شنت حوالى عشرين مقاتلة اميركية وبريطانية، تدعمها حوالي ثلاثين طائرة أخرى، غارة على مواقع عراقية للدفاع الجوي في جنوبالعراق أمس، رداً على "تعرض طائرات التحالف لاطلاق نار متزايد من الدفاع الجوي" العراقي. وشملت الغارة، وهي الأعنف على أهداف عراقية منذ شباط فبراير الماضي، نظامي اتصال ومواقع صواريخ أرض - جو ومحطة رادار بعيدة المدى. ولم تعرف حصيلة هذه الغارة. واشنطن - أ ف ب، رويترز، أب - أعلن بريان ويتمان الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان "حوالى 50 طائرة من التحالف، منها 20 طائرة قاذفة وطائرات تموين الوقود، اشتركت في ضرب ثلاثة اهداف في جنوبالعراق، وعادت كل الطائرات بسلام الى قواعدها". وأوضح ان الطائرات قصفت في التاسعة والنصف صباحاًَ بتوقيت غرينيتش منتصف النهار تقريباً بالتوقيت المحلي للعراق مركزاً لقيادة الدفاع الجوي يستخدم كابلات الياف بصرية للربط بين الدفاعات الجوية العراقية، وموقعاً للصواريخ المضادة للطائرات، ومحطة رادار بعيدة المدى، موضحاً ان الأهداف الثلاثة تقع كلها في منطقة حظر الطيران في جنوبالعراق. وأضاف ان مركز الألياف البصرية سبق استهدافه في غارة في شباط فبراير الماضي. وأضاف ان الغارة جاءت بعد "تعرض طائرات التحالف لاطلاق نار متزايد من الدفاع الجوي" العراقي. وأكد ناطق آخر باسم "البنتاغون"، الكولونيل ستيف كامبل، ان "كل الأهداف التي قصفت كانت تساهم في تعزيز فاعلية نظام الدفاع الجوي العراقي". ونسب إلى مسؤول في "البنتاغون"، لم تكشف هويته، ان المقاتلات الاميركية انطلقت من حاملة الطائرات "يو.. اس. اس. انتربرايز" في الخليج وقواعد أرضية في المنطقة رفض تحديدها. وأضاف: "أكدنا مراراً اننا سنتخذ اجراءات لحماية طيارينا الذين يقومون بدوريات فوق العراق لتطبيق منطقتي الحظر الجوي". وأشار المسؤول الى ان الغارة نفذت رداً على "تعرض طائرات الائتلاف لاطلاق نار متزايد من الدفاع الجوي" العراقي. وفي تامبا في ولاية فلوريدا، حيث مقر القيادة المركزية الاميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في منطقة الخليج، أكد الكولونيل ريك توماس ان المقاتلات أصابت مواقع اتصالات ورادارات وصواريخ، موضحاً ان المقاتلات استخدمت صواريخ وقنابل موجهة تصيب اهدافها بدقة بمساعدة الأقمار الاصطناعية. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان مقاتلات بريطانية من طراز "تورنيدو جي. آر. 4" شاركت في الغارة. وأعلن ناطق باسم قاعدة "انجيرليك" التركية ان طائرات حربية كانت تقوم بدوريات فوق منطقة حظر الطيران في شمال العراق أمس تعرضت لنيران المدافع العراقية المضادة للطائرات وصواريخ أرض - جو، لكنها لم ترد. وهذه الغارة هي الثانية التي تشنها القوات الاميركية والبريطانية على العراق خلال الاسبوع الجاري. وكانت بغداد اكدت أول من امس ان دفاعها الجوي أطلق صوايخ ارض - جو على طائرات اميركية وبريطانية كانت تحلق فوق الشمال والجنوب و"اجبرتها على الفرار". وتأتي هذه الغارة الجديدة في اعقاب جهود مكثفة يبذلها الجيش العراقي لاسقاط طائرات اميركية وبريطانية تقوم بدوريات في منطقتي حظر الطيران اللتين فرضهما الغرب في شمال العراقوجنوبه بعد حرب الخليج العام 1991. ومع ان كل هذه المحاولات لم تنجح في اسقاط أي طائرة الى الآن، لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد كشف في مؤتمر صحافي أخيراً ان العراق حسّن دفاعاته الجوية "كماً ونوعاً" باستخدام كابلات اتصالات من الياف بصرية. وكان رامسفيلد أعلن الشهر الماضي ان العراق ادخل تحسينات كبيرة على دفاعاته الجوية منذ الاغارة في شباط الماضي على شبكة دفاعاته الجوية في الجنوب. واتهمت واشنطن حينها فنيين صينيين بمساعدة العراق في اقامة شبكة اتصالات بالالياف البصرية للربط بين دفاعاته الجوية. وكانت الولاياتالمتحدة سارعت الى رفض تحذير اطلقه الرئيس العراقي صدام حسين الاربعاء الماضي بوقف تحليق الطائرات الاميركية فوق منطقتي حظر الطيران. وقال مسؤولون اميركيون ان الطيارين سيواصلون مهاجمة الدفاعات الجوية العراقية رداً على محاولات اسقاط طائراتهم. وجدد الرئيس جورج بوش، اثناء قيامه بعطلة في مزرعته في تكساس، اتهامه صدام بأنه لا يزال يمثل "تهديداً" لجيرانه ولاستقرار المنطقة. وقال مسؤولون في "البنتاغون" الشهر الماضي ان القوات العراقية كادت ان تسقط طائرة تجسس اميركية من "طراز يو-2" بصاروخ في 24 تموز يوليو الماضي. ولا يعترف العراق بمنطقتي الحظر اللتين لم تصدر بشأنهما قرارات من الاممالمتحدة، ويؤكد ان الغارات الاميركية - البريطانية اوقعت فيهما 353 قتيلاً وألف جريح منذ 1998.