بدأت الدول الخمس المطلة على بحر قزوين مشاورات ثنائية بينها استعداداً للقمة التي تعقد في العاصمة التركمانستانية عشق أباد في تشرين الأول اكتوبر المقبل وتحضرها روسياواذربيجانوايران وتركمانستان وكازاخستان، من أجل بحث الوضع القانوني لبحر قزوين وتقاسم ثرواته لملء الفراغ القانوني الذي نشأ عن تفكك الاتحاد السوفياتي واستقلال جمهوريات آسيا الوسطى. واتفقت كل من ايران وتركمانستان على ان كل عمليات التنقيب عن النفط في المناطق المتنازع عليها يجب أن تتوقف الى حين توصل الدول الخمس الى اتفاقية حول الوضع النهائي لبحر قزوين. وجاء ذلك بعد اتصال هاتفي اجراه الرئيس الايراني محمد خاتمي مع نظيره التركماني صابر مراد نيازوف. وهو الموقف الذي تعارضه اذربيجان أولى الدول التي دعت الشركات النفطية الى التنقيب عام 1994. ونتيجة موقفها، تواجه اذربيجان خلافات حدودية مع كل من ايران وتركمانستان حول حقول نفط بحرية في جنوب بحر قزوين. وازدادت الخلافات بعد اعلان انقرة انها تخلت عن استيراد الغاز التركماني وابداله بالغاز الأذري الذي اكتشف حديثاً، وبعد ارسال ايران سفناً حربية في 23 تموز يوليو الماضي الى حقول نفط بحرية دعت اذربيجان شركات النفط البترولية للتنقيب فيها، معتبرة اياها ضمن حدودها البحرية. وأعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك أوغلو ان تركيا تتمنى ان تتوصل الدول المطلة على بحر قزوين الى اتفاقية لتقاسم ثرواته قريباً، لكنه أكد أن أنقرة لن تقبل أي حل يضر بمصالح اذربيجان، أو أي محاولة لفرض حل بالقوة عليها، مشيراً الى أن بلاده ستقف الى جانب اذربيجان في هذا الخلاف. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت دعمها موقف اذربيجان من خلافاتها الحدودية مع ايران، فيما رأت باكو ان انتظار التوصل الى اتفاقية حول بحر قزوين قبل بدء عمليات التنقيب، قد يطول كثيراً، خصوصاً أن دولاً مثل ايرانوروسيا تسعيان الى تأخير ذلك قدر الامكان، لاعتبارهما ان دخول شركات النفط الأجنبية الى بحر قزوين يعتبر جسراً للتدخل الأميركي في المنطقة. ووسط هذه الخلافات، لا يتوقع أن تتوصل الدول الخمس الى اتفاق مشترك حول وضع قزوين في قمة عشق أباد، بسبب تضارب المصالح السياسية والاقتصادية لكل منها وتدخل تركياوالولاياتالمتحدة لمصلحة اذربيجان في هذا الخلاف، ليتحول بذلك بحر قزوين الى منطقة حرب باردة جديدة بين روسياوايران من جهة، وتركياوالولاياتالمتحدة من جهة أخرى