عادت القضايا الرياضية مجددا لتتخطى محيط اتحاد كرة القدم وطرق أبواب المحاكم واقتحام سفارات البلدان الأجنبية بعد إعلان قائد فريق النصر الأول لكرة القدم حسين عبدالغني عزمه رفع دعوى قضائية ضد الروماني ميريل رادوي محترف فريق الهلال الأول لكرة القدم على هامش الحديث الفضائي الذي أدلى به الأخير عقب انتهاء مباراة الفريقين أمس الأول ضمن إطار مسابقة كأس ولي العهد الذي حمل عبارات غير لائقة وهو الأمر الذي قابله تأكيدات هلالية برفع خالد عزيز شكوى مشابهة ضد حسين عبدالغني يرجح أن تكون في الاتحاد السعودي رغم ما ذكره البعض بأنها ستدخل أروقة المحاكم في الوقت الذي أشار فيه أحد أعضاء مجلس الإدارة الهلالية إلى أن السويدي ويلهامسون سيشكو لاعب النصر أحمد عباس لسفارة بلاده في المملكة بعد ما حدث بين الطرفين. واستنكر قائد الفريق النصراوي من جانبه ما ذكره الروماني عنه أمام ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزيون «في البداية ما قاله رادوي عني أمر أرفضه تماما ولن أتراجع عن المطالبة بحقي الذي تحفظه لي جهتان رسميتان تتمثلان في لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم التي بالتأكيد لا يرضيها أن تسمع مثل هذا التصريح والمحكمة الشرعية التي تضمن للجميع حقوقهم». وأضاف عبدالغني في تصريح خاص إلى شمس « كنت أتمنى أن يبقى التنافس دائما داخل الملعب وفي إطار الروح الرياضية ولكن ما ذكره رادوي يعتبر أمرا شخصيا بحتا ولا بد أن أتقدم بمثل هذه الشكوى فنحن ولله الحمد في بلد مسلم ودستورنا الكتاب والسنة» وبين عبدالغني أن تصريح رادوي واضح للجميع «ما قاله رادوي كان واضحا جدا والجميع يستطيع أن يفهمه حتى ابني الذي يبلغ من العمر تسع سنوات باستطاعته فهم ذلك فلا مجال للتأويل إطلاقا أو للدفاع عما ذكره ولو برر أحد الأمر حينها سأكون مذهولا ومستغربا من التبرير». وشدد حسين في نهاية تصريحه على احترامه للهلاليين «أود أن أؤكد أن هذا الأمر لا يخص إدارة الهلال ولا جمهوره ولا إعلامه فجميعهم أكن لهم كامل التقدير والاحترام، إنما هذا أمر شخصي وأي شخص لا يرضى على نفسه مثل هذا الكلام». ومن جانب آخر رفعت إدارة نادي النصر شكوى رسمية للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل على المحترف الروماني رادوي بسبب التصريحات الخارجة عن الروح الرياضية التي تحدث بها للقنوات الفضائية بعد نهاية المباراة التي جمعت النصر بالهلال أمس الأول وتطرق فيها لأمور شخصية تخص قائد الفريق النصراوي حسين عبدالغني والتي لا يمكن السكوت عليها كما تضمنت الشكوى ما بدر أيضا من حركة لا أخلاقية من اللاعب السويدي ويلهامسون تجاه أحمد عباس بعد نهاية المباراة وأرفقت الإدارة النصراوية مع الشكوى تسجيلا كاملا يوضح ذلك بالتفصيل، في الوقت الذي قلل فيه عضو شرف النادي المقرب من الإدارة الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر من اتخاذ لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي عقوبة واقعية ضد رادوي بعد اتهامه لقائد النصر حسين عبدالغني بأمور خارجة عن الروح الرياضية حسب وصفه «أنا لست واثقا بأن تصدر لجنة الانضباط العقوبة الصحيحة على رادوي؛ لأننا شاهدنا جميعا القرارات التي تصدر ضد نفس اللاعب في السابق وكيف يتم التعامل معها ومن هذا المنطلق استمر رادوي في صولاته وجولاته بتشويه صورة الرياضة بل إنه هذه المرة خرج تماما عن الرياضة ليتدخل في أمور شخصية». وأضاف «بعد هذه الحادثة ينطبق على رادوي المثل القائل من أمن العقوبة أساء الأدب، فللأسف إن لجنة الانضباط تركته يفعل ما يحلو له حتى وصل به الأمر لاتهام حسين بمثل هذه الأمور» وتمنى الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن أن يرفع عبدالغني شكوى ضد رادوي لدى المحاكم الشرعية التي ستكفل له حقه مؤكدا أنه ليس من المنطق أن يخرج أحد ويبرر ما فعله اللاعب «ما ذكره رادوي كان واضحا وصريحا ولن يكون منطقيا أن يبرر أحد ما ذلك فهو لم يقم بضرب لاعب بدون كرة أو تدخل بشكل عنيف لكنه اتهم لاعبا خدم الرياضة السعودية كثيرا من خلال نادي الأهلي سابقا وإلنصر حاليا وقبلهما المنتخب السعودي لفترة طويلة والأولى أن يعيد كل من يريد أن يبرر لكلام رداوي النظر في آرائه ويعرف أن رادوي تدخل