شارك آلاف من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" في تظاهرات حاشدة عقب صلوات الجمعة أمس في مدن مصرية عدة كان ابرزها تلك التي قادها ابن مؤسس الجماعة النائب السابق سيف الاسلام حسن البنا في الجامع الأزهر. وأحاطت أعداد كبيرة من قوات الشرطة المصرية منطقة الازهر وسط القاهرة. ولوحظ أن نحو ألف من جنود الأمن المركزي أدوا الصلاة حول المتظاهرين داخل الأزهر. استجابة لنداء اطلقه الاسبوع الماضي 130 من علماء المسلمين وقادة الحركات الإسلامية في العالم باعتبار يوم الجمعة "يوم تضامن مع انتفاضة الأقصى" حشدت جماعة "الاخوان المسلمين" الاف من اعضائها في مساجد في مدن مصرية عدة شاركوا بعد صلوات الجمعة في تظاهرات عبروا فيها عن رغبتهم في دعم الانتفاضة والمشاركة في الجهاد ضد اسرائيل. وحظيت التظاهرة التي قادها النائب السابق سيف الاسلام حسن البنا، وهو ابن مؤسس الجماعة حسن البنا، باهتمام بالغ. اذ خضعت المنطقة لإجراءات امنية صارمة واحاط مئات من رجال الشرطة الازهر في حين ادى نحو ألف من جنود الأمن المركزي الصلاة مع المتظاهرين تحسباً لتحول التظاهرات الى اعمال مخالفة للقانون. وألقى شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خطبة الجمعة تحت عنوان "القوة في الاسلام". وأكد ضرورة امتلاك المسلمين اسباب القوة في مواجهة الصهيونية، داعياً المسلمين الى التمسك بوحدتهم. وذكر أن اليهود "قوم ملعنون من الله لعصيانهم أوامره ولقتالهم الانبياء ونكوصهم بالعهود". وشدد طنطاوي على أهمية دور مصر في مواجهة الاعتداءات الاميركية ومخططات الصهاينة في المنطقة، لافتاً الى أن مصر خاضت اربعة حروب ضد اسرائيل خلال النصف قرن الماضي. وبعد انتهاء الصلاة نظم الحاضرون تظاهرة حاشدة في صحن الأزهر ورددوا هتافات بينها: "يا فلسطين يا فلسطين كلنا صلاح الدين"، و"حسن البنا شهيد جيلك راجع من جديد"، و"يا حماس يا حماس.. انت المدفع واحنا رصاص". وتحدث البنا امام المشاركين في التظاهرة، فوصفهم بأنهم "وقود سيسهم يوماً في اشعال الارض تحت اقدام الصهاينة". وشدد على أن الازهر "سيظل مهد الحركة الوطنية المصرية والعربية والإسلامية"، معتبرا ان المتظاهرين "زحفوا الى الأزهر يحملون هموم أمتهم راغبين في نصرة اخوانهم في فلسطين مستعدين للتضحية والفداء من أجل الاقصى". وطالب بأن تتحول التظاهرات والفعاليات المناصرة للانتفاضة الى سلوك عملي. وقال: "اذا فتحت الحدود فالملايين من المصريين والعرب سيتجهون الى فلسطين لتحرير الاقصى. ومن صحن الازهر نعلن للدنيا أن أي قوة لن تستطيع مهما كانت أن تحول بين المسلمين وأقصاهم وعلى اسرائيل أن تعي أن المسلمين لن يظلوا صامتين تجاه المذابح التي يتعرض لها اخوانهم في فلسطين، وعلى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أن يعي أن الشعب المصري مصمم على تحرير فلسطين وأن الشعوب العربية ستتوحد يوماً لمواجهته، وعلى الأممالمتحدة أن تعلم أن تقاعسها المستمر وخضوعها للهيمنة الاميركية لن يضعف عزيمة الشعوب العربية والاسلامية"، ثم ردد البنا هتاف الإخوان: "الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله اسمى أمانينا"، وردد خلفه المتظاهرون الهتاف ثم طلب طنطاوي من الحضور الإنصراف في هدوء، في حين دعا البنا رجال الأمن الى عدم التعرض للمشاركين في التظاهرة، وقال "ان كل نقطة دم يجب ألا تراق في مصر وانما على أرض فلسطين".