استبقت الرباط جولة المفاوضات التي تبدأ اليوم في الولاياتالمتحدة برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر في شأن حلٍ في الصحراء الغربية، بإعلان تحفظات عن اقتراح "الاتفاق - الإطار" على أساس تأمين المشاركة الكاملة لجميع المتحدرين من أصول صحراوية في الاستشارة الشعبية المقبلة لتشكيل هيئات اشتراعية وتنفيذية في الاقليم. وقال زعيم حزب الاستقلال وزير العدل السيد عباس الفاسي قبل أيام إن الرباط متمسكة بتحفظاتها في هذا النطاق. وكان وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى اعتبر أن اقتراحات الحل السياسي أنصفت المغرب، من خلال تأكيد سيادته على المناطق الصحراوية، في إشارة إلى مضمون "الاتفاق - الإطار" الذي يمنع أي نزعة انفصالية من الداخل أو الخارج خلال فترة الخمس سنوات التي تسبق الاستفتاء على تقرير المصير. لكن مصادر رسمية أكدت أن الاستفتاء سيكون وفق صيغة جديدة تدعم التنظيم الجهوي، أي منح الاقليم صلاحيات واسعة في إدارة الشؤون المحلية في الاقتصاد والتجارة والقطاعات الأخرى، باستثناء الأمن والدفاع والديبلوماسية وترسيم الحدود. وتعتبر جولة التفاوض في بانيديل في ولاية وايومنغ الأميركية الأولى من نوعها منذ إقرار مجلس الأمن خطة "الاتفاق - الإطار"، كما أنها تأتي في منتصف الولاية الراهنة ل"مينورسو" والتي تنتهي في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكانت هذه الاقتراحات ضمن جدول أعمال القمة الجزائرية - الأميركية التي جمعت الرئيسين عبدالعزيز بوتفليقة وجورج بوش في بداية الصيف. ويعتقد بأن الجزائر بصدد معاودة النظر في موقف الرفض السابق، لكن في نطاق ادخال تعديلات جوهرية على "الاتفاق - الإطار"، هي نفسها التي ستكون محور المفاوضات التي تبدأ اليوم. وكان الاتفاق نص على اعتبار الجزائر وموريتانيا معنيين بطريقة غير مباشرة، وأقر دور الولاياتالمتحدة وفرنسا كشاهدين على تنفيذ الاتفاق.