واصل رئيس الجمهورية اميل لحود لقاءاته السياسية في اطار البحث في أوضاع البلاد العامة وآفاق المرحلة المقبلة. وعرض مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الأربعاء الاسبوعي في قصر بعبدا امس، التطورات السياسية الاخيرة والوضع العام في البلاد ونتائج الاتصالات الجارية على الساحة السياسية. وأوضح بري بعد اللقاء، بحسب المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، ان "الرئىس لحود وضعه في اجواء لقائه مع رئيس الحكومة رفيق الحريري"، معرباً عن ارتياحه "لما سمعه من الرئيس لحود". وقال: "ما لمسته ان النيات، والنية للعمل، تلتقي هذه المرة على محاولة فريدة لانقاذ الوضع". والتقى لحود بعد ذلك وزير الصحة سليمان فرنجية وعرض معه الأوضاع العامة في ضوء التطورات الأخيرة، والمواقف السياسية المستجدة، والجهود المبذولة لتعزيز المناخات الوفاقية، ومعالجة الاوضاع الاقتصادية الراهنة. وفور عودته الى ساحة النجمة، التقى بري عدداً من النواب وتناول البحث الموقف السياسي الراهن بعد التطورات الاخيرة. وأكد نواب ل"الحياة" انهم لمسوا ارتياحاً لدى رئيس المجلس للأجواء السائدة حالياً، والمناخات الايجابية التي ظهرت من خلال معالجة ذيول التطورات الأخيرة، "اضافة الى ما بدأنا نلمسه من استعدادات جدية للتعاون اكثر من اي وقت مضى". والتقى بري وفداً من الهيئات الاقتصادية برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية عدنان القصار الذي اعرب عن اطمئنان الهيئات لما سمعته من رئيس الجمهورية اول من امس والرئيس بري. وقال: "ان الجميع يعون ما يترتب على اي تجاذب سياسي ... والخوف من انهيار اقتصادي غير صحيح، لأن الانهيار ليس مسموحاً وغير ممكن. ولماذا ينهار البلد وقطاعاته كلها تعمل؟". وأكد "ان الحكومة اذا عزمت قادرة على وضع برنامج اقتصادي لتخفيف عجز الخزينة تدريجاً، وفي الوقت نفسه استيعاب المديونية". ورأى "ان الدولة لديها مديونية عالية تعالَج، المهم ان تكون الرغبة السياسية موجودة لمعالجة الأمر وإيجاد الحلول. وسنبقى الى جانب المسؤولين ونقدم النصح والتوجه، والمهم ان يتوافر التوافق ليتحقق النجاح". وكان وفد الهيئات الاقتصادية التقى الرئىس الحريري في حضور وزير المال فؤاد السنيورة، وأوضح القصار ان اللقاء "يصب في خانة رغبة الهيئات في الاتصال بالمسؤولين". ونقل عن الحريري تأكيده التعاون والاتفاق المطلق مع الرئيس لحود في الخطوات الواجب اتخاذها على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. وقال: "هذا ما اكده لنا ايضاً الرئيس لحود"، مشيراً الى ان الرئيس الحريري "شرح الخطى اللازمة والآيلة الى تصحيح اوضاع كثيرة وتسريع عملية الخصخصة وتخفيف اعباء القطاع العام وهو ماضٍ بها بالتفاهم مع الرئىس لحود، وأكدنا استعداد القطاع الخاص على مواصلة قيامه بواجباته". واعتبر الحزب الديموقراطي اللبناني في بيان اصدره عقب اجتماعه برئاسة النائب طلال ارسلان ان "في ضوء اللقاء الذي عقد بين الرئيسين لحود والحريري، فإن التعاون والتضامن والحوار يجب ان يكونوا قاعدة العمل في هذه المرحلة واحترام القانون والمؤسسات ضمن التراتبية والأصول التي حددها الدستور وهو الأساس للتوصل الى استقرار سياسي في البلاد". وشدد على "ان الثقة النابعة من الاستقرار السياسي تبقى العامل الأول الفاعل في عملية النهوض الاقتصادي، والانقاذ يجب ان يكون الهدف الأول والأساس لأن لقمة عيش اللبنانيين وأمنهم الغذائي والصحي على المحك".