سيكون استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض مساء اليوم محط أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية عموماً والخليجية خصوصاً، من خلال متابعتهم لأحداث لقاء السعودية والبحرين في مستهل مشوار المنتخبين ضمن المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002. وتنظر جماهير المنتخبين للمباراة بمنظار الأهمية، كونهما يلتقيان للمرة الأولى في مثل هذه المناسبة القارية علاوة على أن مبارياتهما في دورات الخليج السابقة عادة ما يصاحبها نوع من الحماسة الكبيرة. ويسعى المنتخب السعودي الذي يملك لاعبوه الخبرة الواسعة في مثل هذه المشاركات المهمة تجاوز عقبة ضيفه، أملاً في البداية القوية التي ستعطيه دفعة معنوية في المباريات المقبلة والتي ستكون من العيار الثقيل. وقد استعد السعوديون لخوض التصفيات الآسيوية من خلال معسكرين داخليين وواحد خارجي في سنغافورةوماليزيا، تضمن ثلاث مباريات أمام سنغافورةوماليزيا وكوريا الشمالية، وعلى رغم أن النتائج قد انتهت لمصلحة "الأخضر" إلا أن المستوى العام لم يقنع معظم جماهير اللعبة. ولم يطرأ أي تحسن على الأداء السعودي خلال معسكر الرياض الثاني الذي استضاف من خلاله المنتخب المقدوني 11 ثم التقى نظيره القطري فخسر أمامه 12، وكذلك المباراة الودية الأخيرة أمام الإمارات في أبو ظبي التي انتهت بفوز السعودية 1 صفر. ويراهن البعض على أن المنتخب السعودي قادر على تقديم عرض كبير في مباراة اليوم، لا سيما أنه عادة ما يقدم في المباريات الرسمية مستويات عالية، على عكس المباريات الودية التي خاضها أخيراً، ويخشى السعوديون أن يقف منتخب البحرين علقة في حلق منتخبهم كما فعل في دورة الخليج الأخيرة عندما تعادل معه، فتحول اللقب الى الكويت. ويُعتبر لقاء اليوم امتحاناً حقيقياً لمدرب السعودية سلوبودان سانتراتش الذي تعرّض في الفترة الماضية لانتقادات عنيفة، ما جعل البعض يطالب باعفائه من منصبه قبل انطلاق التصفيات حتى لا يخسر "الأخضر" فرصة بلوغ نهائيات للمرة الثالثة على التوالي. ويدرك سانتراتش أن الحصول على النقاط الثلاث كفيل باعادة الود بينه وبين منتقديه. وقد ركّز خلال التدريبات الأخيرة على الأسلوب الهجومي وكيفية اختراق التكتل الدفاع الذي قد يلجأ اليه البحرينيون. وندب سانتراتش حظه العاثر لتعرض معظم عناصر فريقه الأساسيين لإصابات ستحول دون مشاركتهم في المباراة الافتتاحية امثال الحارس الدولي محمد الدعيع ولاعب الوسط نواف التمياط الذي سيغيب عن التصفيات كلها، والمهاجم طلال المشعل ومحمد الشلهوب. ومن خلال التدريبات الأخيرة، اتضح ان عماد التشكيلة سيكون محمد الخوجلي في حراسة المرمى، واحمد الدوخي وعبدالله سليمان ومحمد الخليوي صالح الصقري في الدفاع، وابراهيم ماطر ومحمد نور وابراهيم السويد ومناف ابوشقير في الوسط، ومرزوق العتيبي وعبيد الدوسري في الهجوم، مع مشاركة سامي الجابر وعبدالله الشيحان وحسين عبدالغني حين تدعو الحاجة. في المقابل يدرك لاعبو البحرين ان مهمتهم هذا المساء ستكون شاقة، كونهم سيلعبون أمام المنتخب السعودي المعروف بقوته على أرضه وبين جماهيره. وسيحاولون تقديم ما في وسعهم من أجل الحصول على نتيجة ايجابية تكون دافعاً قوياً لهم في مشوارهم