لم تكن "الحياة" على مستوى الحياد والموضوعية الذي تدعو إليه وتدّعي انها تمثله في نهجها الاعلامي، عندما نشرتُ تعقيبي على مقال الكاتب منصور النقيدان "حين يكون الوعظ ساذجاً..." في 17 تموز/ يوليو 2001. وذلك أنها أخّرت نشر التعقيب الى 4/8/2001 ثلاثة اسابيع. ولم تكن منصفة وموضوعية، بل كانت منحازة الى رأي واحد هو رأي النقيدان. فحذفت من تعقيبي فقرتين كاملتين أخلّتا كثيراً بهدف التعقيب، وأكدت ان "الحياة" كما يشيع بدأت تفقد كثيراً من حياديتها وموضوعيتها، وهو ما يتناقض مع اعلانها لنهجها الصحافي في نشر الرأي والرأي الآخر. فلتسمح بنشر ما يصحح الآراء التي سبق نشرها كاملاً من دون حذف وانتقاء يتنافيان وأبسط حقوق القراء، اي معرفة الحقيقة كاملة. وإنني إذ أبعث بهذا التعقيب الثاني اطالب رئيس التحرير جورج سمعان بأن يلتزم منهج "الحياة" المعلن في نشرها للرأي والرأي الآخر، وألا يكون منحازاً وانتقائياً في نشره للرأي الآخر في زمن بدأت تتلاشى فيه القيود المفروضة على الحقيقة، أعني زمن الانترنت. ولكي يؤكد رئيس التحرير فعلاً التزام "الحياة" الموضوعية، فعليه من باب الإنصاف ان ينشر التعقيب كاملاً من دون حذف وانتقاء مخلّ. وفي ما يلي أورد الفقرتين اللتين حذفتا من التعقيب: وهل معنى كلامه: "الاحتكاك المحرم والملامسة المحرمة" ان هناك احتكاكاً غير محرم وملامسة من الرجال للنساء غير محرمة؟ هذا ما أراد ان يثبته بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنى له ذلك. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "اني لا اصافح النساء". وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما مسّت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة..". ولم يأت في الشريعة ما يخالفها. اما قوله: "ان المرأة كانت تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم" فغير صحيح، وإنما ورد ذلك بلفظ: "كانت الجارية تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم..." وفرق كبير بين الجارية والمرأة، لأن لفظة الجارية تطلق على البنت الصغيرة التي لم تبلغ، وهذا لا إشكال فيه. وأما قوله: "وثبت ان أم حرام بنت ملحان كانت تفلي رأسه صلى الله عليه وسلم" فقد فاته ان أم حرام رضي الله عنها هي إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم. سابعاً، وأما قوله: ذهب الفقهاء الى ان المسلم اذا كان في مجتمع يعد مصافحة المرأة من الأعراف المتبعة وكان امتناعه من مصافحتها يوقعه في حرج ويصمه بعدم اللباقة كان له ان يصافحها درءاً للإحراج السيد محمد حسين فضل الله، الفتاوى "فهو لم يذكر من هؤلاء الفقهاء المعتبرين عنده إلا محمد حسين فضل الله وهو من الفقهاء الذين يقولون بأكثر من ذلك، فهو من الذين يبيحون للمرأة ان تتزوج على زوجها بالمتعة بعقد موقت ثم تعود الى زوجها الأول فهل يأخذ منصور النقيدان بهذا ايضاً؟! وأنا متأكد انه لو وجد من اقوال علماء السنّة ما يدعم كلامه لما ذهب الى فتاوى فضل الله. ولكنه وقع في ما حذّر منه فهو الآن الذي ينظر بعين انتقائية عوراء لا مبرر لها إلا الهوى. الجبيل الصناعية - أبو حسام، عبدالله درويش الغامدي المحرر: ما تنسبه الفقرة الثانية المحذوفة من قبل الى فتوى السيد محمد حسين فضل الله لا سند له في كتابه. وكان هذا السبب في حذفها قبل رسالة التهمة.