رُكنية يرفعها نواف التمياط، يستقبلها ديل بييرو ويمرّرها خلفية إلى بيكهام. بيكهام ريفالدو. ريفالدو بيكهام. بكهام طارق السعيد. ينفرد بهااااا. يتصدّى له لويس فيغو. يرقّصها السعيد، وطووووويلة لزين الدين زيدان. زيدان تمياط. تمياط ريفالدو. تسديدة قوووووية. يردّها بارتيز الحليق الرأس. يسرقها زيدان... زيدان... زيدان، يرفعهااااا. رأسية من ريفالدووووو... "هدف!" ثم... صمت!! على رغم ذكر أسماء لنجوم كرة كبار، يصعب وجودها في مباراة واحدة، لم يكن هناك جماهير ولا حناجر ولا أبواق ولا أيدٍ تتوالى ملوّحة على مدار الملعب القزم 9م طولاً و6 عرضاً، الذي يشبه ملعب الفوتبول في تقسيماته وأخضره فقط. ويتحلّق حوله ثلّة علماء وأكاديميين شباب، من جامعات ومؤسسات تكنولوجية مختلفة، يتابعون "روبوتات" مستقلة الحركة تلعب الكرة معتمدة على "ذكائها الاصطناعي"، عبر كومبيوترات تحلّل تصرّفاتها وتعلّلها. إنها الدورة السنوية الخامسة لمونديال الروبوتات، "روبوكاب 2001"، RoboCup 2001، والتي دارت أحداثها من 2 آب أغسطس إلى 10 منه، في مركز ولاية واشنطن للمؤتمرات والتجارة، في مدينة سياتل. وكانت برعاية شركتي "سوني" و"أس جي أي" سيليكون غرافيكس، سابقاً. واستقطبت المباراة أكثر من 20 ألف متفرّج في الولايات المتّحدة وحدها، ونحو 3 ملايين مشاهد عالمياً، ممن تابعوا أداء فرق بلدانهم، عبر التلفزيون و"ويب". واشترك في "مونديال الروبوتات"، هذا العام، نحو 120 فريقاً من 24 دولة أميركية وأوروبية وآسيوية منها إيران وتركيا، إضافة إلى أستراليا ونيوزيلندا. وقسّمت المباريات 7 فئات، منها: فئة الروبوتات الصغيرة 15 سنتم، فئة الروبوتات المتوسّطة 50 سنتم، فئة روبوتات "سوني" ذات القوائم كلاب أيبو، وفئة محاكاة لعب الكرة بالكومبيوتر، فضلاً عن فئة محاكاة عمليات الإنقاذ إثر الكوارث الطبيعية حيث برزت إيران. ولكي تلعب الروبوتات كرة القدم من تلقائها، من دون أي تدخّل بشري، ينبغي لها أن تحتوي عدداً من الأجهزة المتطوّرة، منها: دوائر الاستشعار، العضلات الاصطناعية، الذكاء الاصطناعي، بطاريات فاعلة، نُظم توفير طاقة متطوّرة... إلى ذلك، تكون الروبوتات مجهّزة ببرامج تحلّل التحرّكات والاحداثيات واحتساب احتمالات تحرّكات الخصم. فتمنح الروبوتات قدرة ذاتية على التعلّم واستجابة المواقف التي تطرأ على رقعة اللعب، والأهم، على التنسيق في ما بينها لتلعب كفريق. وقد مُنع الحضور من استخدام الهواتف النقّالة، ومصابيح الكاميرات الفيديوية والعادية، وأجهزة الراديو، لئلاّ تؤثّر في أجهزة الروبوتات الحسّاسة، وبالتالي، في مجريات اللعب. ومن الفائزين: فريق "لوكي ستار 2" من سنغافورة، وفريق "سي أس فريبورغ" من ألمانيا، وفريق جامعة ساوث ويلز في أوستراليا، وفريق جامعة تسينغهوا في الصين. وتميّزت الروبوتات بقدرات مختلفة