اتهم رئيس الحكومة الجزائري السابق أحمد بن بيتور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالسعي إلى الانفراد بالحكم و"إقامة نظام تسلطي يقصي بقية مؤسسات الدولة"، فيما نشرت صحف جزائرية امس ان 63 شخصا، بينهم 58 مسلحا اسلاميا، قتلوا بين الاربعاء والجمعة في اعمال عنف في الجزائر. ودعا بن بيتور، في حديث نشرته أمس صحيفة "لوماتان" الجزائرية، إلى تغيير عاجل للوضع، لكنه لم يحدد الجهة المكلفة بهذه المهمة، ملمحاً إلى أن نهج الحكم الحالي قد يكون سبباً في تردي الوضع على رغم تحسن الموارد المالية للبلاد. وقال بن بيتور، الذي تولى رئاسة الحكومة من أيلول سبتمبر 1999 إلى آب اغسطس 2000 إن "هناك مخاوف جدية من أن يستقر البلد على حكم استبدادي بدل التوجه نحو بناء الديموقراطية". وأضاف: "كان بيني وبين رئيس الجمهورية خلاف أساسي في تصور كل واحد منا لدور الدولة. وهذا ما لم يكن من الممكن الاستمرار فيه، والأمر الرئاسي المتعلق بتنظيم الشركات القابضة الذي حضر خارج الحكومة، كان السبب الذي غذْى رغبتي في الرحيل من على رأس الحكومة وكان القطرة التي أفاضت الكأس". ولاحظ رئيس الحكومة الجزائرية السابق أنه رفض الاستمرار في منصبه لقناعته بأنه لم يكن يؤدي مهماته كمسؤول كبير في الدولة بسبب تجميع بوتفليقة لكل صلاحياته في الإدارة والحكم. وقال: "كان ذلك احتيال أن أتظاهر بتسيير حكومة ومحاولة إقناع الناس أننا في صدد إعداد برنامج تقويم وطني. لقد كنت دائماً أعتبر أن المسؤولية تكليف، وإذا كانت شروط أداء المهمة غير متوافرة فلماذا الاستمرار؟ ... لقد كان ذلك مضيعة لوقتي ولوقت من كنت أسيرهم"، أي وزراء الحكومة الائتلافية. ورأى المسؤول السابق أن "جزائر عام 2001 تعاني انسداداً شاملاً وشبه شلل تام في الوقت الذي تتوافر فيه كل أدوات الإقلاع الاقتصادي والاستقرار السياسي. فلم يسبق للبلد أن كان غنياً. ولم يحصل بدعم شعبي كبير على رغم أنها الحكومة غير قادرة على الإقلاع". وعن السياسة التي يتبعها الرئيس الجزائري حالياً، قال بن بيتور: "إن الأهداف المتبعة حالياً غامضة وغير محددة وعامة وغير مقدرة العواقب. ليست لدينا فكرة دقيقة حول ما نريد تحقيقه"، لافتاً إلى أن ما تعرفه الساحة الاجتماعية تنبئ بمخاطر الانفجار الذي حذرته منه الأوساط النقابية قبل أكثر من سنة "إننا نشهد هزات ارتدادية عدة لأزمات مع المؤسسات والمتعاملين". على الصعيد الامني ا ف ب ذكرت صحيفة "لو جون انديبندان" ان 50 اسلاميا قتلوا على ايدي قوى الامن الجمعة، في عملية استغرقت 15 يوما في جبل بو طالب في منطقة سطيف على بعد 300 كيلومتر شرق العاصمة. واوضحت الصحيفة ان الاسلاميين المسلحين وبينهم 12 "اميرا" من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب كانوا يعقدون اجتماعا في هذه المنطقة حين طوقتهم القوى الامنية. وتابعت الصحيفة ان الاسلاميين لجأوا الى مغارة ورفضوا الاستسلام، مما دفع بالجيش الى قصف مدخلها والقضاء عليهم، لكنها لم تعط تفاصيل عن الخسائر المحتملة لدى القوى الامنية. وقالت صحيفة "الوطن" ان ثمانية اسلاميين مسلحين قتلوا الخميس على ايدي القوى الامنية بعد مطاردة قرب البويرة على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة. واوضحت ان هذه المجموعة جرحت ثلاثة اشخاص في هجوم قبل ان تلاحقها القوى الامنية. من جهة اخرى ذكر عدد من الصحف ان شخصين اغتيلا الجمعة على ايدي مجموعة اسلامية مسلحة قرب تياريت على بعد 340 كيلومترا غرب العاصمة. وقالت المصادر نفسها ان امام مسجد بني مريد قرب برج الكيفان على بعد 10 كيلومترات شرق العاصمة اغتيل على ايدي مجموعة مسلحة. واخيرا قتل عسكريان الاربعاء والخميس على ايدي مجموعات مسلحة في منطقة سكيكدة على بعد 500 كيلومتر شرق العاصمة. واوضحت المصادر نفسها ان احدهما قتل بالرصاص الاربعاء، فيما عثر على الجندي الاخر مقطوع الراس وموثوق اليدين.