في أعراض الناس». ومن جانب آخر نفى لاعب نادي النصر أحمد عباس ما تردد عن أن هناك اشتباكا حدث بينه وبين السويدي ويلهامسون بعد نهاية المباراة، وقال «كل ما ذكر اتهامات باطلة لا أعرف من يقف خلفها فلم يحدث أي شيء وويلهامسون في الممر كان يسير إلى جانب الأمير نواف بن سعد وهو من يشهد على ذلك». وأضاف اللاعب «كنت أتوقع منهم أن يناقشوا الحركة اللا أخلاقية التي بدرت من ويلهامسون وظهرت في القنوات الفضائية ولكنهم تجاهلوا ذلك وسعوا لاختلاق قضية لا أساس لها من الصحة من أجل تغطية ما حدث أمام أنظار الجميع، وذلك سعيا منهم لذر الرماد في العيون، حيث روجوا لأكاذيبهم من أجل أن يجعلوا أحمد عباس هدفا لهم»، وفي نهاية تصريحه تساءل عباس عن الأسباب التي تجعل البعض يطرح مثل هذه الإشاعات «يا ترى ماذا عملت حتى يقولوا عني إنني متوتر في المباراة أو بعدها ولكن يبدو أنهم يسعون لإثارة الجماهير بالكلام الذي لا يستند إلى حقيقة ويتجاهلون الحقائق التي شاهدها كل متابع للمباراة وأمام ذلك أقول حسبي الله ونعم الوكيل وأؤكد أنني سأسعى للحصول على حقي الشخصي بالطرق القانونية». وفي المقابل رفضت إدارة نادي الهلال مساء أمس التعليق أو الخوض في تفاصيل تصريح رادوي تجاه لاعب نادي النصر حسين عبدالغني مبررة ذلك بأن الاستحقاقات المقبلة للفريق وعلى رأسها مواجهة الغرافة القطري في دوري أبطال آسيا أهم بكثير من النظر لمثل هذه الأمور التي وصفتها بالصغيرة مشيرة إلى أن هنالك محاولات سابقة لزعزعة الاستقرار في النادي لم ولن تنطلي عليها؛ كونها تعلمت من هذه الأمور التي تعتبر قديمة وبينت الإدارة الهلالية معرفتها بما أسمته بالمحاولات اليائسة لمحاولة زعزعة الاستقرار موضحة أن الهلال يجيد الرد داخل أرضية الملعب بعكس الآخرين. وأكدت إدارة نادي الهلال أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في الحفاظ على حقوق الهلال سواء للاعب رادوي أو غيره، ولكن بنفس الوقت بعيدا عن الإعلام «مثل هذه القضايا قد تؤجج الوسط الرياضي الذي أصبح حاليا متشنجا بدرجة عالية لذلك لن نصعد الأمر في الإعلام وسنحفظ حقوقنا بنادي الهلال أمام أي جهة كانت عبر الطرق الرسمية ولن ندخل في المهاترات الإعلامية التي لن تفيد». وعلى نفس الصعيد أكد مصدر مسؤول بنادي الهلال أن حسين عبدالغني تلفظ بألفاظ نابية تجاه ميريل رادوي وخالد عزيز وحاول استفزازهما منذ بداية المباراة دون فائدة «في الدقيقة 32 من الحصة الأولى حاول عبدالغني الاشتباك مع رادوي أثناء اطمئنانه على ابن جلدته أوفيدو بيتري حينها حصلت مناوشات بين اللاعبين».مبينا أن خالد عزيز سيرفع دعوى قضائية للجهات المختصة ضد قائد النصر بداعي قذف والدته وأسرته بشكل مقزز أثناء المباراة مستغربا من الاشتباكات التي تحدث بين لاعبي الهلال والنصر عندما يكون حسين عبدالغني موجودا وقبلها اشتباكه مع أحمد الفريدي الموسم الماضي. مشيرا إلى أن أحمد عباس تلفظ بألفاظ خارجة عن الروح الرياضية ضد السويدي ويلهامسون داخل أرضية الملعب وفي ممر دخول اللاعبين لغرفة الملابس ووصول الأمر بينهما إلى الاشتباك «ويلهامسون يعد من اللاعبين الذين يتعرضون لضرب مبرح في جميع المباريات ويتمتع بأخلاق عالية ومع ذلك هناك من يقول إنه أشعل شرارة الحادثة». وفيما يتعلق بالقضية من الناحية القانونية توجهت «شمس» لسؤال المحامي خالد أبو راشد عما دار بين عبدالغني ورادوي وما إذا كان الأمر سيعامل على أنه قضية رياضية أم شخصية أوضح «بما أن هذه القضية حدثت أثناء مجريات مباراة رياضية بين فريقين فأتمنى أن يتم التعامل معها داخل المنظومة الرياضية، فهناك لجان متخصصة للبت في مثل هذه القضايا ويأتي على هرمها لجنة الانضباط التي تعد مسؤولة عن مثل هذه الأحداث، ولكن إذا رأى المتضرر أنها قذف صريح له وأراد تصعيد القضية فله ذلك خاصة أنه سبق أن حولت قضايا تمت داخل الملاعب الرياضية للقضاء». وحول وجود نص للائحة العقوبات والمواد المتعلقة بها في مثل تصريحات رادوي أكد على وجود لائحة للعقوبات والمواد المتعلقة بها في مثل هذه القضايا ولكنه اعتذر لعدم استحضاره لها «بالتأكيد فإن هناك لوائح وأنظمة متعلقة بمثل تصريح رادوي المسيء ضد حسين عبد الغني متى ما ثبت ذلك بشكل قاطع من خلال تقرير حكم المباراة أو مراقبها» .