حسم أخيراً، جدل استمر لسنوات في أذربيجان حول استخدام الحروف الهجائية ب"انتصار" اللاتينية على الروسية. وكان الرئيس الاذري حيدر علييف أصدر مرسوماً نص على بدء استخدام الحروف اللاتينية في الكتابة مع مطلع الشهر الجاري. وجاء قرار علييف بعد جدل طويل استمر منذ انهيار الاتحاد السوفياتي واستقلال اذربيجان، بين فريقين دعا أحدهما الى مواصلة استخدام الحرف الروسي، فيما شدد الآخر على ضرورة الكتابة بالحرف اللاتيني، مؤكداً ان ذلك سيفتح ابواباً أوسع أمام باكو. ورأى مؤيدو هذا الاتجاه في التجربة التركية نموذجاً يحتذى به. وعلى رغم ان علييف عبر عن ابتهاجه في هذه المناسبة التي وصفها بأنها "عيد كبير لأذربيجان"، الا ان قليلين في الجمهورية التي تقطنها غالبية مسلمة شاركوه البهجة. ولا بد من أن العاملين في مجال الصحافة كانوا احدى اكثر الفئات تضرراً بالقرار الجديد، لأن قراء الحرف اللاتيني يعدون اقلية بين السكان. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الروسية ان مبيعات الصحف الاذربيجانية تراجعت 30 في المئة في اليوم الأول لتطبيق القرار، فيما أقبلت الغالبية العظمى من القراء على الصحف الناطقة بالروسية. ويذكر ان هذه المرة الرابعة التي تغير فيها باكو الحروف الهجائية خلال الأعوام المئة الأخيرة، وكانت باكو تستخدم الأبجدية العربية حتى مطلع القرن الماضي، قبل أن تتحول الى استخدام الحرف اللاتيني بين عامي 1924 - 1939 ثم الروسية حتى صدور القرار الأخير.