المتبقي في التصفيات، خصوصاً أن ضعف خبرة معظم اللاعبين في مثل هذه المشاركات الحاسمة قد تسبب في حدوث هزة للفريق ما لم يحصل على نتائج جيدة في بداية المشوار. وحظي بلوغ المنتخب البحريني الدور الثاني للتصفيات للمرة الأولى في تاريخه باهتمام اعلامي مكثف ولا سيما ان التأهل جاء على حساب منتخب الكويت العريق. واستعد "الأحمر" جيداً للتصفيات وأقام معسكراً في بلجيكا، لعب خلاله عدداً من المباريات أمام أقوى الفرق هناك، كما شارك في دورة ودية في ماليزيا، وقد أعطت المباريات المدرب الالماني ولسن سيكا انطباعاً جيداً عن حال فريقه قبل انطلاقة التصفيات. وكان البحرين قد اختتم مبارياته الوديه بتعادل مع نظيره القطري 11. ويمتاز منتخب البحرين بوجود لاعبين جيدين في صفوفه أمثال فيصل عبدالعزيز ومحمد غازي وراشد جمال ومحمد سالمين. وسيفتقد الى خدمات قائده المخضرم خميس عيد لاصابته وعبدالله المرزوقي الموقوف من قبل الاتحاد الآسيوي ثلاث مباريات. وينتظر أن ينتهج مدرب البحرين الأسلوب الدفاعي المكثف والاعتماد على الهجمات المعاكسة بحثاً عن التعادل على أقل تقدير، الذي يعتبر نتيجة جيدة قياساً بامكانات الطرفين، مع فرض رقابة لصيقة على مفاتيح الفوز في "الأخضر"، خصوصاً أن المنتخب البحريني من أفضل المنتخبات التي يجيد لاعبوها الأسلوب الدفاعي البحت. ويتوقع ان تأخذ المباراة طابع القوة والاثارة، ستكون صعبة لكلا الجانبين اللذين يدركان ان بداية المشوار عادة ما يصاحبها نوع من الارتباك. الأوراق تكشف ميدانياً رفض مدرب الأخضر سلوبودان سانتراتش الخوض في الأمور الفنية والطريقة التي سينهجها منتخبه اما نظيره البحريني اكتفى بالقول: "وضعت في ذهني مسبقاً التشكيلة النهائية التي سأخوض بها اللقاء ولديّ أوراق رابحة سأظهرها في المباراة". وأكد مجدداً انه استفاد من المباريات التدريبية لتصحيح الأخطاء الفردية التي ارتكبها اللاعبون، مشيراً الى ان مباراة اليوم امام البحرين سيظهر فيها اللاعبون، وسيظهرون اليوم بصورة مغايرة، المنتخب البحريني قدم عروضاً ممتازة في مباراته التجريبية الاخيرة. ويملك مجموعة من اللاعبين المميزين ولا يستهان به مطلقاً والمباراة ستكون صعبة واتمنى ان لايخذلنا الحظ فيها". وكشف لاعب خط الوسط محمد نور عن الاستعدادت الجدية لخوض المباراة، وقال "لن نفرّط في نقاطها مطلقاً على رغم صعوبتها. والمؤكد ان المنتخب البحريني سينهج الطريقة الدفاعية، والروح المعنوية لدينا كلاعبين مرتفعة، الامر الذي سينعكس ايجاباً على الأداء". وأكد نور ان العروض المتوسطة التي قدمها "الأخضر" في مبارياته التجريبية ليست مقياساً "سنكون مختلفين اليوم ولن نخذل آمال الجماهير السعودية التي نطالبها بالوقوف الى جانبنا والحضور الى ملعب الأمير فيصل بن فهد". نحو النهائيات سائرون من جهته، أكد مدرب المنتخب البحريني الالماني سيكا ان لاعبي فريقه وضعوا نصب اعينهم التأهل الى نهائيات المونديال "ستكون مباراة اليوم الخطوة الاولى في المشوار الطويل، وأنا واثق ان اللاعبين سيحققون نتيجة ايجابية ويحصدون الفوز". وأضاف: "ستكون صعبة من دون شك، المنتخب السعودي قوي، وهو يلعب على أرضه ووسط جمهوره وتشكيلته غنية بالمميزين". وكشف سيكا انه سيعتمد الهجوم منذ البداية.