وبأساليب لعب متنوّعة. "روبوكاب" بلمحة سريعة تُعدّ مسابقة "روبوكاب" مبادرة دولية في مجالي الأبحاث والتربية، وقد أطلقت للتشديد على أهمية الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وتعزيز الأبحاث فيها. وأبلغ مؤسس المسابقة هيروواكي كيتانو، وهو من كبار الباحثين في مختبرات شركة "سوني" لعلوم الكومبيوتر، أنه اختار الفوتبول حدثاً أساسياً في المسابقة، لأن كل سكان العالم يفهمون هذه اللعبة ومجرياتها وحيثياتها، ويمكن لعبها من دون أن ترتفع الكرة عن أرض الملعب، وهذا أمر مهم للاعبين رأسهم مكعّب وليس لهم أيدٍ. أما الغاية من هذا النوع من المسابقات فتتلخّص في التوصّل إلى إنشاء فريق من الروبوتات المستقلّة الحركة تماماً، بحلول عام 2050، يستطيع استيفاء شروط "الفيفا"، والاشتراك في مباريات دولية، وإلحاق الهزيمة بفريق بشري، وانتزاع كأس العالم. "أريان" الإيراني حلّ ثانياً إلاّ أن ل"روبوكاب" بعداً آخر أكثر جدّية ونفعاً، من خلال التعمّق في دراسة الروبوتات والذكاء الاصطناعي. فما يمكن تعلّمه من تلك الآلات الذكية، وهي تتفاعل وتطوّر خططها في الملعب، "يمكن أن يؤدّي إلى تطوير رجال آليين ينفّذون جراحات، أو يكافحون الحرائق الكبيرة، أو يستطلعون مهمات تفتيش وإنقاذ، إثر الكوارث الطبيعية"، على ما قال بعض الباحثين. لذا، عمدت اللجنة المنظّمة إلى تصميم برنامج يحاكي الكوارث التي تخلّفها الزلازل، استناداً إلى معطيات رصدتها من زلازل فعلية، كذلك الذي حصل في مدينة كوبي اليابانية عام 1995. ويتضمّن البرنامج خرائط تظهر فيها مبانٍ منهارة، وشوارع مسدودة بالركام، وحرائق مندلعة، إضافة إلى عناصر تطبيقات وسيطة مهمتها التقليل من أضرار الكارثة في فضاء افتراضي. وتعمل فرق الانقاذ على انتشال الضحايا من المباني المدمّرة ومكافحة الحرائق، وتحاول فتح الطرق. ويتحدّد حجم الأضرار والخسائر من خلال سلوك العناصر الوسيطة وذكائها الاصطناعي. وفي مسابقة هذا العام، كان على كل فريق تطوير خمسة فرق إنقاذ، و10 فرق إطفاء، و10 فرق شرطة، ومركز عمليات واحد، ومركز إطفاء واحد ومركز شرطة واحد، على أن تعمل كلها في شكل مستقل، الواحد عن الآخر. وتؤدي الفرق المشاركة مهماتها مداورة، في ميدان تبلغ مساحته 250 ألف متر مربع. والفائز هو الفريق الذي يستطيع إنقاذ أكبر عدد من الضحايا. وللتخفيف من الربح بالمصادفة، يعيد كل فريق محاولات الانقاذ في عدد من الخرائط المختلفة. وفي هذه المباراة حلّ فريق "أريان" الإيراني، التابع لجامعة شريف التكنولوجية، ثانياً، بعد فريق "يابآي" الياباني، منتصراً على فريق "إيزي - جايست" الأميركي - الياباني المشترك. كذلك، حصلت كلية هندسة الكومبيوتر في جامعة شريف التكنولوجية الإيرانية، على جائزة أفضل إنجاز هندسي. عنوان إنترنت ذو صلة: www.robocup.org [email protected]