الاممالمتحدة وطرحت استرالىا اقتراح مشاركة دول عدة في تشكيل قوة دولية لدخول الاقليم. وامتنع مجلس الامن عن مناقشة الاقتراح انتظاراً لاعلان نتائج الاستفتاء ومن المتوقع ان يبحث الآن هذه المسالة في اجتماع الاسبوع المقبل. ويوافق معظم اعضاء المجلس على ارسال قوات دولية ولكنهم لا يرون ضرورة لارسالها هذا العام. غير ان بعض المراقبين يرون ان حملة الارهاب التي تنفذها الميليشيات هناك قد تتسع لتخرج عن نطاق سيطرة الجيش والشرطة. ويقول أنان "يجب ان نقر بأن هذه العملية غير مقبولة". واشادت البرتغال بنتائج الاستفتاء في تيمور الشرقية ووصفته بأنه نصر تاريخي يتوج "24 عاماً من القتال من اجل الاستقلال". وقال الرئيس البرتغالي جورج سامبيو ان التصويت "خطوة اولى لا يمكن الغاؤها... وهو ما يبشر التيموريين بحياة جديدة" واضاف رئيس الوزراء البرتغالي انطونيو غوتيرس ان المجتمع الدولي لا يمكنه ان يجلس بلا حراك اذا اظهرت اندونيسيا عجزاً عن مواجهة الوضع في تيمور الشرقية. أميركا وهنّأت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، في بيان صدر في واشنطن ومؤرخ في القدس حيث تقوم بزيارة، شعب تيمور الشرقية بهذه "الخطوة المهمة باتجاه قيام دولة جديدة". واعربت اولبرايت عن اسفها ازاء موجة العنف التي تجتاح تيمور الشرقية منذ الاثنين الماضي. واضافت: "ننتظر من الحكومة والشعب الاندونيسيين خلق اجواء آمنة خلال المراحل المقبلة من اجل تأمين انتقال هادئ في تيمور". واوضحت انه "بخلاف ذلك، هناك خطر بحصول كارثة، ما سيترك عواقب دائمة على وضع اندونيسيا ضمن الاسرة الدولية".