نقضت المحكمة العليا في إيران الأحكام الصادرة بحق رجال الاستخبارات المتورطين باغتيالات طاولت أربعة معارضين ومثقفين ليبراليين خريف 1998. وتعد هذه المسألة أكبر قضايا السجال بين المحافظين والإصلاحيين. وأعلنت مؤسسة القضاء العسكري ان "المحكمة العليا نقضت أحكام المحكمة العسكرية لعدم اكتمال التحقيق، وأرجعت الملف إليها". وتشمل تلك الأحكام الإعدام لثلاثة متهمين اعترفوا بتنفيذ عمليات الاغتيال امتثالاً لأوامر من مسؤوليهم. أما المخططان الرئيسيان فحكما بالسجن المؤبد، وهما مصطفى كاظمي الذي كان مساعداً لنائب وزير الاستخبارات، ومهرداد عاليخاني أحد مسؤوليها. وحكم على سبعة متورطين بالسجن فترات تراوح بين سنتين ونصف سنة وبين عشر سنين، فيما برئ ثلاثة من المتهمين الثمانية عشر، بعد محاكمة طويلة انتهت في 27 كانون الثاني يناير الماضي. ونقضت المحكمة العليا الأحكام بعد تسريبات خلال الأسبوعين الماضيين عن وجود مثل هذا القرار، الذي سيؤدي تلقائياً إلى ابقاء ملف القضية مفتوحاً، ومحوراً للتجاذب بين التيارين الاصلاحي والمحافظ، في ظل اتهامات متبادلة. إذ يحمّل كل فريق الفريق الآخر مسؤولية تلك الاغتيالات التي طاولت المعارض القومي داريوش فروهر، وزوجته بروانه اسكندري، والكاتبين محمد مختاري وجعفر بوينده. وتتميز القضية بطابع استثنائي، كون المتورطين يعملون في أكثر الأجهزة حساسية، أي الاستخبارات. وكُشف دورهم بعدما أصر الرئيس محمد خاتمي على استئصال "الورم السرطاني" من الوزارة، وأيده مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وكان الرأس المدبر للاغتيالات سعيد إمامي "انتحر" في سجنه عام 1999، وهو شغل لسنوات منصب نائب وزير الاستخبارات في عهد الوزير علي فلاحيان، الذي ينفي أي صلة له بما حصل، لأنه لم يكن وزيراً آنذاك في حكومة خاتمي. ونفذت الاغتيالات بعد أقل من سنة على تولي الأخير سدة الرئاسة، واللافت أن نقض الأحكام الصادرة في هذه القضية تزامن مع بدئه ولايته الثانية. إلى ذلك أ ف ب، أفادت صحيفة "إيران" الحكومية أمس عن اطلاق حميد استاذ، زعيم "أنصار حزب الله"، المجموعة الاصولية المتشددة في مدينة مشهد شمال شرق، الذي كان اعتقل بعدما نفذ مع مناصريه أعمال شغب عرقلت مسرحية فكاهية. وأشارت الصحيفة إلى أنه اطلق "في انتظار محاكمته"، موضحة أن زعيم المجموعة حسن الله كرم توجه أخيراً إلى مشهد لهذا الغرض. يذكر أن حوالى ثلاثين اصولياً اقتحموا في السابع والعشرين من تموز يوليو قاعة كانت تعرض عملاً مسرحياً للفنان الكوميدي الإيراني حميد رضا ماهي صفات، وضربوا المتفرجين وبينهم عدد من عناصر الشرطة.