كما يحمل «مزدوجو الجنسية» جوازي سفر يستطيعون استخدام أيهما شاءوا حسب حاجتهم يحمل بعض منسوبي الساحة الرياضية إعلاميين وإداريين وغيرهم آراء مزدوجة تجاه بعض قضايا الساحة الرياضية ويتم استخدامها على حسب الحالة لتكون جواز مرور للهدف الذي يتوافق مع ميولهم ويوصلهم إلى النهاية التي يأملونها ولكن أحداث الساحة الرياضية المتلاحقة والمواسم الكروية المتتالية «تفضح» هؤلاء على رأس الأشهاد ليظهر معدنهم جلياً أمام الساحة. قضايا كثيرة متتالية لا يمكن حصرها لكننا سنختار قضيتين رئيسيتين تمسان أصحاب ثنائية التنافس التقليدي «الهلال والنصر» وكذلك «الاتحاد والأهلي» ففي الثنائية الأولى بين «النصر والهلال» كان هناك ضجيج وصخب ملأ الأركان حول الصليب المرسوم على يد المحترف الروماني في صفوف الهلال الموسم الماضي ميريل رادوي وتحدث كثيرون عن مدى تشويه ذلك للمنافسات الرياضية وعن القوانين والأنظمة واللوائح وأقحم بعضهم الرأي الديني في القضية حتى اضطرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى إصدار تعميم عاجل على جميع الأندية الرياضية دعت فيه إلى العناية والاهتمام ب«ضرورة إلزام أعضاء الأجهزة الفنية واللاعبين غير المسلمين بعدم إظهار شعائرهم واحترام عادات وتقاليد البلد»، وفي الوقت الذي احتفى فيه التيار «المنافس لمشجعي الهلال» بهذا القرار واعتبروه تتويجاً لمطالباتهم انقلبت الآية رأساً على عقب مطلع الموسم الحالي بعد أن وصل المحترف الكولومبي في صفوف نادي النصر خوان ببينو بابلو وظهر الوشم جلياً على معصمه وزنده وأجزاء من كتفه وهو ما أشعل فتيل انتقادات الجماهير الرياضية «الزرقاء» بشكل أكبر على اعتبار أن الحال لا تختلف كثيراً عن وضع صليب رادوي الموسم الماضي والذي اضطر إلى تغطيته في مباريات عدة. وفي قطبية التنافس الثانية بين «الأهلي والاتحاد» كان قزع محمد نور في مواسم ماضية مثار الحديث الرئيسي لجماهير رياضية ووسائل إعلام عدة وكان مثار انتقاد متواصل حتى اضطر أحد حكام المباريات التي شارك فيها اللاعب إلى أن يطلب منه أن يحلق شعر رأسه بالقرب من كراسي الاحتياط ويعدل من «قصة شعره» ليتمكن من المشاركة في المباراة وهو المنظر الذي نقلته حينها كاميرات التلفزيون وصاحبه جدل واسع قيل حينها إن الأنظمة واللوائح تمنع اللاعب من ذلك ولكن هذه «التنظيمات» ذابت تماماً الموسم الحالي حين ظهر أكثر من لاعب وأبرزهم المحترف البرازيلي في صفوف الأهلي فيكتور سيموس ب «قزع» واضح وجلي دون أن ينبس أحد ببنت شفة أو حتى يشهد ذلك أي صخب إعلامي. حال التأرجح بين «الصوت المرتفع» و«الصمت المطبق» يثير كثيراً من علامات الاستفهام حول «سلامة المقصد» فإن كان الهدف ثابتاً فإن الصوت لن يهدأ وسيرتفع مجدداً مع كل حال مشابهة أما أن يرتفع ويخبو بحسب اللاعب والقميص الذي يرتديه والنادي الذي ينتمي إليه ففي ذلك مثار للتساؤل.