أثارت قضية الرقيب السابق في سلاح الجو الاميركي بريان ريغن 38 سنة فضول الدوائر السياسية والاستخباراتية، بعدما كشفت التحقيقات الاولية ان ريغن المتهم بالتجسس خبير في الشؤون العربية، وربما نقل الى ليبيا معلومات عن الاقمار الاصطناعية الاميركية. وأعلن مكتب المدعي العام الفيديرالي في الكسندريا ولاية فيرجينيا ان ريغن كان مطلعاً على وثائق عسكرية سرية، خلال عمله في المكتب الوطني للاستخبارات الذي يدير اقمار التجسس الاميركية. وأوقف ريغن الخميس الماضي في مطار "واشنطن - دلاس" لدى محاولته السفر الى زيوريخ عبر فرانكفورت، ورفضت مصادر حكومية كشف اسم الدولة التي كان يعمل لحسابها، لكن مسؤولاً اتحادياً مطلعاً على القضية، اكد ان ليبيا حصلت من ريغن على وثائق سرية عن عمل الاقمار الاميركية، وان عميلاً اميركياً كشف وجود هذه الوثائق لدى الليبيين ،ما دفع السلطات الاتحادية قبل بضعة شهور، الى بدء التحقيق في كيفية تسربها. وأوضح بيان للمدعي العام ان ريغن "بعدما تقاعد من سلاح الجو في آب اغسطس 2000 وظف بعقد حكومي في شركة "تي آر دبليو" للأقمار الاصطناعية، ومنها استعاد تصريحه الامني لدخول المكتب الوطني للاستعلامات فيرجينيا حيث كان بامكانه الوصول الى معلومات سرية". ويعد المكتب الذي استحدث عام 1960، احدى الوكالات الاكثر سرية في عالم الاستخبارات في الولاياتالمتحدة. وبدأت هذه الوكالة التي تتبع وزارة الدفاع البنتاغون هذه السنة، برنامجاً لاطلاق جيل جديد من اقمار التجسس، بعقود مع شركات خاصة بلغت قيمتها 25 بليون دولار. ولم تتحدد بعد الاضرار التي تسبب فيها ريغن عبر المعلومات التي سربها، لكن مصادر التحقيق تؤكد انها محدودة بسبب سرعة احباط محاولاته التي كشفت بعد مراقبة بريده الالكتروني، اذ تبين انه كان يراسل جهات خارجية باسم ستيفن جاكوبس. واكدت المصادر ان ما سربه مجموعة صور التقطت عبر الاقمار الاصطناعية لمواقع على الارض، بالاضافة الى تقارير اعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.ايه. وضبط ريغن وهو يبحث في شبكة "انتلينك" الحكومية عن معلومات تصنف بوصفها سرية جداً، ودوّن بعضها على دفتر خاص به. وكان منح خلال خدمته في سلاح الجو ميدالية شرف، بسبب تقرير تحليلي عن القدرات العسكرية العراقية قبل اجتياح الكويت، ما يشير الى تخصصه في شؤون العالم العربي. وقال مصدر قريب الى التحقيق ان بين المضبوطات مع ريغن لدى سفره الى زيوريخ، رسائل مشفرة وأشرطة تسجيل وعناوين ولقنصليات وسفارات دول، بينها ليبيا. وهو سافر الى المانيا قبل شهر واتصل بقنصلية أجنبية. وكلف "مكتب التحقيقات الفيديرالي" اف.بي.آي بالتحقيق مع ريغن، وفتش منزله في مريلاند وسيارته. وكانت اكبر فضيحة تجسس كشفت أخيراً في الولاياتالمتحدة، تلك التي دين فيها روبيرت هانسن، عميل المكتب، الذي أوقف في شباط فبراير الماضي، لتزويده موسكو معلومات على مدى 15 سنة. ونجا في تموز يوليو من الاعدام باعترافه بالاتهامات.