} بيروت - "الحياة" - جال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الجنوب من بوابة جزين، وهي أول زيارة له الى المنطقة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي منها قبل أكثر من سنة. وكانت لجنبلاط محطات في مرجعيون حيث أقيم له استقبال مسيحي حاشد، والخيام التي قاطعته فيها حركة "أمل" واستقبله "حزب الله" وبعض القوى اليسارية، وصولاً الى حاصبيا حيث أقيم له استقبال درزي حاشد والى منطقة العرقوب وتحديداً بلدة شبعا. ورافق جنبلاط في زيارته الوزراء غازي العريضي ومروان حمادة وفؤاد السعد ونواب اللقاء الديموقراطي وعدد من أعضاء قيادة الحزب التقدمي، الى جانب زوجته السيدة نورا جنبلاط وولديه تيمور وأصلان. واستهل الجولة بلقاء عقده صباحاً مع النائب سمير عازار في دارته في جزين. وانتقل الى منزل النائب الراحل جان عزيز واستقبله السفير السابق سيمون كرم والوزير السابق نديم سالم. وقال جنبلاط: "صحيح ان جزين والجنوب كانا تحت الاحتلال وعانينا من الحواجز ولكن على رغم ذلك بقيت جزين نقطة تواصل عبر الجنوب، وبعد التحرير لا بد من المصالحة الكبرى وخصوصاً بعد زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير التاريخية، والمطلوب من السلطات أن تفعل كما فعل ديغول". وانتقل الى منزل النائب السابق سليمان كنعان". وفي منزل النائب السابق ادمون رزق قال جنبلاط: كان لنا موقف متعارض مع حزب الكتائب لكن هذا لم يمنع في أسوأ ايام الحرب ان نبقي على حسن الجوار واليوم نلتقي على الوحدة الوطنية والحوار واحترام رأي الآخر والديموقراطية". وتمنى جنبلاط على "كل رؤسائنا ان يستوعبوا هذه الدروس وهذه اللقاءات من الزيارة التاريخية للبطريرك صفير الى الشوف، الى غيرها من المبادرات التي تعزز الحوار والديموقراطية". أما رزق، فاعتبر "ان الوطن للجميع ولا أحد يستطيع مصادرته". ومن جزين الى مرجعيون، سلك جنبلاط طريق الجرمق - العيشية، وأنزل من سيارته في أماكن عدة لا سيما في برج الملوك والقليعة واستقبل استقبالاً حاراً من المواطنين الذين انتشروا على الطرق المؤدية الى دار مطرانية الروم الارثوذكس. وأقيم احتفال تحدث فيه المطران الياس الكفوري قائلاً: "هنا نقطة التلاقي بين سورية ولبنان. ونحن ما كنا يوماً منغلقين أو منعزلين عن عالمنا العربي وفي طليعته سورية". ورد جنبلاط بقوله: "اليوم نأتي للتفقد، ونتمنى أن تأتي دولة في يوم ما، بكل ما في الكلمة من معنى لدعم الصمود المادي لكل المرافق. مرت عليكم ظروف صعبة جداً وقاسية أيام الاحتلال، لكن وعيكم وصمودكم أعطى النتيجة. فها نحن بينكم ونتمنى سوياً، من خلال احترام رأي الآخر والتعددية والتنوع، ان نطوي صفحة الماضي ونبني مصالحة وطنية كبيرة كما بدأنا من خلالها مع البطريرك صفير في الشوف وجزين، ان تشمل هذه الرعاية كل المناطق. ونتمنى طبعاً بعد أن تعود مزارع شبعا سلماً أم حرباً وطبعاً نفضل سلماً، الى الحظيرة اللبنانية، وهي أرض لبنانية، أن نطبق طبعاً في شكل كامل القرار الدولي الرقم 425 وأعتقد ان هذا من حقنا وواجبنا". وشكر من دعم مسيرة التحرير ومنهم الرئيس لحود "ونعلم انه ربما في الأسبوع الماضي انفعل من ملاحظة ما في مكان ما لا أذكره، لكن ديموقراطية العالم لا بد من أن يسمع رئيس الجمهورية كلاماً لا يعجبه، في بلاد الغرب يرشقون احياناً كبار الرؤساء بالبيض، نرى كيف شباب الغرب يعترضون على حكام الغرب، وهم في جنوى اعترضوا على سياسة العولمة المتوحشة، نحن مع الرئيس لحود في التحلي بالصبر وروح الأفق الواسع والديموقراطية وكان قد بدأها عندما استقبل احد ابناء المنطقة حبيب صادق ونتمنى أن يستمر الحوار مع كل الفاعليات والقوى، قرنة شهوان وغيرها من أجل لبنان ديموقراطي موحد سيد مستقل". وتفقد جنبلاط معتقل الخيام بعدما جاب شوارع البلدة واستقبله وفد من "حزب الله" تقدمه مسؤول المنطقة الشيخ نبيل قاووق واستمع من الأسرى المحررين الى عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها المعتقل. ودخل جنبلاط الى غرف المعتقل وقال بعد الزيارة: أحيّي المقاومين والمجاهدين "حزب الله" وحركة "أمل" وكل القوى الوطنية التي شاركت في تحرير الجنوب"، مشيراً الى "المثلث الذي حقق انتصار الجنوب عبر لبنان وسورية وايران". وزار الحسينية والنائب السابق حبيب صادق حيث استقبله عدد من القوى اليسارية. وتوجه جنبلاط الى حاصبيا وتحديداً الى خلوات البياضة بعدما توقف في إبل السقي والقى كلمة في حشود درزية جاءت لاستقباله راجع الكلمة في مكان آخر. واختتم زيارته في منطقة العرقوب وبلدة شبعا.