انتهى المونديال. تفرقّت الفرق المئة والخمسون التي زحفت الى طرف الكرة الأرضية، حاملة رايات وأعلاماً شتى. وانسحبت الكرة عن الملاعب الخضراء، المقسمّة بانتظام. ألمانيا هي الفائزة. إيطاليا خرجت مبكّرة، لكنها سجّلت أنها صاحبة أول هدف يحرز بالكعب في هذه المسابقة. ليس أمراً هيّناً. من يدري؟ ربما بعد أربعين سنة، يجري الحديث على هذا الهدف بغير الكلمات التي يوصف بها اليوم. لماذا؟ لأن الحديث يدور حول كأس العالم للروبوت، التي انتهت في سنغافورة أخيراً. إذاً، أحرز الروبوت الإيطالي هدفاً بالكعب، دلّ على ذكاء مدهش حتى بالنسبة الى صُنّاع الروبوت. علّق طالب يدرس الكومبيوتر في جامعة روما، على الهدف الإيطالي مشيراً الى ان فريقي أيطاليا لكرة القدم، للبشر والروبوت، خرجا مبكراً من المونديالين لهذا العام، لكن فريق الروبوت الإيطالي أدهش الخبراء بإحرازه هدفاً يؤشّر على تقدّم في «فهم» الكومبيوتر للمكان وعلاقته وأبعاده. ويزيد في الدهشة حيال الهدف الإيطالي، أن الفرق المُشاركة في مونديال «روبوكاب 2010» Robocup 2010 لمسابقة «الروبوت الشبيه بالبشر» (وهي دُرّة التاج في هذا المونديال)، تنتمي كلها الى نوع وحيد من الروبوت هو «ناو في3 بلوس» Nao V3 Plus. ويعني ذلك ان الفوارق بين الروبوتات لا تتدخل فيها عوامل مثل الطول أو اللياقة بدنياً، مثل الحال عند البشر، بل الذكاء في برمجة الكومبيوتر الذي يحرّك الروبوت. وفازت روبوتات جاءت من جامعات ألمانيا بثلاث من أصل أربع منافسات مخصصة للروبوت الشبيه بالبشر. وخاضت النهائيات الأربعة في مواجهة فرق الروبوت من اليابان واستراليا. وحصل فريق الروبوت الاسترالي الذي حمل اسم «رَن سويفت» Run Swift (معنى الاسم «أُركض سريعاً») على المرتبة الأولى في فئة «المهارات التقنية»، لكنها لم تشفع له في النتيجة النهائية. وفريق ألمانيا المُسمى « درامشتاد دربلرز»، الذي يشير القسم الأخير من اسمه الى الركض السريع بالكرة! وفي مراحل مبكرة من المسابقة الكروية، اكتسح إيران بنتيجة ثقيلة (ستة أهداف للاشيء)، ما لا يبدو بعيداً من مجريات كرة القدم عند البشر. ولأن «روبوكاب» يتضمن مجموعة كبيرة من المسابقات، إضافة الى كرة القدم، استطاعت فرق من أميركا واليابان والصين ان تنال قصب السبق في منافسات تضمّنت المحاكاة على شاشات ثنائية الأبعاد واخرى ثلاثية الأبعاد، إضافة الى مسابقات الإنقاذ والرقص. ووصل تألق الفريق الأميركي الى ذروته بفوزه في مسابقات المراهقين، على رغم أنها لا تتضمن مباريات كروية صرفة. هل يعني ذلك ان الولاياتالمتحدة تخطط لأن يثأر ناشئوها في الروبوت لخيبة فرقها في كرة القدم عند البشر؟ ننتظر... لنرى.