وجه السلافيون المقدونيون انتقادات عنيفة للدول الغربية واتهموها بمحاباة الألبان. وقررت مجموعات مقدونية متشددة محاصرة مبنى البرلمان لمنع المسؤولين: الاوروبي خافيير سولانا والأطلسي جورج روبرتسون من دخوله في حال مجيئهما، فيما تصاعدت الانتهاكات لوقف النار، ووقع انفجاران في سكويبا. شن رئىس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي هجوماً شديداً على الدول الغربية، هو الاول من نوعه منذ توليه السلطة قبل حوالى سنتين ونصف السنة. واعتبر خطتها للتسوية السلمية بأنها "تدخل اجنبي سافر في الشؤون الداخلية لمقدونيا، تهدف الى تقسيمها على شكل فيديرالي، بحسبما يسعى اليه الألبان". وأفاد في تصريحات صحافية نشرت في سكوبيا امس، ان صيغة المشروع الذي طرحه الوسيطان: الاميركي جيمس بارديو والاوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار، غير مقبولة لأنها "تعمدت تقديم تنازلات الى الارهابيين الالبان، الى درجة المحاباة، ما يؤكد ان المتمردين الذي يستخدمون السلاح، يلقون دعماً من الديموقراطيات الغربية". وقال رئىس الحكومة المقدونية: "سقطت كل الاقنعة عن وجوه الغربيين، لأن مشروع بارديو وليوتار يحمل 90 في المئة من مطالب المسؤول السياسي لجيش التحرير الوطني الذي يقود الحركة المسلحة الالبانية في مقدونيا علي احمدي، في الوقت الذي يبتعد كلياً من خطة الاصلاح السياسي التي كان اعلنها الرئيس بوريس ترايكوفسكي وأكد الغرب انه يؤيدها ويعمل على تطبيقها". ومعلوم ان مشروع بارديو وليوتار، يمنح حقوقاً لغوية وادارية كبيرة للألبان في مناطق واسعة من مقدونيا. واعتبر المراقبون توقيت تصريحات غيورغيفسكي، بأنها تدل على انضمامه مع حزبه "القومي" الى موقف الاحزاب والجماعات المقدونية المعارضة للتعديلات الدستورية التي اعلنت رفضها لزيارة كل من: "منسق الشؤون الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون لمقدونيا امس، وأكدت نيتها استخدام العنف ضد المسؤولين الغربيين لمنعهما من اجراء اي اتصالات في مقدونيا اذا تجرءا وجاءا الى مقدونيا. وتدخلت الكنيسة الارثوذكسية المقدونية للمرة الاولى في الاوضاع الراهنة، وأصدرت امس، بياناً بعد اجتماع طارئ لمجلس اساقفتها الاعلى، دعت فيه الى رفض مشروع بارديو وليوتار "لأنه يناقض هدف وحدة جمهورية مقدونيا، ويستخدم الضغط الشديد من اجل حل خطير وهدام، لا يمكن ان يقبله الشعب المقدوني". وذكرت محطة تلفزيونية خاصة في سكوبيا، انها علمت من مصادر قريبة من الرئىس بوريس ترايكوفسكي، انه ابلغ مسؤولين غربيين في مقدونيا، انه سيلجأ الى تقديم استقالته والانسحاب من التسوية السلمية "اذا تعرض لمزيد من الضغوط الدولية لقبول مشروع بارديو وليوتار، المرفوض كلياً من الاحزاب والفئات السياسية والاجتماعية المقدونية". وشهدت العاصمة سكوبيا والمدن الاخرى ذات الغالبية من السكان السلافيين المقدونيين، حملات واسعة في الشوارع والساحات، لجمع التواقيع على مذكرات "ترفض التعديلات الدستورية، وتندد بمحاولات الغرب لفرض هيمنته على مقدونيا، والتدخل السافر من اجل فرض حل جائر على المقدونيين". ومن جانبه، قال الوسيط الاميركي جيمس بارديو: "نحن وضعنا الصيغة النهائية التي وجدناها مناسبة، بعد محادثات مكثفة استمرت اسبوعين، وللأطراف المقدونية والألبانية الخيار في قبولها او رفضها". وهزّ انفجاران سكوبيا صباح امس، الأول نتيجة عبوتين ربطتا في سيارة متوقفة في ساحة عامة. وأدى الحادث الى اصابة صاحبتها بجروح بالغة. ووقع الانفجار الثاني في منطقة تجارية عامة في الضاحية الشمالية الغربية من سكوبيا ذات الغالبية من السكان الألبان، ولم يصب احد فيه، بحسب مصادر الشرطة. من جهة اخرى، خطفت مجموعة مسلحة ألبانية ثلاثة مدنيين مقدونيين قرب مدينة تيتوفو شمال غربي، وأجرى اقارب المخطوفين اتصالات بممثلي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في محاولة للحصول على معلومات عن مصيرهم. وذكرت وسائل الاعلام المقدونية انه شوهد 15 مقاتلاً ألبانياً في ضواحي سكوبيا الجنوبية. ووقعت انتهاكات متفرقة لوقف النار شمال مقدونيا، إذ هاجم مقاتلون ألبان مركزاً للشرطة في ضواحي مدينة كومانوفو. كما حدث اطلاق نار في منطقتي "رادوشا" و"راتشي" اللتين تعتبران مصدراً رئيساً لمياه الشرب التي تتزودها العاصمة سكوبيا. وشهدت مرتفعات تيتوفو مواجهات بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان.