عشية انتهاء المشاورات السياسية التي يجريها مع مختلف القيادات والمسؤولين اللبنانيين، ما زال الرئيس اللبناني ميشال عون مصراً على عدم اتخاذ أي قرار في شأن استقالة الرئيس سعد الحريري قبل عودة الأخير إلى لبنان ليبنى على الشيء مقتضاه. ويلتقي عون اليوم سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدداً من سفراء الدول العربية والأجنبية، ويقوم بعدها بجوجلة لمواقف كل الأطراف ليحدّد اتجاه الأمور في المستقبل، بحسب ما أكدت مصادر مطّلعة ل «الحياة». والتقى عون أمس، رئيس الحكومة السابق تمام سلام ثم وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة عدنان القصار، فوفداً من نقباء المهن الحرة ثم وفداً من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر. ووضع عون الوفود في صورة الاتصالات ولقاءات التشاور التي يجريها لمعالجة إعلان الحريري استقالة الحكومة من خارج لبنان والظروف التي رافقت ولا تزال هذا الإعلان. وشدد على «الاهتمام بالحفاظ على الوحدة الوطنية»، لافتاً إلى أن «الإجراءات التي اتَّخذت للحفاظ على الاستقرار الأمني والمالي مستمرة وقد حققت أهدافها». ونوه ب «تجاوب القيادات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها مع دعواته إلى التهدئة وتعزيز الوحدة الوطنية»، مشيراً إلى «ضرورة التنبّه للإشاعات التي تروج من حين إلى آخر بهدف الإساءة إلى الاستقرار». وسجل عون ارتياحه «للمواقف الدولية التي صدرت عن دول شقيقة وصديقة والتي أكدت التضامن مع لبنان وجددت التزامها الدعم الذي تقدمه له على مختلف المستويات». ودعا إلى «عدم القلق لأن الأوضاع الاقتصادية والمالية والأمنية ممسوكة». كما دعا إلى «المزيد من التضامن وتوحيد الصف لتجاوز الظرف الراهن لما فيه خير لبنان». وأكدت وفود الهيئات الاقتصادية ونقباء المهن الحرة والاتحاد العمالي العام ثقتها ب «المعالجة التي يقوم بها الرئيس عون للخروج من الأزمة الراهنة». ووضعت «إمكاناتها بتصرفه»، منوهة ب «مواقفه الوطنية واجتماعات التشاور». وكان عون التقى السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه يرافقه المستشار الأول في السفارة أرنو بيشو في حضور وزير الخارجية جبران باسيل. وتم البحث في الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- الفرنسية وسبل تطويرها، وفق مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية. وبعد ظهر أمس، التقى عون البطريرك الماروني بشارة الراعي وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة. وعلمت «الحياة» أن الراعي حسم موضوع زيارته السعودية مطلع الأسبوع المقبل وأبدى رغبته أمام الرئيس عون في لقاء الرئيس الحريري إذا كان لا يزال في الرياض.