استضافت بيروت المعرض الدولي الخامس للمجوهرات والساعات والهدايا القيمة للشرق الأوسط تحت عنوان "مجوهرات لبنان 2001". ضم المعرض تشكيلة واسعة من المجوهرات لأشهر المصممين والصاغة العالميين من ايطاليا وهونغ كونغ وتايلاند وبلجيكا ومن دول عربية. وكان من أبرز الحضور الصائغ العالمي فواز غريوزي، فضلاً عن مشاركة أهم بيوت الصاغة والمصممين اللبنانيين وأصحاب الشركات التي تصنّع معدات صياغة المجوهرات. والمعرض الذي اتخذ من صالة "فوروم دو بيروت" موقعاً له على مدى ستة ايام، فاتحاً ابوابه امام اختصاصيين وزائرين من محبي المجوهرات والساعات، انقسم الى أجنحة تلألأت واجهاتها بأحجار الماس والياقوت والزمرد والزفير، وأحجار كريمة اخرى وشبه كريمة باتت في صلب موضة المجوهرات اليوم، رُصفت بأشكال هندسية أو مستمدة من الطبيعة كالخواتم والأساور والعقود والأقراط المصنوعة من الذهب الأبيض الذي يطغى على مثيله الأصفر، لأنه كما أجمع معظم المصممين "يبرز جمالية الحجر الكريم ولا سيما الألماس بشكل افضل". المزج بين التقليد والحداثة في تصميم المجوهرات سمة الموضة، بعضها يتجه نحو البساطة ما يناسب المرأة العملية ويكمل اسلوبها العصري ويتيح لها ان تتحلى بالألماس حتى "في عز الظهيرة"، وبعضها اكثر تعقيداً ما يحوله الى قطع فنية فريدة تزين اعناق النساء متخذة من النجوم والأزهار، وأوراق الشجر والفراشات والأقمار أشكالاً لها. الإبداع والجرأة والابتكار في المجموعات المعروضة تجاوزت الشكل الى اللون، فهناك القطع المرصعة بأحجار شبه كريمة زهرية اللون وأخرى خضر وبألوان البنفسجي والبرتقالي والأزرق والأصفر، تشبه في صياغتها وبريقها حجارة الألماس. بعض الأحجار من القطع الكبيرة وبعضها صغيرة مرصوصة ضمن خطوط مستقيمة او متداخلة تضفي في حد ذاتها جمالية جديدة. ولحجر "زيركون" مكانته في المعرض فهو كما قال احد التجار "يشع اكثر بمال اقل، وقد نجد سيدات بالغات الأناقة يضعن حلياً من "زيركون" لا يمكن تمييزها عن الألماس بسهولة"، وهذا الحجر الذي صنّعه الروس في التسعينات من مادة كيميائية تعرض لحرارة تصل الى 2500 درجة، أرقى انواعه مصقول بواسطة الآلة وأقلها نوعية المصقول بواسطة اليد. وجود المصمم غريوزي في افتتاح المعرض الذي تنظمه الشركة الدولية للمعارض وتسهم في رعايته دار "الحياة" ومؤسسات نشر اخرى، اضفى على المعرض طابعاً مميزاً، بل شكل حدثاً في حد ذاته، وهو "وجد في المناسبة مبرراً لعودته الى لبنان الذي غادره في العام 1961"، فهو من ام ايطالية وأب لبناني. "سيد الألماس الأسود" وقريباً "الألماس الجليدي" قال ل"الحياة" ان زبائنه في الشرق الأوسط وفي لبنان قلة، لكنه يفضل النوعية على الكمية ولهذا فهو يعتبر زبائنه اشخاصاً جيدين، "فأنا اصنع قطعاً فريدة وعندما اكرر القطعة فإن العدد يكون محدوداً وبالتالي قطعي ليست مخصصة للعامة، وأنا اريد ان احافظ على هذا التوجه". غريوزي الذي يملك دوراً لمجوهراته في لندن وجنيف وروما، لا مركز له في الشرق الأوسط ما عدا حق حصري لشركة "فردان" في المملكة العربية السعودية، على أن يفتح محلاً له في الكويت في كانون الثاني يناير المقبل ويعطي حقاً حصرياً مماثلاً في لبنان لعرض مجوهراته اعتباراً من تشرين الأول اكتوبر المقبل. الألماس الأسود الذي أطلقه غريوزي قبل خمس سنوات كان بمثابة التحدي الأول له ويقول: "إن العاملين في هذه الصناعة باتوا يستخدمونه حالياً بنسبة 75 في المئة، ولم يكونوا يفعلون ذلك قبل تصميمي لمجوهراتي من هذا الحجر الكريم". أما الألماس الجليدي الذي سيطلقه في الأسواق في ايلول سبتمبر المقبل، بعدما بدأ العمل عليه بسرية تامة قبل عام ونصف، فهو بالنسبة إليه مجازفة ثانية، ويعتقد انه سيحدث ثورة في عالم تصميم المجوهرات. "فلا اتجاهات جديدة في هذا العالم. المصممون التقليديون يبقون على تقليدهم، اما الأشياء غير التقليدية فكانت في الألماس الأسود وآمل ان يحدث الألماس الجليدي التأثير نفسه. لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين ومفهوم المرأة العصرية للمجوهرات اختلف عن مفهوم جداتنا، ما اسعى إليه هو ان اجعل وضع المجوهرات على جسم المرأة شيئاً سهلاً في النهار كما الليل".