انطلقت قبل أيام الدورة الثالثة والعشرون لمهرجان أصيلة الثقافي. وأعطى انطلاقة الافتتاح مدير المهرجان ووزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى. ويزور المهرجان في دورته الحالية ضيوف من قارات عدّة، يمثلون اتجاهات مختلفة في الفكر والفن والأدب. وهكذا تحتضن مدينة أصيلة الواقعة جنوب مدينة طنجة على الساحل الأطلسي أكثر من اثني عشر عرضاً موسيقياً يقودها موسيقيون وعازفون قدموا من البرازيل وهنغاريا والعراق واسبانيا وسورية وتونس والسنغال والبرتغال. وعلى المستوى المغربي تشارك مجموعة من الفنانين في احياء الليالي الغنائية المبرمجة طوال أيام المهرجان. وسيكون نجم الطرب المغربي عبدالهادي بلخياط ضمن الأسماء اللامعة التي من المقرر أن يعطي لأمسيات أصيلة نكهة مغربية مميزة. على الصعيد "المغاربي" سيكون الطرب التونسي حاضراً وممثلاً بالمطرب مراد حقلي. وعربياً سيكون للجمهور الأصيلي موعد مع عازف الناي العراقي عمر بشير الذي سيؤدي معزوفاته داخل قاعة مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية. ويؤدي الفنان السوري كنانة القصير جديد أغانيه بالتناوب مع المغني السنغالي كومبا غاول. مصر طبعاً لن تكون غائبة عن المهرجان، وسيكون حضور لنجومها السينمائيين: ليلى علوي وعزت العلايلي مدير مهرجان القاهرة وحسين فهمي... وهم يشاركون في فاعليات ندوة التعاون الأوروبي العربي في مجال صناعة وفن السينما. كما سيحتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية ندوات دولية. ولعل أبرزها ندوة الرواية العربية: التطور والآفاق. ودعي الى هذه الندوة كتّاب عالميون وعرب كجابر عصفور وادوارد الخراط. ويحتضن المركز ندوة عن نشأة الفنون التشكيلية المغربية، وخصوصاً في الفترة الممتدة بين الخمسينات والستينات. بالموازاة مع هذه الندوة ينظم المهرجان معرضاً للفن التشكيلي خاصاً بالفنانين الزيلاشيين نسبة الى أصيلة وستعرض أعمالهم في أروقة قاعة "القمرة". وبينما يتكفل التشكيليون الزيلاشيون بتأثيث أروقة "القمرة" سيكفل تشكيليون أتوا من دولة البحرين بالاشتغال على جدران المدينة العتيقة وتحويلها الى جداريات كما هي العادة كل سنة في المهرجان. وينتظر خلال هذا المهرجان منح جائزة الشعر الأفريقية يوم 13 آب أغسطس في الحديقة الصغيرة الموجودة وسط المدينة الى الشاعرة الأفريقية فيرا دوارتي، وسيسلمها الجائزة جاك شوفرييه الأستاذ الجامعي ومدير مركز الدراسات الفرانكفونية. هكذا تستعد مدينة أصيلة النائمة على ذراع المتوسط الى خمسة عشر يوماً من الحياة الكثيفة المملوءة بالشعر والرسم والموسيقي وخلالها تتحول جدران المدينة القديمة الى لوحات تعكس حساسيات وتوجهات الفن التشكيلي المعاصر.