قتل شخص وجرح 43 آخرين، بعضهم في حال خطرة، بانفجار قنبلة تقليدية وضعها مجهولون، صباح أمس، في شارع شارتر في الدائرة الادارية لباب الواد في العاصمة الجزائرية. وهذا الإعتداء المسلح هو الأول الذي يستهدف سكان العاصمة منذ تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الحكم في نيسان ابريل 1999. وأوردت "وكالة الأنباء الجزائرية"، في حصيلة أولية، ان عدد المصابين ثلاثة "جروحهم خفيفة" وان "أجهزة الشرطة والحماية المدنية تدخلت فوراً لنقل الضحايا وفتح تحقيق". لكن التلفزيون الرسمي بث لاحقاً أن عدد المصابين 35، توفي احدهم. وذكرت أن 22 من الجرحى أُبقوا في المستشفيات لتلقي العلاج. وأفاد شهود أن مجهولين وضعوا كيساً صغيراً في داخله قنبلة تقليدية تحت طاولة أحد الباعة المتجولين قرب سوق "روتشار" الشعبي غير البعيد عن مسجد كتشاوة ومقر المديرية العامة للأمن الوطني. وقالوا ان أطفالا كانوا يلعبون في المكان فاصيب خمسة منهم. وأدى مشهد شاب فقد ساقه إلى حالات إغماء وسط سكان الحي الذين شاهدوه مضجّراً بدمه. وتناثرت الخضروات مختلطة بالدماء وسط هذا الشارع الضيق والذي ازداد ازدحاماً بعد تدخل قوات مكافحة الإرهاب التي أجرت فحصاً سريعاً للتأكد من عدم وجود قنابل أخرى. وكانت تقديرات أمنية توقعت حصول مثل هذه الإعتداءات الشهر الجاري خلال استضافة العاصمة الدورة ال15 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة بمشاركة ممثلين عن مئة دولة أجنبية. وتُرجع أوساط أمنية عودة العنف الى العاصمة إلى تراجع الحذر بين المسؤولين والسكان في خصوص مخاطر الجماعات الإسلامية المسلحة، إذ أصبح الدخول إلى الأسواق يتم من دون فحص الحقائب والأكياس. ولم تشهد العاصمة منذ سنتين أي نشاط يُذكر لعناصر الجماعات المسلحة. وجرت آخر عملية في العاصمة في كانون الاول ديسمبر الماضي عندما اغتال عنصران من "الجماعة" شرطياً في حي القبة. وألقت قوات الأمن قبل شهرين القبض على عنصرين من "الجماعة" في كل من القبة وباب الواد وفي حوزتهما أسلحة فردية. وكانت العاصمة عاشت فترات صعبة في منتصف التسعينات عندما نفّذت "الجماعة المسلحة" عمليات تفجير واسعة بينها العملية الإنتحارية التي إستهدفت مقر الأمن المركزي. وتعتبر قوات الأمن تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" بقيادة عنتر الزوابري مسؤولاً عن معظم عمليات العنف في العاصمة، بينها اغتيال القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة الشيخ عبدالقادر حشاني في تشرين الثاني نوفمبر 1999. وتُنسب إلى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها حسان حطاب مسؤولية بعض العمليات التي تعرفها من حين الى آخر المناطق الشرقية للعاصمة مثل برج الكيفان والرويبة. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية في ولاية البويرة شرق العاصمة أن أربعة من فرق المقاومة قُتلوا، مساء الثلثاء، خلال هجوم نفذته جماعة مسلحة على حي سكني للشرطة في مدينة الأخضرية ومؤسسة لإنتاج الغاز وتوزيعه في المنطقة نفسها. وفي ولاية باتنة شرق قتل دركي وشرطي على حاجز نصبته جماعة مسلحة الثلثاء. على صعيد آخر، قال مسؤول قريب من الدوائر العسكرية ل "لحياة" ان التصريحات التي يدلى بها وزير الدفاع السابق الجنرال المتقاعد خالد نزار "لا تلزم سواه". وحذر من "أولئك الذين يحاولون بطريقة أو بأخرى إثارة الشك حول نزاهة المؤسسة العسكرية ووقوفها إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مواجهة مخلفات أزمة أليمة". وجاء تصريح المسؤول في سياق تعليقه على تصريحات أدلى بها، أمس، نزار لصحيفة "لوماتان" والتي قال فيها أن نداءه إلى ضرورة قطع الطريق أمام عودة محتملة للجبهة الإسلامية للإنقاذ في شكل جديد "تحظى بدعم السياسيين وحتى العسكريين". وأكدت مصادر عدة في هرمية الحكم الجزائري أن علاقة الرئيس بوتفليقة بكبار العسكريين في قيادة الأركان والمخابرات العسكرية تتحسن باستمرار. وفي نيويورك اف ب، رويترز، اعلنت المدعية العامة ماري جو وايت الثلثاء ان محكمة في مانهاتن وجهت الى الجزائري "ابو ضحى" 37 سنة المعتقل في لندن ثماني تهم بينها الضلوع في خطة اعتداء ضد مطار لوس انجليس كاليفورنيا خلال الاحتفالات بالألفية. وقالت انه متهم أيضاً بالارهاب خصوصاً التآمر مع ارهابيين جزائريين آخرين "لاستعمال اسحلة دمار شامل ضد مواطنين اميركيين". ويمكن ان يصدر حكم بسجنه مدى الحياة. وجاء في بيان للمدعية العامة ان ابو ضحى الملقب ب "الدكتور" او "ديديه اجويلوس" متهم ايضاً ب "التآمر بهدف تقديم دعم مادي لارهابيين ولمنظمات ارهابية دولية" بينها تنظيم "القاعدة". واوضح قرار الاتهام ان ابو ضحى التقى اسامة بن لادن لمناقشة "التعاون والتنسيق في اطار اعمال ارهابية"، وقدم دعماً لوجستيا للجزائري احمد رسام الذي دين في مؤامرة تفجيرات الألفية. وذكرت اوراق القضية ان ابو ضحى اعتُقل في لندن في وقت سابق من هذا العام للاشتباه في تورطه في خطة مزعومة لتفجير اسواق اثناء عيد الميلاد في ستراسبورغ في فرنسا. والقي القبض عليه في مطار هيثرو حيث كان يعتزم السفر الى المملكة العربية السعودية. وما زال محتجزا في لندن في انتظار اجراءات ترحيله الى الولاياتالمتحدة.