خرج عشرات الوف الفلسطينيين مساء امس في مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة في تظاهرات لتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني من اجل القدس. وكانت السلطة الفلسطينية دعت اسرائيل امس الى سحب قواتها من "بيت الشرق" والغاء اجراءاتها الاخيرة في القدسالشرقية واعتبرت "عرض" وزير الخارجية الاسرائيلية شمعون بيريز بشأن فتح "حوار بهدف وقف اطلاق النار" بين الفلسطينيين والاسرائيليين "محاولة اسرائيلية لمحو آثار ما فعلته في الايام الماضية". وفي غضون ذلك، أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه لا يمكن التوصل الى تطبيق توصيات لجنة ميتشل او البدء بأي محادثات حول السلام تحت "تهديد الارهاب"، داعيا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى فعل المزيد لوقف "اعمال العنف والارهاب". راجع ص 4 ودعا بوش، الذي كان يرد على اسئلة الصحافيين اثناء لعب الغولف "الدول الاوروبية والعربية المعتدلة الى الانضمام الى الولاياتالمتحدة والاستمرار بتوجيه الرسالة بأنه لا يمكن ان يكون هناك سلام الا اذا توقفت دورة العنف". ودافع عن سياسة الولاياتالمتحدة قائلا إن واشنطن "تفعل كل ما في وسعها من أجل اقناع الطرفين" بوقف العنف، مشيراً الى ضرورة وجود نية لدى الاطراف في المنطقة لاتخاذ القرار الواعي بوقف الارهاب". واثنى على تحلي اسرائيل بضبط النفس "لكن المهم بالنسبة الينا القول لجميع الاطراف انه في حال كانت هناك رغبة في السلام، او على الاقل في الحديث عن السلام او رغبة في الوصول الى ميتشل، يجب وقف العنف اولاً". وعن قدرة عرفات على وقف الاعمال "الارهابية" قال بوش: "اعتقد بأنه يستطيع ان يفعل اكثر من اجل اقناع الناس في الشارع بوقف اعمال الارهاب والعنف. قلت في المكتب البيضاوي ان من المهم جداً ان يظهر السيد عرفات انه يبذل جهدا مئة في المئة وانه يفعل كل ما في وسعه لاقناع الاطراف في الضفة الغربيةوغزة بوقف العنف". واضاف بوش: "نحن ندرك انه قد يحصل بعض الاعمال الارهابية المنعزلة، ولكن هذه الاعمال الانتحارية الاخيرة ليست احداث منعزلة وانما حملة ارهابية مستمرة". وحين سئل عن امكان دعوته عرفات لزيارة البيت الابيض قال بوش متجنباً الاجابة المباشرة: "سأقوم بتوجيه دعوة للاطراف المعنية لزيارتي في الوقت المناسب". ودافع بوش عن جهود الولاياتالمتحدة لوقف التدهور معطيا توصيات ميتشل ومشروع تينيت لوقف النار كأدلة على مساعي الادارة لوقف النزاع ولكنه اعترف بمحدودية فاعلية الادارة الاميركية "اذا لم توجد رغبة في السلام" من جانب الاطراف. وفي الوقت نفسه، ما زال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد في اسرائيل والاراضي الفلسطينية لمتابعة الجهود الاميركية. وكان آرون ميلر، من فريق سلام الادارة السابقة، اجرى لقاءات مع الاسرائيليين والفلسطينيين وعاد امس الى واشنطن للمشاركة في احتفال "بذور السلام" في وزارة الخارجية الذي يشارك فيه ايضاً الوزير كولن باول. وذكرت مصادر اميركية انه على رغم ان واشنطن لا تزال تصر على تطبيق توصيات ميتشل وقبلها خطة تينيت، الا ان المسؤولين الاميركيين يستكشفون افكاراً اخرى يمكن ان تسرع وقف العنف واطلاق العملية التفاوضية. واعلن بيريز امس خلال اجتماع ل"طاقم الاعلام الاستراتيجي" التابع لوزارة الخارجية والذي يترأسه بيريز نفسه انه سيشرع في اتصالات مع الفلسطينيين "بعيداً عن وسائل الاعلام". وكان بيريز حصل على ضوء اخضر من شارون بفتح "حوار سياسي" مع الفلسطينيين باستثناء الرئيس ياسر عرفات، وبشرط ان يقتصر الحوار على البحث في سبل وقف النار على ان يشارك في كل هذه اللقاءات احد الجنرالات العسكريين الاسرائيليين للتأكد من خلوها من اي مضمون سياسي. ونسبت صحيفة "معاريف" العبرية الى بيريز انه يحاول "تسويق" فكرة "غزة اولاً" في اطار اعداده مجموعة افكار سياسية لخلق اجواء مناسبة لوقف اطلاق النار. وكتبت: "يرى وزير الخارجية ان اسرائيل يجب ان تنسحب من قطاع غزة وتسمح لعرفات باعلان الدولة المستقلة في الفترة الاولى في هذه المنطقة". واضافت "ان مثل هذا الانسحاب يمكن ان يتم من جانب واحد او في اعقاب اتفاق مقابل وقف شامل لاطلاق النار ومعاودة اللقاءات الامنية وتوقيف الفلسطينيين للناشطين الذين تتهمهم اسرائيل بالارهاب اضافة الى بناء اجراءات الثقة بين الجانبين". لكن وزير الدفاع الاسرائيلي بن اليعيزر استبعد اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة واعرب عن "شكوك" تراوده بشأن استئناف الحوار مع الرئيس الفلسطيني غير انه قال انه يؤيدها مع ذلك. وقال وزير التخطيط نبيل شعث ان الفلسطينيين لا يرفضون التفاوض كمبدأ "غير ان العروض الاسرائيلية تخلو من اي درجة من الجدية او الاستعداد الحقيقي للتقدم... هذه العروض التي يقدمها بيريز الذي اعلن انه لا يملك تفويضا سياسيا باتخاذ قرارات فيها تأتي الان في محاولة لمحو آثار ما فعلته اسرائيل في الايام الاخيرة".